عوائد السندات الأميركية والدولار تعمّق خسائر الأسواق الناشئة

TT

عوائد السندات الأميركية والدولار تعمّق خسائر الأسواق الناشئة

ارتفعت عوائد السندات الأميركية والدولار، فانسحب المستثمرون من أسهم وسندات الأسواق الناشئة حول العالم، فازدادت موجة مبيعات عملات هذه الدول.
وهبط مؤشر «إم إس سي آي» لعملات الأسواق الناشئة بما يصل إلى 0.8 في المائة، وهي أكبر خسارة ليوم واحد منذ أن ضربت جائحة «كوفيد19» الأسواق في مارس (آذار) 2020. وقالت بضعة بنوك كبرى إنها تقلص تعرضها للأسواق الناشئة.
وخفض بنك الاستثمار «مورغان ستانلي» نظرته المستقبلية لعملات وسندات الأسواق الناشئة للمرة الثانية في أسبوعين، متوقعاً أن تنخفض العملات بما بين 4 و5 في المائة، وشجع مستثمري السندات على التحول إلى أدوات الدين الأكثر أماناً في الدرجة الجديرة بالاستثمار.
وقال البنك في مذكرة إلى عملائه إن تراجع عملات الأسواق الناشئة سيعود بها إلى مستويات أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
ومع ارتفاع العوائد الحقيقية للسندات الأميركية، وهي العوائد المعدلة وفقاً للتضخم، الأسبوع الماضي قال «بنك سيتي» إن التدفقات الاستثمارية إلى الخارج استمرت من الأسواق الناشئة.
وتوقع بنك «غولدمان ساكس» أن الضغوط الناتجة عن ارتفاع عوائد السندات الأميركية ستستمر، ونصح بالاحتفاظ بالعملات المرتبطة بالسلع الأولية مثل الروبل الروسي.
وسجل الدولار الأميركي أعلى مستوى في 3 أشهر ونصف الشهر أمام سلة من العملات يوم الاثنين، بدعم من توقعات بنمو اقتصادي قوي في الولايات المتحدة وارتفاع التضخم، مما دفع أيضاً بعوائد سندات الخزانة الأميركية للصعود، وهو ما يعزز جاذبية العملة الخضراء بوصفها ملاذاً آمناً، وذلك قبل أن يتراجع من ذروة 3 أشهر في منتصف تعاملات أمس الثلاثاء. وعانت الأسواق الناشئة في الأسابيع الأخيرة من مخاوف بشأن انتعاش اقتصادي عالمي محتمل في مرحلة ما بعد «كورونا»، مما يدعم ارتفاع التضخم وعوائد سندات الخزانة الأميركية، وهو ما رفع الدولار.
وانخفض مؤشر «MSCI» لأسهم الأسواق الناشئة في 27 دولة بنسبة نحو 10 في المائة، بعد تراجعه أمس بنسبة 0.2 في المائة، وذلك من أعلى مستوياته في فبراير (شباط) الماضي.
وتعد هذه الخسارة أكثر من ضعف خسارة مؤشر الأسهم العالمية «MSCI» البالغة 4.6 في المائة، خلال الفترة نفسها.
وأوضح كبير المحللين الاستراتيجيين في الأسواق الناشئة لدى «ستاندارد تشارتر»، إيليا جوفشتين: «لا تزال أصول الأسواق الناشئة تواجه رياحاً معاكسة، نتيجة تقلب عوائد السندات في الولايات المتحدة، الذي يعدّ المحور الرئيسي للمستثمرين».
وأضاف: «(بنك الاحتياطي الفيدرالي) أشار إلى ارتياحه للزيادة الأخيرة في العوائد، لكن لا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق بشأن معدل التضخم».
كانت أسهم الأسواق الناشئة قد تعافت بأكثر من 70 في المائة من أدنى مستوياتها في مارس الماضي، التي تأثرت بتفشي «كورونا» حول العالم، وهي أعلى بنحو 12 في المائة من أعلى مستوياتها في العام الماضي قبل انتشار الوباء، لكن عمليات البيع الأخيرة أدت إلى تباطؤ وتيرة ذلك.
وسجل مؤشر ديون «جي بي مورغان» بالعملة الصعبة في الأسواق الناشئة أسوأ بداية له هذا العام، منذ نحو 25 عاماً.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.