هل يتم استدراج المدربين البريطانيين إلى الولايات المتحدة بذرائع كاذبة؟

فرصة السفر وكسب أموال جيدة تجذب الكثيرين

هناك رغبة كبيرة في إحضار المدربين الأجانب إلى الولايات المتحدة لتدريب فرق الشباب (غيتي)
هناك رغبة كبيرة في إحضار المدربين الأجانب إلى الولايات المتحدة لتدريب فرق الشباب (غيتي)
TT
20

هل يتم استدراج المدربين البريطانيين إلى الولايات المتحدة بذرائع كاذبة؟

هناك رغبة كبيرة في إحضار المدربين الأجانب إلى الولايات المتحدة لتدريب فرق الشباب (غيتي)
هناك رغبة كبيرة في إحضار المدربين الأجانب إلى الولايات المتحدة لتدريب فرق الشباب (غيتي)

ما مدى رغبة فرق الشباب لكرة القدم في الولايات المتحدة في التعاقد مع مدربين أجانب؟ وما مدى رغبة المدربين البريطانيين في الحصول على وظائف في الولايات المتحدة، في ظل الرواتب الجيدة هناك؟ الإجابة عن كلا السؤالين هي كالتالي: هناك رغبة كبيرة من كلا الطرفين لدرجة أن نادياً واحداً، وهو نادي غلوبال بريمير سوكر - الذي كان يعمل في عشرات المواقع بجميع أنحاء الولايات المتحدة - لديه خطة معقدة لإحضار المدربين الأجانب إلى الولايات المتحدة بمساعدة الفرق المحترفة. وقد جذبت هذه الخطة اهتمام كثير من المديرين الفنيين، وكذلك سلطات إنفاذ القانون.
لقد قدم موظفان سابقان في نادي «غلوبال بريمير سوكر» إقراراً بالذنب - أحدهما للتآمر بتزوير تأشيرات، والآخر لعرقلة العدالة - في محكمة بولاية ماساتشوستس. وكانت الشركة الأم لهذا النادي، وهي شركة «ليغاسي غلوبال سبورتس»، قد أجبرت على إعلان إفلاسها، وأصدر الرئيس التنفيذي السابق للشركة، ستيفن غريفين، كتاباً يكشف فيه حقيقة كل شيء.
وكانت الاتهامات الموجهة ضد نادي «غلوبال بريمير سوكر»، والمنصوص عليها في اتهامات الاحتيال لتزوير التأشيرات ضد رئيس العمليات السابق بالنادي، جاستن كابيل، الذي وافق على الاعتراف بالذنب، تقع في اتجاهين. أولاً، كان يتم إحضار بعض المدربين المساعدين إلى الولايات المتحدة بتأشيرات «بي - 1» المخصصة للرياضيين وموظفي الدعم في كرة القدم على المستوى الاحترافي، قائلين إنهم سيعملون ككشافة لنادٍ محترف على الرغم من تعيينهم مدربين بنادي «غلوبال بريمير سوكر»، وهو نادٍ للشباب.
وقد أظهر ويل ويلسون، أحد المدربين السابقين بنادي «غلوبال بريمير سوكر»، لصحيفة «بوسطن غلوب» الأميركية وثيقة تطلب منه هو وغيره من المتقدمين للحصول على تأشيرة، عدم أخذ عقودهم مع نادي «غلوبال بريمير سوكر» أثناء إجراء مقابلات في السفارة الأميركية للحصول على التأشيرة. وقال ويلسون لصحيفة «بوسطن غلوب»: «لقد طلب منا نادي غلوبال بريمير سوكر ألا نقول أبداً إننا نعمل في مجال التدريب، على الرغم من أن التدريب كان هو وظيفتنا بدوام كامل».
ثانياً، تم إحضار بعض المدربين إلى الولايات المتحدة بتأشيرات «إتش - 2 بي»، التي لا يمكن منحها إلا إذا أقر أصحاب العمل بأن الوظائف مؤقتة، وليس لديهم ما يكفي من المواطنين الأميركيين لملء هذه الوظائف، وأن هذه الوظائف لن تؤدي إلى تخفيض أجور المواطنين الأميركيين. وتتطلب هذه الوظائف أن يعمل الموظف لدى صاحب عمل معين في منطقة معينة، وهي الشروط التي لم تكن تنطبق على نادي «غلوبال بريمير سوكر»، وفقاً لوثائق المحكمة.
ولم يتم اتهام المدربين القادمين للعمل مع نادي «غلوبال بريمير سوكر» بأي نشاط إجرامي. وفي قضية رئيس العمليات السابق بالنادي، جاستن كابيل، تمت الإشارة إلى ثلاثة متآمرين - لكن لم يتم تحديد أسمائهم - وهم موظفان بنادي «غلوبال بريمير سوكر» ومحامٍ في مجال الهجرة - وتم اتهام الأربعة بتقديم معلومات خاطئة للحصول على تأشيرات «بي - 1»، ثم انتهاك شروط تأشيرات «إتش - 2 بي». وفي الحالة الأخرى، تم اتهام مدير التسويق السابق في نادي «غلوبال بريمير سوكر»، غافين ماكفي، بحذف حساب البريد الإلكتروني الخاص بـ«فرد - 1» لخداع المحققين الفيدراليين.
من المؤكد أن هذه الأمور القانونية ستستغرق وقتاً طويلاً. إن أسباب انهيار شركة «ليغاسي» وزوبعة الدعاوى القضائية التي تلت ذلك تتجاوز مجرد التحايل للحصول على التأشيرات بطريقة غير قانونية. وعلى الرغم من توقف نادي «غلوبال بريمير سوكر» عن العمل، فإنه لا يزال يقاضي شركته القانونية السابقة «بيرنز آند ليفينسون». لكن السؤال الأخلاقي الآن هو: من الذي تضرر في هذه القضية؟ لقد قال المحامي المتخصص في شؤون الهجرة، جون فيلي، لصحيفة «لويفيل كورير جورنال»: «أنت تقول إنك تعمل ككشاف للاعبين، لكنك في الحقيقة مدرب لأحد فرق الشباب. من الذي تضره بذلك؟».
