«لغز» مدينة صينية تسجل انخفاضاً في إصابات «كورونا» بموطن الوباء

طاقم من مكافحة الأمراض والوقاية في الصين (أرشيفية-رويترز)
طاقم من مكافحة الأمراض والوقاية في الصين (أرشيفية-رويترز)
TT
20

«لغز» مدينة صينية تسجل انخفاضاً في إصابات «كورونا» بموطن الوباء

طاقم من مكافحة الأمراض والوقاية في الصين (أرشيفية-رويترز)
طاقم من مكافحة الأمراض والوقاية في الصين (أرشيفية-رويترز)

قالت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصادرة في هونغ كونغ إن مدينة صينية تمثل لغزا للعلماء الصينيين بسبب انخفاض معدلات الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، حيث وصلت إلى 6 حالات لكل 100 ألف شخص بينما كانت المقاطعة التى تقع بها تلك المدينة تسجل معدلات إصابة تتراوح بين ضعفين و20 ضعفًا.
وأضافت الصحيفة أن العلماء لم يكن لديهم أي تفسير لانخفاض الإصابات بمدينة إنشي حتى ظهرت تكهنات العام الماضي بأن السر قد يكون في أراضيها، حيث تدعم دراسة أجراها علماء صينيون نشرت هذا الأسبوع نظرية تقول إن «عنصر السيلينيوم قد يساهم في التأثيرات المضادة للأكسدة والالتهابات والمناعة بالنسبة لفيروس (كورونا)».

وأوضحت «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» أن مدينة إنشي تمتلك أكبر مخزون من عنصر السيلينيوم في العالم، لدرجة أنه تسبب في فقدان بعض سكانها لشعرهم أو أظافرهم.

وقال الفريق البحثي الصيني بقيادة البروفيسور ما جين في المختبر الرئيسي للمعايير البيئية وتقييم المخاطر في أكاديمية البحوث الصينية للعلوم البيئية في بكين، في الدراسة التى نشرتها مجلة Environmental Research ، يوم الأحد، إن تناول السيلينيوم يمكن أن يعزز مناعة الإنسان ويساهم في مقاومة الفيروس.
ووجد الباحثون عبر البيانات التي تم جمعها من مدن المقاطعة أن معدلات الإصابة بفيروس «كورونا» كان مرتفعا مع انخفاض مستويات السيلينيوم، فعلى سبيل المثال، كانت الإصابات مرتفعة في مدينتي Suizhou وXiaogan اللتين بهما أسوأ نقص في السيلينيوم.

وأشارت الدراسة إلى أن معدلات الإصابة في المدينتين كانت الأعلى خارج مدينة ووهان، عاصمة المقاطعة، موطن أول تفش للوباء.

ويعتقد الباحثون أن السيلينيوم ربما قد لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز المناعة لدى سكان مدينة إنشي.

وتشير بعض الدراسات إلى أن السيلينيوم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الوقاية من بعض الفيروسات أو علاجها، بما في ذلك «الإيدز» والإيبولا والإنفلونزا، لكن الآلية لا تزال غير معروفة إلى حد كبير.

وتم ربط مجموعة واسعة من المشكلات الصحية غير الفيروسية، بدءا من أمراض القلب والسرطان إلى الشيخوخة، بالسيلينيوم، وأظهرت بعض الدراسات أن المرضى الذين يعانون من عدة أنواع من السرطان لديهم نسبة أقل من السيلينيوم مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

لكن العديد من الدراسات التي ترصد تناول الناس للسيلينيوم فشلت في إيجاد رابط نهائي، بل وجد أن التناول المفرط لهذا العنصر يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك تلف الدماغ.

وقالت الصحيفة إن هناك ظواهر مماثلة لما شهدته المدينة الصينية حدثت في أماكن أخرى، وإن دراسات أجريت من قبل قالت إن معدلات علاج فيروس «كورونا» لها علاقة إيجابية بتركيز السيلينيوم، ومنها دراسة نُشرت في يونيو (حزيران)، وفي ألمانيا، وجدت دراسة أجراها مستشفى هايدلبرغ الجامعي أن مرضى الفيروس الذين يعانون من انخفاض مستويات السيلينيوم لديهم مخاطر أعلى للوفاة.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ علوم التغذية في جامعة شنشي نورمال الصينية لي جيانك قوله إن «هذه الاكتشافات دفعت إلى بعض المناقشات الحيوية لكن المجتمع البحثي لا يزال حذرا بشأن النتائج».

وتابع: «نحن بحاجة إلى المزيد من الأدلة القوية، فحتى الآن لا توجد بيانات من تجربة محكمة لإثبات أن هناك رابطا بين الفيروس وهذا العنصر».

وأضاف: «فعلى سبيل المثال، يجب على متطوعين تناول السيلينيوم ومقارنتهم مع أولئك الذين لا يفعلون ذلك في المناطق التي ينتشر فيها الوباء وبخلاف ذلك، قد تعزى بعض العوامل الأخرى عن طريق الخطأ إلى السيلينيوم».

وأوضح أن أحد هذه العوامل قد يكون ديموغرافيا، حيث إن متوسط العمر المتوقع في مدينة إنشي يزيد على 80 عاما، أي أعلى بأربع سنوات من المتوسط العام في الصين.

وقال لي: «لا ينصح بتناول السيلينيوم للوقاية من فيروس (كورونا) دون إشراف الأطباء».


مقالات ذات صلة

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

العالم ألمانيا تطلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني (أ.ب)

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

كشفت تقارير إعلامية أن ديوان المستشارية الألمانية طلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا بمختبر بمدينة ووهان الصينية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أميركا: إنقاذ شاب احتجزته زوجة والده 20 عاما داخل غرفة

 كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)
كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)
TT
20

أميركا: إنقاذ شاب احتجزته زوجة والده 20 عاما داخل غرفة

 كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)
كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية لحظة اعتقالها (متداولة)

أنقذت السلطات الأميركية شابا من ولاية كونيتيكت قال إنه كان محتجزا قسرا لمدة 20 عاما، وذلك بعد أن أشعل النار في غرفته ليتمكن من لفت انتباه فرق الإنقاذ واستعادة حريته، وفقا لما أعلنته الشرطة يوم الأربعاء.

وتم توجيه تهم القسوة والخطف إلى زوجة والده، التي يزعم أنها كانت تحتجزه طوال هذه الفترة. ووفقا للشرطة، هرعت فرق الإطفاء والإنقاذ في مدينة ووتربري إلى المنزل بعد بلاغ عن اندلاع حريق. وعند إنقاذ الشاب (32 عاما) الذي بدا هزيلا

بشدة، كشف أثناء تلقيه العلاج من استنشاق الدخان أنه تعمد إشعال الحريق. وقال للشرطة «أردت حريتي»، مشيرا إلى أنه كان محتجزا منذ أن كان عمره 11 عاما.

وأوضحت التحقيقات أن الضحية، الذي لم يتم الكشف عن اسمه، تعرض لسوء معاملة طويلة الأمد والجوع والإهمال الشديد والمعاملة اللاإنسانية، ولم يتلق أي رعاية طبية طوال تلك السنوات. وقال قائد الشرطة فيرناندو سبانيولو في بيان «المعاناة التي تحملها هذا الضحية على مدار أكثر من 20 عاما أمر مفجع ولا يمكن تصوره».

وتم اعتقال كيمبرلي سوليفان (56 عاما) التي تم تحديد هويتها على أنها زوجة والد الضحية، ووجهت إليها تهم الاعتداء والخطف والاحتجاز غير القانوني والقسوة وتعريض حياة الآخرين للخطر بتهور.