اللواء طبيب أميرة ديميتري: المرأة شريك أساسي... حتى عسكرياً

اللواء أميرة ديميتري (الشرق الأوسط)
اللواء أميرة ديميتري (الشرق الأوسط)
TT

اللواء طبيب أميرة ديميتري: المرأة شريك أساسي... حتى عسكرياً

اللواء أميرة ديميتري (الشرق الأوسط)
اللواء أميرة ديميتري (الشرق الأوسط)

طبقاً لحكمة قديمة تقول إن «كل مملكة تنقسم على ذاتها، تخرب»، لم تنسَ اللواء أميرة زينو ديميتري تذكيرنا بأن مملكة المجتمع السوداني المتماسكة، مُحصنة بوعيها ضد الانزلاق في وحل التمييز الديني أو العنصري، الذي لطالما أودى بأممٍ وحضارات.
اللواء أميرة، التي تعد أول طبيبة سودانية يتم ترفيعها إلى رتبة لواء في القوات المسلحة السودانية، عقب تخرجها في الكلية الحربية السودانية (التي تأسست عام 1906)، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنها لم تتعرض قط لأي تمييز على أساس ديني أو جنساني، منذ التحاقها بالجيش السوداني، مؤكدةً أنها تحظى باحترام زملائها من الجنسين، رؤساء ومرؤوسين.
واختارت ديميتري منصة «الشرق الأوسط»، في يوم المرأة العالمي، لتذكير السودانيّات من اللاتي تبوأن مناصب سياسية وسيادية بعد ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019، بـ«الاهتمام بتعليم المرأة، لخلق كوادر نسوية مؤهلة، قادرة على التصدي لقضايا المجتمع وقيادته».
وأضافت: «المرأة شريك أـساسي وفعّال في جميع قطاعات الدولة، بما في ذلك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. وللسودانيات تاريخ حافل من النضال، وهن يتقدمن بثبات لقيادة المشهدين السياسي والتنموي وتحقيق الرفاه للمجتمع».
وللسودانيات تاريخ قديم في العمل في القوات المسلحة. وتُعد المقدم فاطمة أبو بكر، أول سيدة التحقت بسلك ضباط القوات المسلحة في السودان، بعد تخرّجها في الكلية الحربية عام 1958 برتبة ملازم في تخصص التمريض العالي، لتشرف على أول قسم لـ«الحريمات» في القاعدة الطبية العسكرية (السلاح الطبي) بأم درمان. وتدرجت في الرتب العسكرية حتى تقاعدت بدرجة مقدّم.
ومُنحت فاطمة شهادة البراءة في عام 1969 لكونها أول «ضابطة» في الجيش السوداني، وحازت على وسام الصمود، ونوطي الجدارة والامتياز من رئيس الجمهورية في عام 1976، بجانب وسام الخدمة الطويلة الممتازة في عام 1986، قبل أن تسلم الروح بعدها بعامين.
منذ ذلك الحين، توالى دخول النساء إلى سلك ضباط القوات المسلحة في السودان، خصوصاً في الطب والتخصصات المكملة المساعدة، وأقسام الإدارة، وبلغن رُتباً رفيعة. ومنهن الفريق صيدلي سعاد الكارب، التي سبقت أميرة كأنثى في تخصص آخر.
وتقول اللواء أميرة ديميتري، استشارية الجراحة العامة والمناظير، لـ«الشرق الأوسط»، إن العسكرية استهوتها وهي لا تزال طالبة في السنة الرابعة من كلية الطب في جامعة الخرطوم، فأذعنت إلى رغبتها وهي تقرأ إعلاناً في الصحف، وذهبت على أثره إلى الكلية الحربية ودرست فيها، وتسلّمت عملها برتبة نقيب.
وتضيف: «منذ صغري، كنتُ أميل إلى أن أكون طبيبة، ربّما لأن والديّ أيضاً كانا يتمنيان لي ذلك، وقد حققت رغبة والدي الذي نوى في صباه دراسة الطب، لكن مدرسة كتشنر الطبية (كلية الطب في جامعة الخرطوم الآن) رفضت طلبه امتثالاً لأمر سلطات الاستعمار، عقاباً لجدّي ديميتري الذي كان مناوئاً لسياسات الإدارة البريطانية في السودان، فنفته إلى خارج البلاد في عام 1954».


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.