40 ناشرا من 46 دولة يؤثثون لمعرض الدار البيضاء للكتاب

فلسطين «ضيف شرف» الدورة الـ21.. والتظاهرة تعرض 110 آلاف عنوان في 3 ملايين نسخة

جانب من الندوة الصحافية التي ترأسها محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربية لتقديم فعاليات الدورة الـ21 لمعرض الدار البيضاء للكتاب والنشر («الشرق الأوسط»)
جانب من الندوة الصحافية التي ترأسها محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربية لتقديم فعاليات الدورة الـ21 لمعرض الدار البيضاء للكتاب والنشر («الشرق الأوسط»)
TT

40 ناشرا من 46 دولة يؤثثون لمعرض الدار البيضاء للكتاب

جانب من الندوة الصحافية التي ترأسها محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربية لتقديم فعاليات الدورة الـ21 لمعرض الدار البيضاء للكتاب والنشر («الشرق الأوسط»)
جانب من الندوة الصحافية التي ترأسها محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربية لتقديم فعاليات الدورة الـ21 لمعرض الدار البيضاء للكتاب والنشر («الشرق الأوسط»)

بعد احتفائه بأدب وكتاب دول غرب أفريقيا، خلال الدورة الماضية، وقع اختيار منظمي معرض الدار البيضاء الدولي للكتاب والنشر على فلسطين، لتكون ضيف شرف الدورة الـ21، التي تنظم في الفترة ما بين 13 و22 فبراير (شباط) الحالي.
ومن المنتظر أن تبرمج خلال هذه التظاهرة، التي تنظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، جملة من الفعاليات التي تحتفي بفلسطين، أرضا وذاكرة وثقافة، تتوزعها ندوات ومحاضرات ولقاءات تستحضر أعلام الثقافة الفلسطينية.
وأبرز محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، خلال لقاء صحافي، أول من أمس، بالرباط، أن المشاركة الفلسطينية في معرض الدار البيضاء ستتميز بحضور وفد مكون من 80 فردا، يقودهم نائب رئيس الوزراء، وزير الثقافة زياد أبو عمرو. وتتضمن مواضيع الندوات المبرمجة ندوة افتتاحية يشارك فيها زياد أبو عمرو، عن «القدس: سؤال الثقافة والوجود»، فضلا عن لقاءات تتناول «الواقع الثقافي في القدس»، و«العمارة الفلسطينية»، و«حماية التراث»، و«الذات الفلسطينية بين المنفى والوطن»، و«الصناعات التقليدية الفلسطينية»، و«أدب المعتقلات»، و«الخطاب الفلسطيني الشاب في القصة والرواية والشعر»، و«النص التاريخي في الرواية الفلسطينية»، فضلا عن أمسيات شعرية. كما يتخلل برنامج الاحتفاء عرض لفرقة «سرية رام الله للفنون الشعبية»، التي يعود تأسيسها إلى عام 1927.
وينتظر أن ينشط فقرة التكريم أكثر من 35 من الأسماء الوازنة في الشعر والرواية والبحث التاريخي والفنون التشكيلية الفلسطينية، وغيرها من مجالات الأدب والإبداع، كالروائي يحيى يخلف، والشاعر غسان زقطان، والخبير الجغرافي خليل التفكجي، والقاص والروائي محمود شقير، والفنانة التشكيلية أريج لاوي.
وقال حسن الوزاني، مدير الكتاب بوزارة الثقافة المغربية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «دورة هذه السنة من معرض الدار البيضاء ستعرف مشاركة 740 ناشرا (281 عارضا مباشرا و459 عارضا غير مباشر) يمثلون 46 دولة، سيقترحون على زوار التظاهرة ما يناهز 110 آلاف عنوان في نحو 3 ملايين نسخة».
