نانسي عجرم امرأة حلقت في سماء الفن وعبرت المحيطات

أيقونة الأغنية العربية الحديثة

لا يقتصر تأثير نانسي عجرم على الساحة الفنية فقط بل طال عمق المجتمعات العربية (الشرق الأوسط)
لا يقتصر تأثير نانسي عجرم على الساحة الفنية فقط بل طال عمق المجتمعات العربية (الشرق الأوسط)
TT

نانسي عجرم امرأة حلقت في سماء الفن وعبرت المحيطات

لا يقتصر تأثير نانسي عجرم على الساحة الفنية فقط بل طال عمق المجتمعات العربية (الشرق الأوسط)
لا يقتصر تأثير نانسي عجرم على الساحة الفنية فقط بل طال عمق المجتمعات العربية (الشرق الأوسط)

لا يختلف اثنان على أن نانسي عجرم هي من الفنانات القليلات اللاتي استطعن، في عصر الأغنية الحديثة، الحفاظ على موقعهن بنجاح. فهي تعد نموذجاً يحتذى به، للجهد الذي بذلته لتحقيق أحلامها. لم تستسلم يوماً للمطبات التي واجهتها، بقيت متمسكة بطموحها، وهي اليوم تتربع على عرشها الفني من دون منازع، بعد أن حصدت أرفع الألقاب العالمية.
شهرتها بدأت في عام 2003 بعيد إطلاقها ثالث ألبوماتها الغنائية «يا سلام». تضمن يومها أغنيات ناجحة عديدة بينها «أخاصمك آه»، ومنذ ذلك الوقت اخترقت أسواق الأغنية العربية الحديثة بنجاح وتصدرتها.
لا تنفي نانسي عجرم سعيها وراء النجاح وتقول: «أنا من الأشخاص الذين تعذّبوا في حياتهم بسبب سعيهم وراء الكمال، فلطالما أردت أن أقوم بالأشياء بمثالية وعلى أكمل وجه. وهذا الأمر يجهد صاحبه، ويتحوّل إلى هاجس فيما لو تركناه ينمو فينا. ولذلك تريني اليوم أعلّم أولادي أن يعيشوا بطبيعية وأن يدركوا بأنه من العادي الوقوع في الخطأ، وأن الكمال هدف جميل ولكنه وفي المقابل لا يجب أن يسكننا». وتضيف: «لا شيء يمكن أن يكون كاملاً وإذا استوعبنا هذا الأمر تهون الأمور علينا. فعندما تخبرني مثلاً، ابنتي إيللا بخطأ ارتكبته في الصف، أحاول التخفيف عنها ناصحة إياها أن تتعلّم من أخطائها، وألا تفكّر بها لأنها من الأمور الطبيعية التي نتعرّض لها في حياتنا».
تصدرت أخبار نانسي عجرم صفحات الإعلام العربية والغربية، كما حصدت جوائز فنية مختلفة. اختارتها الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري لتطل في برنامجها «أوبرا وينفري شو» عبر حلقة خاصة عن الأشخاص الأكثر شهرة في العالم. وجاء اختيارها هذا من باب أنها النجمة الأكثر جماهيرية في الشرق الأوسط. وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2009 عينت كسفيرة للنوايا الحسنة في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي تضم 22 بلداً من قبل صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، حيث ذكر يومها راي فيرجيليو ممثل المنظمة أن اختيارها يعود لإسهامها في دعم القضايا التي تهتم بها اليونيسف في المنطقة. نالت جائزة الموسيقى العالمية ثلاث مرات: أولها في عام 2008 عن ألبوم «بتفكر في إيه»، وثانيها عام 2011 عن ألبوم «نانسي 7» والثالثة عام 2014 عن ألبوم «نانسي 8». احتفلت مؤخراً بمرور 18 عاماً على انطلاق ألبومها «يا سلام» وغرّدت تقول: «يا سلام صار عمرو 18 سنة شو أكتر أغنية حبيتوها من هالألبوم؟». نالت لقب أفضل مغنية عربية في عامي 2003 و2004 في مجلات عربية وأخرى غربية كـ«نيوزويك» العربية التي قالت عنها «إنها إحدى أكثر الشخصيات المؤثرة في الوطن العربي».