يشير غريفين وتقارير مجهولة المصدر على مواقع العمل «غلاسدور» و«إنديد» إلى تضرر مجموعة معينة من الأشخاص جراء ذلك، وهم المدربون الأجانب الذين زُعم أنهم «حُشروا» في منازل مكتظة وأجبروا على العمل لساعات طويلة مقابل أجر ضئيل. وتشير الدعوى القضائية التي رفعها نادي «غلوبال بريمير سوكر» ضد محاميه السابقين إلى مدرب أرسل بريداً إلكترونياً إلى النادي ليشتكي من عدم قدرته على العودة إلى الولايات المتحدة من كندا عندما اكتشف مسؤولو الحدود مشكلة في تأشيرته، وزعم المدرب نفسه أن النادي قام بتعيين «مدربين غير حاصلين على مؤهلات معتمدة في مجال التدريب».
وبعيداً عن نادي «غلوبال بريمير سوكر»، فإن للقضية آثاراً بعيدة المدى داخل كرة القدم الأميركية. فإلى أي مدى ستذهب أندية الشباب لتوظيف (واستغلال) مدربين أجانب، ولماذا تساعدها الأندية المحترفة؟ هناك ناديان في الدوري الأميركي الممتاز للسيدات؛ وهما «سكاي بلو» و«بوسطون بريكرز» - من بين ما لا يقل عن سبعة أندية محترفة يُزعم أنها متورطة في هذا الأمر، على الرغم من عدم اتهام أي شخص في أي من هذه الأندية بارتكاب أي مخالفات.
لكن ما الذي يدفع أندية كرة القدم للشباب إلى القيام بكل هذا من أجل التعاقد مع مدربين أجانب، سواء بشكل قانوني أو غير قانوني؟ يقول المدير التنفيذي السابق لنادي «دي سي يونايتد»، كيفين باين، الذي يعمل الآن بشكل أكبر في كرة القدم للشباب بصفته الرئيس التنفيذي لنادي «يو إس كلوب سوكر»: «لست متأكداً من السبب الذي يجعل نادي غلوبال بريمير سوكر يركز على التعاقد مع مدربين أجانب من الخارج، خصوصاً أن هناك كثيراً من المدربين المؤهلين للقيام بهذا العمل في هذا البلد. ولو استعانوا بمدربين أميركيين لم نكن لنتحدث الآن عن هذه القصة من الأساس!».
وكان اسم المعلق التلفزيوني أليكسي لالاس قد ورد في القصة التي نشرتها صحيفة «الغارديان» في عام 2014 حول مصالح الأندية الأوروبية في الولايات المتحدة، التي تضمنت قيام نادي «غلوبال بريمير سوكر» بعقد شراكة مع نادي بايرن ميونيخ الألماني. وقال لالاس في ذلك الوقت: «كرة القدم الأميركية شهدت مجيء عدد هائل من الأشخاص الذين لا يملكون أي مقومات للعمل في مجال التدريب سوى أنهم يتحدثون بلهجة مختلفة، ويستغلون السذاجة التي لدينا وقلة الخبرة ونقص تاريخ وثقافة كرة القدم لصالحهم». وتجسد أندية الدوري الأميركي الممتاز للسيدات هذا السلوك، حيث تتعاقد هذه الأندية مع المدربين البريطانيين بشكل مستمر. صحيح أن بعضهم قد حقق نجاحات كبيرة، مثل لورا هارفي، ومارك بارسونز، لكن البعض الآخر لم يحقق أي نجاح يذكر.
ولا يزال لدى الولايات المتحدة شرائح كبيرة من السكان ترى أن اللهجة الأجنبية تمثل الأصالة والعراقة في عالم كرة القدم، والدليل على ذلك أن معظم معلقي المباريات يتحدثون اللهجة الإنجليزية وليس الأميركية. وعلاوة على ذلك، تلهث أندية الدوري الأميركي لكرة القدم بحثاً عن مدربين أجانب فشلوا في مضاهاة الإنجازات التي حققها المدربون الأميركيون مثل بروس أرينا وكالب بورتر وبريان شميتزر.
وعلى مستوى الشباب، يدخل الآباء في منافسة محمومة في نظام «الدفع مقابل اللعب» الأميركي الفريد من نوعه. ونظراً لأن هذا النظام يزيد احتمالية القبول التفضيلي في الكلية والحصول على المنح الدراسية، يضغط الآباء بشدة لإيصال أطفالهم إلى ما يعتقدون أنه مؤسسات النخبة، حيث يدفعون آلاف الدولارات كل عام للحصول على امتياز أن يتدرب أطفالهم على يد مدرب «محترف» يستفيد من الاتصالات مع المدربين في الكليات.
لذلك تتسابق الأندية للاستحواذ على جزء من هذه السوق الكبيرة. ويعمل نادي «غلوبال بريمير سوكر» بمفرده في 25 ولاية وفي أماكن أخرى، وبالتالي فإن قاعدته هناك أكبر من قواعد أندية عملاقة. وبالتالي، فإن هذا النظام يوفر كثيراً من الفرص للمدربين الذين لا يستطيعون الالتحاق بأكاديميات الناشئين للأندية المحترفة في الولايات المتحدة، أو في أي مكان آخر للحصول على وظائف، كما يخلق كثيراً من الفرص التي تستفيد منها الأندية.


