«اعتقال إسرائيل طفلاً فلسطينياً» على جدول أبحاث مجلس الأمن

TT

«اعتقال إسرائيل طفلاً فلسطينياً» على جدول أبحاث مجلس الأمن

طالب المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، بإجراء بحث في مجلس الأمن الدولي وغيره من مؤسسات الأمم المتحدة، حول ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة، خصوصاً انتهاك حقوق الأطفال، وبينها اعتقال طفل في العاشرة من عمره.
وقال منصور إن الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين عموماً والأطفال منهم بشكل خاص، تتصاعد بشكل خطير ومنهجي ومن دون عقاب، إذ تهدم المنازل وتطلق العنان لعنف المستوطنين وإرهابهم والهجمات المتكررة على المدارس، مشيراً إلى تأثير ذلك على سلامتهم ورفاهتهم وصحتهم العقلية.
وقد توجه منصور، في ثلاث رسائل متطابقة، أمس (الجمعة)، إلى كلٍّ من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الولايات المتحدة)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً بالتحرك لوقف هذه الانتهاكات التي تسبّب صدمة يومية للأسر الفلسطينية وتعمل على تمزيق آفاق الحل السلمي. وقال إن سياسة إسرائيل في هدم المنازل أدت إلى تدمير أو مصادرة أو هدم قسري لما يقرب من 227 مبنى يعود لفلسطينيين، منذ مطلع السنة الجارية، بما في ذلك 93 مبنى ممولاً من المانحين، ما أدى إلى تشريد 367 فلسطينياً، بما في ذلك نحو 200 طفل، وذلك في الأسابيع السبعة الأولى من عام 2021. إضافةً إلى أن هناك ما لا يقل عن 53 مدرسة مهدَّدة بالهدم. وأشار إلى محاولات إسرائيل تبرير تدميرها لخربة حمصة البقاع ومناطق أخرى بذرائع فارغة بهدف ترسيخ احتلالها، محذراً من قيام إسرائيل بتكثيف سياسات الهدم نظراً لسعيها للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وتطهيرها من سكانها لتسهيل توسعها الاستيطاني غير القانوني المستمر، بينما تزعم أنها علّقت خطط الضم المستمرة بلا هوادة وبعلم المجتمع الدولي الكامل، دون أي عواقب.
ولفت منصور إلى مواصلة إسرائيل قمعها للاحتجاجات الفلسطينية والاعتقال والاحتجاز التعسفي للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، حيث قامت، خلال الأسبوع الماضي، بمهاجمة عدة مسيرات سلمية مناهضة للاستيطان في أنحاء فلسطين المحتلة مستخدمةً القوة المفرطة والقاتلة ضد المدنيين العزل، ما أدى إلى إصابة العشرات، بمن في ذلك طفل يبلغ من العمر 10 سنوات. وأشار أيضاً إلى قضية الأسيرة خالدة جرار، المحتجزة إدارياً منذ اعتقالها التعسفي في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 التي تم الحكم عليها هذا الأسبوع بالسجن لمدة عامين. ونوه منصور إلى تركيز المجتمع الدولي طاقاته وموارده الهائلة على قضية فلسطين منذ تأسيس الأمم المتحدة، من دون اتخاذ تدابير ذات مصداقية من أجل إنهاء إفلات إسرائيل المنهجي من العقاب وحل الصراع بشكل عادل، هو أمر يشجع إسرائيل ويسمح لها بترسيخ احتلالها وإلحاق ضرر كبير بحل الدولتين، مع تهربها من المساءلة عن انتهاكاتها وجرائمها، مؤكداً أن مسؤولية المجتمع الدولي بما في ذلك مجلس الأمن بهذا الخصوص واضحة للغاية.
وكان يوم أمس (الجمعة)، قد شهد عدة أحداث من الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، يما في ذلك قمع مسيرات سلمية. وأُصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، خلال تفريق الجيش هذه المسيرات، فيما منعت الشرطة الإسرائيلية ألوف سكان الضفة من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. وكالعادة، تم قمع المسيرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع. وحصل ذلك في بلدة بيت دجن، شرقي نابلس، وكفر قدوم، الواقعة في محافظة قلقيلية وفي سلفيت وفي القدس الشرقية وفي سلوان وفي بلدة حلحول ومخيم العروب للاجئين بقضاء الخليل. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها أوقفت 90 فلسطينياً من سكان الضفة الغربية، في محيط البلدة القديمة بالقدس. وبررت توقيفهم بعدم حيازة تصاريح دخول إلى القدس.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».