وعلى مدى أعوام متتالية تصدر اسمها لوائح النساء الأكثر تأثيراً ونفوذاً في العالم العربي والشرق الأوسط. وأعلنت مجلة «كوزموبوليتان» العالمية عن قائمة النساء الـ15 الأكثر تأثيراً في الوطن العربي من مختلف الميادين السياسية والأدبية والفنية وغيرها، فحصدت عجرم المرتبة الأولى بين كل الفنانات العربيات لاعتبارها الفنانة الأكثر مبيعاً خلال العقد الأخير. وكذلك الأمر بالنسبة لمجلة «فوربس» في عام 2020. احتلّت نانسي عجرم المرتبة الأولى بين الفنانات في الوطن العربي، حيث جاء اختيارها ضمن القائمة، نظراً للنجاح الكبير الذي حققته خلال مسيرتها الفنية، وشعبيتها الواسعة في الوطن العربي ومختلف أنحاء العالم. وجاء تصدّر عجرم للائحة «فوربس» وفقاً لمعايير عدّة أبرزها: عدد سنوات العمل في المجال، عدد متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «تويتر»، و«إنستغرام» و«يوتيوب»، بالإضافة إلى نشاطاتها المؤثرة والموقع الذي تمثله بمكانتها على الساحة الفنية العربية. يأتي هذا الإنجاز العالمي الجديد الذي تضيفه نانسي إلى مسيرتها الفنية بعدما حققت مبيعات قدّرت بأكثر من 70 مليون تسجيل في العالم العربي، وهو ما جعلها الثانية كأكثر مغنية ذات مبيعات كبيرة في تاريخ الموسيقى اللبنانية والعربية بعد فيروز. هذا فضلاً عن استحواذها على اهتمام الشباب والشابات وتمتّعها بقاعدة جماهيرية تخطت حدود بلدها لبنان والوطن العربي إلى دول العالم أجمع. وكانت نانسي عجرم قد تصدرت قوائم «أرابيان بزنيس» و«نيوزويك» للشخصيات الأكثر تأثيراً وقوة على مستوى الوطن العربي.
لم يقتصر تأثير نانسي عجرم على الساحة الفنية فقط بل أسهمت في حملات توعوية خاصة. فدعمت القرى الفقيرة في مصر، وقامت بأخرى وطنية لمكافحة فيروس كورونا. ولم تتوانَ عن الظهور علناً وهي ترضع طفلتها مؤكدة على فوائد الرضاعة الطبيعية.
قدمت في مشوارها الفني 11 ألبوماً على مدى 22 عاماً، شكّل ثالثهم «يا سلام» نقطة تحول في مسيرتها الفنية فارتقت معه إلى العالمية.
حطمت نانسي عجرم رقماً قياسياً إلكترونياً حيث تخطى حسابها الرسمي على «إنستغرام» الـ15 مليون متابع. فكانت الشخصية العربية الأكثر متابعة عبر مواقع الصور والفيديوهات.
تشكل نانسي عجرم اليوم رمزاً من رموز لبنان، فأغانيها يحفظها اللبناني والكوري والهندي كما الفرنسي والتايلاندي والمصري والأميركي. ولا تستغرب حين تذكر أمام أحدهم في أفريقيا أو أميركا وأوروبا أنك لبناني، أن يبادرك بالقول: «إذا أنت من بلد نانسي عجرم»، أو يتلو عليك بسرعة مطلع أغنيتها «أخاصمك آه». عبرت نانسي بشهرتها المحيطات فشكلت أيقونة الأغنية العربية الحديثة.
