المتحف المصري الكبير يعرض مقتنيات «توت» استعداداً للافتتاح

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن بدء عرض آثار الملك الذهبي توت عنخ آمون في قاعات العرض المخصصة لها بالمتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه قريباً، بعد تأجيله من العام الماضي بسبب جائحة «كوفيد - 19».
وفي جو احتفالي شهد الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، وضع القطع الأولى من آثار الفرعون الأكثر شهرة في فتارين العرض الخاصة بها، وسط إجراءات أمنية مشددة لحماية آثار توت عنخ آمون، حسب بيان وزارة السياحة والآثار.
وسيعرض المتحف المصري الكبير مجموعة آثار توت عنخ آمون كاملة للمرة الأولى منذ اكتشافها على يد عالم الآثار الإنجليزي هيوارد كارتر في عام 1922. ويبلغ عدد آثار الفرعون الشاب أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، لا يزال بعضها معروضاً حتى الآن في المتحف المصري بالتحرير في انتظار نقلها لموقع عرضها النهائي، ومن المنتظر أن يكون قناع توت الذهبي الشهير آخر القطع التي ستُنقل للمتحف الكبير، وذلك قبيل الافتتاح، وكان وزير السياحة والآثار المصري قد قال في تصريحات سابقة، إن «القطع الأثرية المهمة مثل قناع توت عنخ آمون ستُنقل قبل افتتاح المتحف الكبير حتى لا تغيب كثيراً عن الزائرين».
وفي سياق إعداد المتحف للافتتاح، أعلنت الوزارة الانتهاء من ترميم وتدعيم التمثال الثاني للملك رمسيس الثاني بالمتحف، الموجود بفناء مدخل الهرم الزجاجي، موضحة أنه خضع لعمليات تنظيف ميكانيكي وكيماوي، وتقوية وتدعيم للأجزاء الضعيفة به، كما ثُبتت تماثيل الملك سونسرت الأول في مكان عرضها النهائي على الدرج العظيم.
ويبلغ ارتفاع تمثال رمسيس الثاني حوالي 8 أمتار، ويزن 30 طناً، وكان مقسماً إلى 5 قطع منذ أن اكتُشف من مئات السنين، ويمثل الملك رمسيس الثاني واقفاً مقدماً قدمه اليسرى عن اليمنى، ويمسك في يديه بعض اللفائف ويرتدي النقبة الملكية القصيرة ذات الطيات والثنيات، ويرتدي التمثال حزاماً حول خصره مُزيناً بزخارف ويحمل اسم الملك، وخلف دعامة منقوشة عليها مجموعة من النصوص الهيروغليفية.
يأتي بدء عرض القطع الأثرية في المتحف بعد أيام من إعلان مجلس إدارة هيئة المتحف المصري الكبير عن اسم التحالف الفائز بتقديم وتشغيل الخدمات بالمتحف، وهو تحالف «حسن علام» الذي يضم شركات مصرية وإنجليزية وفرنسية وإماراتية، ذات خبرات في مجالات إدارة الأعمال والتسويق والضيافة والترويج والجودة والصحة والسلامة المهنية، حسب بيان الوزارة.
يذكر أن هيئة المتحف المصري الكبير أعلنت في منتصف عام 2018 عن طرح دولي لتشغيل الخدمات بالمتحف، تقدم له 8 تحالفات دولية، وتجاوزت 5 تحالفات منها مرحلة سبق التأهيل، اختير منها ثلاثة للمرحلة النهائية.
وأوضح اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، أن «إعلان التحالف الفائز، سبقته جولات طويلة وعديدة وبالغة الدقة والتعقيد من المفاوضات لتحقيق أقصى عائد وتعظيم حصة الدولة المصرية من تقديم وتشغيل الخدمات بالمتحف، مع ضمان أفضل مستوى تشغيل لها وفقاً لأفضل المعايير الدولية المطبقة في دول العالم، التي تليق بعظمة الحضارة المصرية العريقة والمتحف المصري الكبير كونه واحداً من أكبر متاحف العالم».
ومن المنتظر أن يسبق حفل افتتاح المتحف الكبير حملة ترويجية تتضمن أفلاماً دعائية ولوحات وإعلانات مصورة تعرض في الشوارع والأماكن العامة، وتخطط وزارة السياحة والآثار لتنظيم حفل كبير في افتتاح المتحف يحضره قادة وزعماء العالم.
من جهة أخرى وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، اختار المتحف المصري بالتحرير تمثالاً لمايا مرضعة الملك توت عنخ آمون ليكون قطعة مارس (آذار)، التي تُعرض في بهو المدخل الرئيس للمتحف. وقالت الأستاذة صباح عبد الرازق مدير عام المتحف، في بيان صحافي، إن «التمثال مصنوع من الحجر الجيري، يصور المرضعة مايا وهي تحمل الملك توت عنخ آمون طفلاً على رجليها، وهو يرتدي قلادة على شكل جعران مجنح، ويسند أقدامه على مسند قدم مزين بأشكال الأسرى المنبطحين، واكتُشف في جبانة الحيوانات المقدسة في سقارة عام 1968».