القاهرة تتطلع لإسراع تعاونها مع أثينا... وتتجاهل دعوات أنقرة للتفاوض

شكري التقى نظيره اليوناني

شكري وزير الخارجية المصري لدى استقباله نظيره اليوناني دندياس في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
شكري وزير الخارجية المصري لدى استقباله نظيره اليوناني دندياس في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
TT

القاهرة تتطلع لإسراع تعاونها مع أثينا... وتتجاهل دعوات أنقرة للتفاوض

شكري وزير الخارجية المصري لدى استقباله نظيره اليوناني دندياس في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
شكري وزير الخارجية المصري لدى استقباله نظيره اليوناني دندياس في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)

متجاهلة دعوات تركية للتفاوض بشأن الحدود البحرية معها في شرق المتوسط الغني بحقول الغاز، أبدت مصر، أمس، تطلعها لـ«سرعة تدشين تعاون مع اليونان في مجال الطاقة».
ودخلت تركيا في عداء مع البلدين، بشأن التنقيب في شرق المتوسط، زاده توقيع مصر واليونان اتفاقية لترسيم حدودهما البحرية، في أغسطس (آب) الماضي، قوبلت باحتجاج تركي.
وعقب استقباله نظيره اليوناني نيكوس دندياس، أمس، في القاهرة، أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري، «متانة العلاقات المصرية - اليونانية وأواصر الصداقة التي تجمع البلدين على كل الأصعدة».
ووفق المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، تناول الجانبان خلال مباحثاتهما سُبل تطوير مجالات التعاون بين الدولتين، كما تباحثا حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُتبادل.
وأكد شكري، بحسب بيان الخارجية، «اهتمام مصر بتيسير تدفق الاستثمارات اليونانية إلى مصر وتذليل العقبات التي قد تواجه شركاتها في مصر، فضلاً عن دعم التعاون السياحي بين البلدين، بالإضافة إلى تطلع مصر لسرعة تدشين تعاون بين الدولتين في مجال الطاقة».
وأبدى شكري ودندياس ترحيبهما بمستوى التشاور السياسي بين الدولتين لتنسيق المواقف تجاه كل التطورات التي تشهدها المنطقة.
وأظهرت أعمال التنقيب في منطقة شرق المتوسط، خلال السنوات الماضية، العثور على احتياطات ضخمة للغاز، بينها حقل «ظهر» المصري، ونتج عن تلك الاكتشافات تعاون وثيق بين مصر واليونان وقبرص، فيما أثار قلق تركيا، التي تحتل الشطر الشمالي من قبرص منذ عام 1974.
ويأتي الحديث المصري عن أهمية العلاقات مع اليونان، في مقابل تجاهل رسمي مصري تام لدعوات تركية متكررة على مدار الأيام الماضية، للتفاوض معها بشأن ترسيم الحدود البحرية.
وأعربت تركيا عن استعدادها للتفاوض مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية معها في شرق المتوسط الغني بالنفط. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، في مؤتمر صحافي بأنقرة الأسبوع الماضي: «بناء على سير العلاقات، يمكننا التفاوض مع مصر بشأن مناطق الصلاحية البحرية وتوقيع اتفاق معها بهذا الخصوص».
كما أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أمس، أنه يمكن فتح صفحة جديدة في علاقة تركيا مع مصر وعدد من دول الخليج، «للمساعدة في السلام والاستقرار الإقليميين». وضمن سلسلة الرسائل التركية، سبق أن أعرب السفير التركي في الدوحة، محمد مصطفى كوكصو، عن تفاؤل بلاده بتحسن العلاقات مع مصر رغم استمرار التوتر السياسي بين الطرفين». وتوترت العلاقات بين أنقرة والقاهرة بشكل خاص منذ 2013، عند عزل الرئيس المصري محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي تدعمها تركيا».
وعقدت قبرص واليونان ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا والأراضي الفلسطينية في عام 2019 «منتدى غاز شرق المتوسط» دون دعوة تركيا.
من جهة أخرى، أجرى نيكوس دندياس وزير الخارجية اليوناني، لقاء في القاهرة أمس، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة إن أبو الغيط رحب بزيارة وزير الخارجية، مؤكداً حرص الجامعة على الحفاظ على العلاقة الممتدة والمتميزة التي تربطها مع اليونان التي تمثل إحدى الدول المهمة في إطار الاتحاد الأوروبي والنشطة في ساحة العلاقات الدولية، آخذاً في الاعتبار أوجه التعاون المتعددة التي تربط الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومواقف اليونان التقليدية المساندة للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضاف المصدر أن اللقاء تناول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل الارتقاء بالعلاقات بين اليونان والجامعة ودولها الأعضاء على كل الأصعدة خلال المرحلة المقبلة، بما في ذلك في سبيل دعم جهود الأمن والاستقرار والتنمية وتسوية الأزمات في المنطقة العربية.
وأكد الأمين العام أهمية العمل على إنشاء آلية تعاون لتعزيز العلاقات العربية اليونانية والحفاظ على دورية التشاور السياسي من أجل تنسيق المواقف في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».