أبكت عجرم اللبنانيين وهي تطلق أحدث أغنياتها «إلى بيروت». فكانت لفتة منها لـ«ست الدنيا» بعد الانفجار الذي أصابها في 4 أغسطس (آب) الماضي. قدمت عملاً وطنياً متكاملاً دخلت فيه القلوب من دون استئذان، محققة نسب مشاهدة عالية فاقت الـ3 ملايين مشاهدة. مؤخراً استمتع محبوها بأغنيتها الجديدة «ما تحكم عا حدا» كشارة لمسلسل «راحوا» يعرض في موسم رمضان.
نجحت عجرم في تخطي كل الصعوبات التي واجهتها وكانت ترد دائماً على الشائعات التي تلاحقها بالقول «سلاحي هو عملي ونجاحي واستمراريتي، هكذا أرد على الشائعات التي تلاحقني». في عام 2020 عاشت نانسي عجرم أصعب مراحل حياتها عندما اقتحم أحد المتسللين منزلها في منطقة السهيلة الكسروانية. وبعد مواجهة بينه وبين زوجها، أطلق هذا الأخير النار عليه فأرداه، بعد أن هدده بمسدس صوتي كان يحمله.
ورغم أن نانسي عجرم توحي بأنها امرأة رقيقة وحساسة، لكنها تملك من الصلابة ما يكفيها لاجتياز كل التقاطعات. فمدير أعمالها جيجي لامارا يشهد لها في هذا المجال، وغالباً ما كان يردد في جلساته، بأن نانسي امرأة صلبة لا تستسلم بسهولة.
لم تستمتع نانسي عجرم بطفولتها فهي بدل أن تعيشها كغيرها من الأطفال، كانت منشغلة في الغناء وتطوير موهبتها. وتقول في هذا الصدد: «في عمر ميلا ابنتي كنت أغني، أحفظ دروسي وأقوم بواجباتي الدراسية في الوقت نفسه. ولذلك لم أستمتع بطفولتي. ولكني أقول لبناتي لا للتقاعس بدروسهن أو في القيام بنشاطاتهن المدرسية. فلا أحبّذ فكرة الكسل أبداً. وعادة ما أظهر لهن أهميّة هذه الأمور عندما أسافر وأعود في اليوم نفسه لأكون إلى جانبه».
قدمت نانسي عجرم في مشوارها الغنائي موضوعات مختلفة طالت المرأة والطفل والأم والهجرة والوطن. وهي تعتبر مشاركتها في برنامج «ذا فويس كيدز» مرحلة جميلة لوّنت حياتها. ومن تعليقاتها حول هذا الموضوع: «اليوم عندما أفكر فيه أشعر وكأنه حلم شاهدته. فكنت أثناء متابعتي للحلقات على شاشة التلفزيون، أتأثّر بشكل أكبر من لحظات التصوير، فأرى بالتفاصيل ردود فعل أهاليهم ودموعهم وهي أمور تؤثر بي كثيراً».
في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2020 أحيت نانسي عجرم حفلاً «أونلاين» عبر تطبيق «تيك توك» فكانت بذلك أول فنانة عربية يختارها هذا التطبيق لتقديم حفلة غنائية عبره، والثانية عالمياً بعد النجم ذا ويكند الذي كان أحيا حفلاً يعد الأول عبر «تيك توك» على مستوى العالم. وفي حفل آخر كانت قد أحيته «أونلاين» بعنوان «أمل بلا حدود»، استطاعت نانسي عجرم أن تحصد 7 ملايين مشاهدة كاسرة الرقم القياسي لهذا النوع من الحفلات في الشرق الأوسط.
لا حدود لأحلام نانسي عجرم وطموحاتها. فهي لا تتوقف عن التفكير في تجديد مسيرتها الفنية. وتقول: «أنا من الأشخاص الذين لا ينامون كثيراً، وربما لو كنت أنام لساعات أطول لكنت بحالة أفضل. فأنا أكتفي بالنوم لساعات قليلة».