مقالات ذات صلة

كلاوديو إيشيفيري... نجم ينتظره التوهج مع مانشستر سيتي

رياضة عالمية كان إيشيفيري أفضل موهبة في بطولة أميركا الجنوبية للشباب تحت 20 عاماً في فنزويلا (أ.ف.ب)

كلاوديو إيشيفيري... نجم ينتظره التوهج مع مانشستر سيتي

ينضم إيشيفيري إلى قائمة رائعة من اللاعبين الأرجنتينيين الذين تألقوا في إنجلترا مثل خافيير ماسكيرانو وهيرنان كريسبو

رياضة عالمية تسديدة كالوم هودسون أودوي في طريقها لمعانقة شباك مانشستر سيتي (رويترز)

ليفربول يعزز صدارته للدوري الإنجليزي... ومانشستر سيتي يسقط في نوتنغهام

تحضر صلاح ورفاقه بأفضل طريقة لاستحقاقهم أمام سان جيرمان ثم ضد نيوكاسل الأحد المقبل في نهائي كأس الرابطة.

رياضة عالمية مقاعد البدلاء أصبحت المكان الأساسي لسون وليس المستطيل الأخضر (رويترز)

ما سبب تراجع مستوى سون هيونغ مين... وهل سيستمر مع توتنهام؟

فقد سون مكانه في التشكيلة الأساسية لتوتنهام لأول مرة في مسيرته الكروية بعدما كان لا يمكن المساس به

رياضة عالمية ماتيتا لحظة تعرضه للإصابة (رويترز)

مدرب كريستال بالاس «متفائل» بعودة ماتيتا قريباً بعد الإصابة

أبدى أوليفير غلاسنر، المدير الفني لفريق كريستال بالاس، تفاؤله بشأن تعافي المهاجم الفرنسي جان فيليب ماتيتا من إصابة خطيرة في الأذن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ليفربول المنتشي بالفوز على سان جيرمان في دوري الأبطال يأمل في التقدم خطوة أخرى نحو التتويج باللقب المحلي (أ.ب)

نزهة لليفربول أمام ساوثهامبتون... وصدام بين يونايتد وآرسنال

يطمح آرسنال المنتشي بانتصاره الكاسح في دوري أبطال أوروبا، إلى البناء عليه أمام مانشستر يونايتد، المتعثر هذا الموسم


دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT
20

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.