وأبرز الوزاني أن البرنامج الثقافي للمعرض، الذي ساهمت في صياغته لجنة مؤسساتية تضم 14 هيئة، الذي يشتمل على 133 نشاطا ثقافيا، ضمنها 45 نشاطا مخصصا للطفل، بمشاركة 284 متدخلا من محاضرين ومبدعين ومفكرين ومؤطرين، سيعرف تنظيم حفل تسليم جائزة «الأركانة» العالمية للشعر، التي يمنحها «بيت الشعر في المغرب»، والتي ذهبت في دورة هذه السنة إلى الشاعر البرتغالي نونو جوديس، فضلا عن الإعلان عن اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر)، لأول مرة بالمغرب، كما سيتم تسليم جائزة المغرب للكتاب 2015.
وأعلنت «لجنة جائزة المغرب للكتاب»، برئاسة محمد الصغير جنجار، خلال الندوة الصحافية، عن فوز الناقد والروائي محمد برادة بـ«جائزة المغرب للكتاب» في صنف «السرديات والمحكيات» عن روايته «بعيدا عن الضوضاء قريبا من السكات»، التي سبق أن اختيرت ضمن القائمة الطويلة للروايات المرشحة لجائزة «البوكر» للرواية العربية لسنة 2015، كما فاز الباحث عبد الإله بلقزيز في صنف «العلوم الإنسانية» عن كتابه «نقد التراث»، بينما عادت جائزة «العلوم الاجتماعية» مناصفة إلى محمد حركات عن كتابه «مفارقات حكامة الدولة في البلدان العربية» (باللغة الفرنسية)، وحسن طارق عن كتاب «الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب وتونس ومصر»، وفاز رشيد يحياوي في صنف «الدراسات الأدبية واللغوية والفنية» عن كتاب «التبالغ والتبالغية: نحو نظرية تواصلية في التراث»، بينما فاز بجائزة الترجمة عبد النور الخراقي عن ترجمته لكتاب «روح الديمقراطية: الكفاح من أجل بناء مجتمعات حرة» للمؤلف لاري دايموند. وقررت لجنة الجائزة حجب جائزة الشعر.
وشكلت الندوة الصحافية مناسبة استعرض خلالها وزير الثقافة المغربي السياق الوطني الذي يتميز بوضع آلية جديدة لدعم وتنشيط قطاع النشر والكتاب، الذي انطلق خلال السنة الماضية، على شكل طلبات عروض مشاريع، خصص لها غلاف مالي يقدر بـ10 ملايين درهم (الدولار يساوي نحو 8 دولارات) سنويا. وكشف الوزير عن مشروع جديد لدعم المقاولات الثقافية والفنية بما فيها تلك المرتبطة بالكتاب والنشر في صيغة شركة وطنية لدعم المقاولات الثقافية والفنية، مبنية على الشراكة بين القطاعين، العام والخاص، لتيسير ولوجها للتمويل ولضمان تأمين القروض عبر إحداث صندوق لدى هذه الشركة خاص بضمان الصناعات الثقافية. وأعرب الوزير عن أمله في مساهمة هذا المشروع في دعم صناعة الكتاب عبر تطوير حلقات الإنتاج والتوزيع والترويج.
وفي هذا السياق، أشار الوزاني إلى أنه سيتم، أمس (الجمعة)، تقديم نتائج الدورة الأولى، برسم سنة 2015، المتعلقة بدعم قطاع النشر والكتاب، التي يرأسها عبد الفتاح الحجمري، حيث يضم الدعم مجالات نشر الكتاب، ونشر المجلات الثقافية، وإطلاق وتحديث المجلات الثقافية الإلكترونية، والمشاركة في معارض الكتاب الوطنية والدولية، ومشاركة الكتاب المغاربة في إقامات المؤلفين، وإحداث وتحديث وتنشيط مكتبات البيع، والقراءة العمومية والتحسيس بها، والنشر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين بصريا).
وبخصوص العدد المتوقع لزوار المعرض، ذكر الوزاني أن دورة السنة الماضية سجلت رقم 300 ألف زائر، مشيرا إلى أنهم يراهنون على أن يتم تجاوز هذا الرقم خلال دورة هذه السنة، مبرزا أن عدد الزوار المسجل في معرض الدار البيضاء يبقى مهما مقارنة مع الأعداد المسجلة في كثير من المعارض العربية والدولية.



أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة
TT

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية، من كتب وتحف وصور فردية وعائلية عبر مراحل حياتها. قدمت إيزابيل الليندي عبر أربع ساعات ونصف الساعة نصائح إلى الكُتاب الناشئين أو مشروع الروائيين الجدد، من خلاصة تجربتها الشخصية في كتابة ونشر 28 كتاباً، تمّت ترجمتها لعشرات اللغات عبر العالم وبِيعت منها ملايين النسخ. يضم الكورس عشرين نصيحة أو درساً مع أمثلة من تجربتها الشخصية أو تجارب كتاب تعدّهم أعلاماً في الأدب اللاتيني والعالمي، مثل غابرييل غارسيا ماركيز.

بدأت الليندي بنقطة أساسية في مقدمة الكورس، وهي أهمية «الصدق والأصالة» في أي حكاية، ثم انتقلت مباشرة إلى الحديث بإسهاب عن صنعة الكتابة بوصفها مهنة تحتاج إلى الكثير من التمرين والانضباط وتحديداً فترة البداية. كما تتطلّب طقوساً مهمة، وتنصح هنا بعدة أمور؛ من أهمها: اختيار يوم محدد يقرّر فيه الكاتب الالتزام بالكتابة. بالنسبة إليها شخصياً، فهو اليوم الذي تلقت فيه رسالة من ناشرتها الإسبانية التي تحدّتها بكتابة كتاب ثانٍ ناجح، بعد «بيت الأرواح»، ففعلت وكان ذلك يوم الثامن من يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم الذي لم تغيّره بعد إنجاز عشرات الكتب. تشبه الليندي بداية الكتابة بعملية زراعة بذرة، قد تبدو في بداية نموها نبتة ضعيفة، إلا أنها ستصبح شجرة قوية هي «الكتاب الأول». ركزت أيضاً على ضرورة إبقاء الكاتب مسافة ضرورية من المادة الأساسية، مستعيرة مثال الإعصار فتقول: «حين تكون داخل الإعصار لا يمكنك الكتابة عنه»، وكذلك في الكتابة يجب أن تكون لديك «غرفة توفّر لك الصمت الداخلي والعزلة». بهذا المعنى تتوفر للكاتب تصوراته ومسافته اللازمة؛ ليكتب عن الشخصيات والحدث في أي عمل.

أما عن أهمية القراءة على طول الخط فتقول: «لا يمكن أن تكتب أدباً إن لم تقرأ وتقرأ كثيراً. ربما لكاتبك المفضل، أو غيره، فبذلك تتقن السرد دون انتباه إلى ما تتعلّمه». تنتقل الكاتبة إلى الحديث في أحد الدروس عن صوت الراوي، فتعده موضوعاً بسيطاً للغاية: «إنه الشخص الذي يروي الحكاية بكل تفاصيلها، وقد يكون الحديث بصيغة المتكلم، وهو أسهل بكثير من الحديث بلغة الأنا». ثم تنتقل بنا الليندي إلى موضوع النبرة في السرد، معرفة إياها بالمزاج الذي يأخذ طابعه من الحبكة، فإما أن يكون مستفزاً، مشوقاً، مثيراً... حسب التيمة الأساسية للعمل، سواء كان تاريخياً، رومانسياً أو تراجيدياً إلخ... وهنا تحث الكاتب على التخلي عن إحساس الخوف من عيوب الكتابة مثل ارتكاب الأخطاء، قليلة أو كثيرة. فهي تعدّ ذلك أمراً طبيعياً في عملية الكتابة وتحديداً كتابة الرواية.

