دلما ملحس... على خطى الأم في تخطي الحواجز

الفارسة السعودية التي تجاوزت حدود المحلية إلى كبرى المنافسات الدولية

دلما ملحس تتخطى الحواجز لتثبت جدارتها بين أفضل لاعبات الفروسية (الشرق الأوسط)
دلما ملحس تتخطى الحواجز لتثبت جدارتها بين أفضل لاعبات الفروسية (الشرق الأوسط)
TT

دلما ملحس... على خطى الأم في تخطي الحواجز

دلما ملحس تتخطى الحواجز لتثبت جدارتها بين أفضل لاعبات الفروسية (الشرق الأوسط)
دلما ملحس تتخطى الحواجز لتثبت جدارتها بين أفضل لاعبات الفروسية (الشرق الأوسط)

تعد دلما ملحس إحدى أهم الأسماء في رياضة الفروسية، التي تمكنت من الفوز في المنافسات الدولية والمحلية، وهي أول فارسة سعودية اجتازت كثيراً من الاختبارات وشاركت بالمنافسات الدولية.
بدأت رياضة ركوب الخيل منذ أن كان عمرها أربع سنوات، وعندما أتمت عامها الثاني عشر سافرت إلى روما، حيث بدأت في المنافسة بالمسابقات تحت إشراف دوتشي بارتالوتشي وهو المدرب السابق للمنتخب الوطني الإيطالي لقفز الحواجز الأولمبية، ثم سافرت إلى فرنسا وتدربت في مركز الفرسان للفروسية في شانتيلي، وقد تميزت دلما بإصرارها وعزيمتها، ما أتاح لها الفرصة من البداية لأن تصبح إحدى أشهر الفارسات بالمملكة.
ورثت دلما ملحس عشقها لرياضة ركوب الخيل من والدتها (أروى مطبقاني)، التي قامت بتسجيل اسمها كأول امرأة ضمن قائمة المرشحين في الاتحادات الرياضية في تاريخ الرياضة في المملكة، كما أنها أول سيدة سعودية تدخل عضوية مجلس إدارات الاتحادات الرياضية من خلال الاتحاد السعودي للفروسية، ولم يكن القفز على الحواجز صعباً على دلما ملحس، وكان ذلك واضحاً من خلال إنجازات الفارسة السعودية التي استطاعت أن تكون أول امرأة تمثل بلادها في دورة الألعاب الأولمبية.
وبينت الفارسة دلما ملحس رئيس لجنة الرياضيين الاستشارية لملف الرياض 2030 لـ{الشرق الأوسط} فيما يخص الفارسات السعوديات في يوم المرأة العالمي، أن {الحديث لا يتوقف على بطلات الفروسية، بل كل الرياضيات السعوديات في كل الألعاب، وأشيد بالمرأة الملهمة لنا كفتيات سعوديات وهي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان التي مهدت الطريق للمرأة السعودية للوجود والمشاركة في كل محفل رياضي خلال فترة عملها بالهيئة العامة للرياضة، ثم جاء الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة ودعم المسيرة بكل ما أوتي من قوة، والذي قدم كل الدعم للنهوض برياضات الفروسية التي يشرف عليها الاتحاد السعودي للفروسية، فانطلق بكل قوة لتحقيق الطموحات والأحلام}.
وفي حديثها عن إنجازاتها الرياضية قالت: {لقد كان فوزي بأول ميدالية أولمبية في الألعاب الأولمبية للشباب بسنغافورة مصدر فخر لي بالطبع، وعقِب ذلك عدة ألقاب منها جائزة الشيخ محمد بن راشد، كما أنني عضو في المنتخب السعودي المشارك في كأس الأمم المؤهلة لألعاب طوكيو الأولمبية، وبطولة العالم في ترايون بأميركا، وقد تحقق لي في الفترة الأخيرة إنجاز أفخر به، وذلك باختياري رئيساً للجنة الرياضيين في دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام بالرياض 2034، وأنا أواصل تدريباتي ومشاركاتي بحثاً عن إنجازات جديدة أرفع بها علم بلادي في المحافل الرياضية}.
بينما نجحت السعودية خلال الثلاث سنوات الأخيرة في فتح أبواب رياضة الفروسية أمام السعوديات، وشهدت ميادين استعراضات الخيول مشاركة نسوية وإقبالاً متطوراً من قبل السعوديات على ممارسة رياضة الفروسية بهدف المشاركة في مسابقات الفروسية وقفز الحواجز واستعراضات الخيول الأصيلة، كما أن المؤشر الثاني لإقبال السعوديات هو زيادة عدد النوادي والمدارس التي تتيح حصصاً تدريبية خاصة بالنساء لتعلم ركوب الخيل والفروسية.


مقالات ذات صلة

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))
الولايات المتحدة​ صورة للصحافية الأميركية - الإيرانية مسيح علي نجاد مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (صفحتها على موقع «إكس»)

واشنطن تتهم مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني بالتخطيط لاغتيال صحافية في نيويورك

وجّهت الولايات المتحدة اتهامات جديدة إلى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني وآخرين بمحاولة خطف صحافية أميركية من أصل إيراني في نيويورك واغتيالها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا محكمة كورية جنوبية تقر بأن كراهية النساء تشكل دافعا يمكن الاعتداد به في أي إجراءات قانونية مرتبطة بجرائم الكراهية (غيتي)

محكمة كورية جنوبية تدرج كراهية النساء ضمن دوافع جرائم الكراهية

أقرَّت محكمة كورية جنوبية بأن كراهية النساء تشكل دافعاً يمكن الاعتداد به في أي إجراءات قانونية مرتبطة بجرائم الكراهية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الهاجري تشارك في موسم رمضان المقبل (حسابها على «إنستغرام»)

شجون الهاجري لـ«الشرق الأوسط»: الدراما العربية تحتاج إلى الجرأة

قالت الفنانة الكويتية شجون الهاجري، إن الدراما العربية تحتاج إلى الجرأة في مناقشة الأفكار.

«الشرق الأوسط» (الشارقة (الإمارات))

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.