عدسات لاصقة تعالج أمراض العين تلقائياً

العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)
العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)
TT

عدسات لاصقة تعالج أمراض العين تلقائياً

العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)
العدسات تحتوي على هيدروجيل يسمح بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها (جامعة واترلو)

طوّر فريق بحثي كندي عدسات لاصقة قادرة على توصيل الأدوية بشكل مستمر إلى العين، مما يعزز علاج أمراض العيون تلقائياً دون عناء.

وأوضح الباحثون من جامعة واترلو، أن هذه العدسات توفر وسيلة أكثر كفاءة لتوصيل الأدوية مباشرة إلى العين، مقارنة بقطرات العين التقليدية التي تتطلب جرعات متكررة وقد تكون صعبة الاستخدام. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «ACS Applied Bio Materials»

ويتطلب عدد من أمراض العيون، مثل الالتهابات والجفاف، علاجات تقليدية كقطرات العين التي يجب استخدامها بشكل متكرر، ما قد يصعب الالتزام بها على بعض المرضى، ولا سيما كبار السن أو الأطفال، ويؤخر عملية الشفاء.

وتعتمد العدسات اللاصقة الجديدة على السيليكون هيدروجيل، القابل للطباعة ثلاثية الأبعاد، والذي يتميز بقدرته على الاحتفاظ بكميات كبيرة من الماء، ما يسمح بالتحكم في كمية الأدوية التي يحتاج إليها المريض وتوصيلها بشكل مستمر أثناء ارتداء العدسة. وهذا الحل قد يقلل الآلام التي يعانيها المرضى ويحدّ من حاجتهم لتكرار استخدام أدوية العين.

ووفق الباحثين، تحتوي العدسات على هيدروجيل بتركيبة «ماكرو-مسامية» التي تسمح لها بحمل كميات كبيرة من الأدوية داخلها، ما يسهم في إطلاق الدواء تدريجياً إلى سطح العين، طوال فترة ارتداء العدسة.

وبمجرد ارتداء العدسة، يبدأ الدواء المخزن في الهيدروجيل التسرب ببطء إلى العين بفضل خصائصه المسامية، ما يتيح توصيل الجرعات المطلوبة من الدواء بشكل منتظم ومريح طوال اليوم.

وجرى اختبار قدرة الهيدروجيل على تخزين وإطلاق الأدوية باستخدام المضاد الحيوي «أموكسيسيلين»، وهو دواء شائع لعلاج أمراض العين.

وأظهرت النتائج أن الهيدروجيل يتمتع بالاستقرار اللازم لتخزين الدواء لمدة تصل إلى شهر، حيث لم تُسجل تغيرات كبيرة في خصائص «الأموكسيسيلين»، بعد شهر من التخزين، ما يشير إلى أمان المادة للاستخدام البشري، وفق الفريق.

وأضاف الباحثون أن الهيدروجيل المستخدم مرن وقوي، مما يجعل العدسة مريحة وآمنة للاستخدام، دون التأثر بتمددها أو انضغاطها، كما أنه مستقر ضد التحلل، ما يحافظ على فعالية الدواء أثناء التخزين والاستخدام. وأشاروا إلى أن هذه العدسات قابلة للتكيف مع العديد من الاستخدامات الطبية، مثل علاج أمراض العين المزمنة أو الحادة، مما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير علاجات متقدمة باستخدام العدسات اللاصقة.

وأشار الفريق إلى أن هذا الابتكار يُعد خطوة مهمة نحو تحسين جودة حياة المرضى، حيث يجمع بين الراحة والفعالية في توصيل الأدوية، كما أنه يمهد الطريق لتطوير تقنيات علاجية مخصصة وفق احتياجات المرضى، ما يعزز تطور الطب الشخصي ويوفر حلاً مبتكراً لعلاج أمراض العيون.