وأولت الليندي اهتماماً كبيراً بالبحث عن المزيد، خصوصاً في الروايات التاريخية. فالتفاصيل هي ما يبعث الحياة في القصص. وهنا قدمت مثالاً عن كيفية بحثها قبيل كتابتها لرواية «ابنة الحظ». فتقول: «لقد بحثت في موضوع الرسائل التي كان يرسلها عمال مناجم الذهب، ويدفعون أونصة منه، مقابل إيصال رسالة إلى عائلاتهم. لقد كانت مهنة ساعي البريد خطيرة وتستغرق مخاطرة السفر لمدة قد تستغرق شهرين لعبور مسافة وعرة من الجبال إلى مكان إرسال الرسائل»، قرأت الليندي مثل هذه المعلومات في رسائل من أرشيف المكتبة الوطنية في تشيلي.

في منتصف هذه الدورة التعليمية، وتحديداً في الدرس التاسع، ركزت الليندي على تفصيل رسم شخصيات مقنعة: «ليس مهماً أن تحب الشرير في الرواية أو المشهد المسرحي، المهم أن تفهم شره». وكما في مجمل أجزاء الكورس، أعطت الكاتبة أمثلة من تجربتها الروائية وطريقتها في رسم ملامح شخصياتها، فهي تتجنّب الوصف الشكلي إن لم يكن ضرورياً، وإن اضطرت تحرص أن يكون مختلفاً وبعيداً عن المعتاد والكليشيهات.

احتلّت الحبكة والبنية موضوع الدرس الثاني عشر، وفيه عدّت إيزابيل أن أهم نصيحة يمكن إعطاؤها هي تشكيل بداية بسيطة للحبكة، فذلك يفسح مجالاً للشخصية أو الشخصيات كي تتجول بحرية في الزمان والمكان. أما الجملة الأولى فكانت موضوع الدرس الثالث عشر، وتعدّه الليندي مهماً جداً، فهي «الباب الذي يفتحه الكاتب لقارئه كي يدخل في الحكاية». أما المقطع الأول فهو يهيئ للصوت الأساسي في الرواية. مع ضرورة تجنب الكليشيهات، خصوصاً في الاستعارات التي قد تنقلب وتصبح فخاً مملاً.

خصصت الكاتبة درساً أيضاً عن الروتين والانضباط وعملية خلق عادة للكتابة، فهي بمثابة تكوين «عضلات لجسد الكتابة»، يتطلّب التمرين والتكرار. يلاحظ المستمع في هذا الدرس نقاطاً طُرحت في الدروس الأولى عن طقوس الكتابة. وهنا كما في «سن الأربعين، وأنا أعمل في وظيفتين، استلزم مني ذلك العمل منذ الساعة السابعة صباحاً والعودة في السابعة مساء». لم أكن أفوّت وقتاً لتدوين ملاحظاتي في دفتر أحمله معي أينما ذهبت «كطفلي الصغير»، وخلال عام كتبت 560 صفحة شكلت مسودة «بيت الأرواح». لقد صممت الليندي على كتابة ما تراكم في داخلها خلال السنوات الماضية، بعد مغادرتها القسرية لتشيلي، بسبب انقلاب بينوشيه الذي أطاح بسلفادور الليندي. استخدمت الكاتبة هذه الاستعارة أكثر من مرة؛ لتؤكد أهمية الشغف «إن كنت تود الكتابة، يمكنك فعل ذلك في أي مكان، فالكتابة كممارسة الحب، إن أردتها من أعماقك فستجد دوماً الوقت والمكان لفعلها».

في الدرس السادس عشر، تشبه الكاتبة تفاصيل الرواية بخصلات الشعر التي يمكن ضفرها بإتقان خصوصاً الخصلة الوسطى، فهي التي تجمع طرفي الحكاية بجزالة. يمكن للكاتب أن يضيف خصلات إضافية لجديلة الحكاية، ويجعل الشخصيات أكثر عدداً وقصصها أكثر تعقيداً. استخدمت الليندي مثال أي مسرحية من مسرحيات شكسبير، مشبهة إياها بعشرات الخصل المعقدة التي تتضافر معاً وتخلق نصاً مذهلاً.

