مبعوث واشنطن لأفغانستان يقترح تعديلاً لمفاوضات السلام... وطرفا الصراع يرفضان

الرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة أمس (أ.ب)
الرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة أمس (أ.ب)
TT

مبعوث واشنطن لأفغانستان يقترح تعديلاً لمفاوضات السلام... وطرفا الصراع يرفضان

الرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة أمس (أ.ب)
الرئيس الأفغاني أشرف غني لدى افتتاحه الدورة البرلمانية الجديدة أمس (أ.ب)

قالت مصادر دبلوماسية وسياسية إن المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد اقترح خلال الأيام الماضية تعديلا لعملية السلام المتعثرة يشمل تشكيل حكومة مؤقتة وعقد مؤتمر للأطراف الرئيسية، لكن خطته واجهت اعتراضات فورية من الجانبين المتحاربين». ويقوم المبعوث الأميركي المولود في أفغانستان بجولة تشمل كابل والدوحة وعواصم أخرى في المنطقة هي الأولى منذ بدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بحث اختياراتها لعملية السلام وبينما ينفد الوقت المتبقي على الأول من مايو (أيار) وهو نهاية مهلة سحب القوات الأميركية من أفغانستان». وقالت المصادر إن خليل زاد يحاول، في الوقت الذي تحقق فيه مفاوضات السلام الجارية في عاصمة قطر القليل من التقدم ويتصاعد العنف في أفغانستان، بناء توافق حول اختيارات بديلة مع جميع الأطراف الأفغانية والقوى الإقليمية». وقال مصدر دبلوماسي يتابع العملية عن كثب «تعتقد (الولايات المتحدة) أن (مفاوضات) الدوحة غير منجزة وتحتاج إلى قوة دفع وإلى نهج بديل». وفي كابل اجتمع خليل زاد مع عبد الله عبد الله المفاوض الأفغاني الرئيسي والرئيس أشرف غني وقادة سياسيين آخرين من بينهم الرئيس السابق حميد كرزاي وقادة للمجتمع المدني». وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية ومصدران في فريقي القادة السياسيين الذين اجتمعوا مع خليل زاد ومصدران دوليان في كابل إن أحد مقترحات المبعوث الرئيسية اتفاق حول حكومة مؤقتة أشير إليها باعتبارها حكومة تشاركية أو تمثيلية». وقال مسؤول سابق في الحكومة الأفغانية مطلع على الأمر إن خليل زاد وزع وثيقة تفصل اقتراح التشارك في السلطة وإنها تمثل تنقيحا لورقة وزعها في ديسمبر (كانون الأول)». وتمثل اقتراح آخر في عقد اجتماع في صيغة مماثلة لمؤتمر بون عام 2001 يضم ممثلين من قطاع عريض من الأحزاب الأفغانية يجتمعون معا في حين تدفعهم وكالات دولية ودبلوماسيون للوصول إلى حل». واجتمع قادة مناهضون لطالبان تحت إشراف دولي في مدينة بون الألمانية بعد أن أطاح الغزو الأميركي في عام 2001 بطالبان واتفقوا على تشكيل إدارة مؤقتة وخارطة طريق لتشكيل حكومة دائمة وكتابة دستور جديد». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين أول من أمس «ندرس عددا من الأفكار المختلفة التي قد تدفع العملية». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية يوم السبت إن «الولايات المتحدة لا تقدم أي مقترحات رسمية وتواصل مراجعة جميع الخيارات ذات الصلة لوضع القوة في المستقبل». وناقش السفير خليل زاد مجموعة من الطرق لدفع الدبلوماسية قدما، لا أكثر». وقال المصدران الدوليان إن خليل زاد يطلب من الأمم المتحدة القيام بدور ريادي والدعوة إلى المؤتمر.
ولم يرد متحدثون باسم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان على الفور على طلب للتعليق». وقال مصدران إن المؤتمر قد يعقد في تركيا لكن مصدرا ثالثا حذر من أن هذا المكان قد يواجه اعتراضا من الدول الغربية ويجري النظر في دول أخرى من بينها ألمانيا وأوزبكستان». وواجهت خطط خليل زاد على الفور اعتراضات من كل من الحكومة الأفغانية وطالبان». وكرر غني رفضه التنحي لتشكيل حكومة مؤقتة خلال كلمة أمام البرلمان الأفغاني يوم السبت». وحذر من أن أي انتقال للسلطة يجب أن يتم من خلال انتخابات كما يقضي الدستور». وقال مسؤولان دوليان في كابل إن معارضة غني القوية ستكون
مشكلة بالنسبة للخطة». وقال أحد المسؤولين «المشكلة هنا هي أن غني يمكن أن يلوم الولايات المتحدة مباشرة... فمن خلال تحدي شرعيته والتفكير في حكومة مؤقتة فهذا يعني أنها (الولايات المتحدة) تقوض العملية الديمقراطية».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.