أما عن التعاطي مع أصوات الرواية والانتباه لأصالة المكان الذي قد يتطلّب استخداماً معيناً بثقافة أو جغرافية ما، فقد خصّصت له الكاتبة أيضاً درساً مستقلاً أتبعته مباشرة بالحديث عن أهمية الحوار بين الشخصيات. وهنا أشارت الليندي إلى إمكانية تجريب أي كاتب للقراءة الشخصية بصوت عالٍ. مخطوط روايته مثلاً، قد يضطره الأمر إلى تعديل الحوار أو اختصاره.

بالاقتراب من نهاية تلك الدورة التعليمية المصغرة، تطرّقت الليندي إلى موضوع التصعيد، مستعيرة مثال نقاط الصمت بين العلامات الموسيقية ومدى أهميتها. وكذلك مثال من يلقون النكت الساخرة أو المزحات، حين يؤجلون جوهر المزحة تقريباً للنهاية، مما يجعل المستمع متشوقاً.

أربع ساعات ونصف الساعة أطلّت خلالها الكاتبة الشهيرة عبر منصة «مايسترو» في «هيئة الإذاعة البريطانية»، قدّمت خلالها إلى قرّائها ومحبيها خلاصة تجربتها في محبة الكتابة وطرائق صناعتها

أما عن نهاية القصة أو الرواية التي صمّمت على أن تكون نهاية النصائح، في آخر الكورس، فتكثفها بالقول: «في سياق الكتابة وتطوير الحبكة وتصعيدها، ليس مستغرباً أن يفهم الكاتب جميع شخصياته ويحدّد نبرات أصواتهم، وكذلك منتهى الحكاية ومآل الشخصية الأساسية أحياناً أو الشخصيات. قد تغيّر جملة أو حركة مسار الحكاية كلها، وتُعطي للنهاية لمسة لا تُنسى». استعارت الكاتبة كلمة واحدة من المشهد الأخير في رواية «الحب في زمن الكوليرا» لماركيز، عن العاشقين الأبديين في لقائهما المتأخر بعد خمسين عاماً من الفراق: «لقد أبحرا، أبحرا إلى الأبد». فتعلّق بالقول: «لو اكتفى الكاتب بجملة (أبحرا)، لن يكون لتلك النهاية ذات التأثير. حين أضاف لهما (إلى الأبد) منح الخلود لتلك النهاية، وأعطى القارئ مشهداً لا يُنسى».

اختتمت الليندي نصائحها المهمة بخلاصة شخصية وعامة عن النشر، مركزة على ضرورة الكتابة من أجل المتعة، لأنها بصفتها مهنة لن تمنح الشهرة أو المال بسهولة أو بسرعة. ومع ذلك حثت المستمع والمشاهد على الكتابة بكل الأحوال. وهنا نبهت الكاتبة على أهمية العلاقات الاجتماعية والمهنية لجميع الكتاب الناشئين، وحتى المشهورين. وكذلك على حضور مؤتمرات ومهرجانات تساعد جميعها على توسيع دائرة المعارف.

نصائح إيزابيل العشرون، أشبه بحكاية حب حقيقية عن تجربة الروائية الثمانينية التي لم يوقفها شيء عن الكتابة، لا المنفى ولا إخفاقات الزواج والطلاق لأكثر من مرة، ولا خسارة ابنتها الوحيدة... بل جعلت من كل محنة نقطة انطلاق، أو سبباً للكتابة، وهذا ما ذكرته في لقطة الدعاية للكورس: «إن الأدب العظيم غالباً ما ينطلق من المحن الشخصية أو العامة».

يُذكر أن هذه الدورة التعليمية وشبيهاتها غير مجانية، إلا أنها بالقياس لقيمتها وأهميتها تُعدّ رمزية، بل متواضعة وقد استقطبت «هيئة الإذاعة البريطانية» قبل إيزابيل الليندي كتاباً آخرين؛ مثل: مارغريت أتوود وسلمان رشدي وغيرهما؛ لتقديم محتويات مشابهة.