الإصابات «الألفية» بـ«كورونا» تفاقم معاناة الليبيين

قسم للعزل الطبي يعترف بعجزه عن استقبال جميع الحالات

جانب من إخضاع 144 مهاجراً غير نظامي لفحص «كورونا» قبل مغادرتهم ليبيا إلى بلدهم مالي (المنظمة الدولية للهجرة)
جانب من إخضاع 144 مهاجراً غير نظامي لفحص «كورونا» قبل مغادرتهم ليبيا إلى بلدهم مالي (المنظمة الدولية للهجرة)
TT

الإصابات «الألفية» بـ«كورونا» تفاقم معاناة الليبيين

جانب من إخضاع 144 مهاجراً غير نظامي لفحص «كورونا» قبل مغادرتهم ليبيا إلى بلدهم مالي (المنظمة الدولية للهجرة)
جانب من إخضاع 144 مهاجراً غير نظامي لفحص «كورونا» قبل مغادرتهم ليبيا إلى بلدهم مالي (المنظمة الدولية للهجرة)

وسط حالة من الخوف والحذر، عادت الإصابات «الألفية» لفيروس «كورونا» مجدداً إلى مدن ليبيا، مسجلة ارتفاعاً ملحوظاً في العاصمة طرابلس، وهو ما زاد من معاناة المواطنين وأوضاعهم، واعترف قسم العزل الطبي في جنوب شرقي ليبيا بعجزه عن استقبال جميع الحالات، في وقت دعت فيه منظمة الصحة العالمية السلطات الليبية إلى أهمية تغطية تكاليف اللقاح اللازم لأكثر من 570 ألف مهاجر يعيشون في البلاد.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في العاصمة، أمس، أن العينات التي تسلمتها المختبرات الطبية في عموم البلاد أظهرت وجود 1002 إصابة؛ وأوضحت لجنة التواصل والإعلام الصحي بالمركز أن طرابلس تصدرت القائمة بــ445 إصابة، مشيراً إلى أن العدد التراكمي تجاوز 136587 إصابة، تعافى منه 123777 مريضاً، بينما ارتفعت الوفيات إلى 2233 حالة في جميع الأنحاء.
في السياق ذاته، تحدث الدكتور سليمان أبوسريويل، نائب رئيس اللجنة العلمية لجائحة «كورونا» بغرب ليبيا، ورئيس اللجنة العليا للتطعيمات، عن الجهود الجارية لاستيراد اللقاح، والاتفاقات المباشرة مع الشركات المصنعة، وقال في برنامج تلفزيوني أمس، إنه مع اقتراب تسلم الدفعة الأولى للقاح سيتم تلقيح الأطقم الطبية، وفرق التمريض وجميع العاملين في الخط الدفاعي الأول بمراكز العزل والفلترة والمعامل، ثم يلي ذلك تطعيم كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة.
ودعا أبوسريويل جميع الليبيين إلى التسجيل عبر المنظومة الإلكترونية المخصصة لذلك كي يتم حصر الأعمار، والذين يعانون من أمراض مزمنة. وقال إن كل مواطن ستصله رسالة نصية بموعد التطعيم والمكان الذي يستوجب التوجه إليه، مشدداً على ضرورة الأخذ بالإجراءات الاحترازية من خلال التباعد الاجتماعي، ولبس الكمامة، والتقليل من المناسبات الاجتماعية.
واشتكى مدير قسم العزل بمستشفى تازربو، عبد الونيس إهليل، من عدم قدرة قسم العزل على استقبال جميع الحالات المصابة بالفيروس، والاكتفاء فقط باستقبال الحالات الحرجة، لافتاً إلى أنه يتم وصف الدواء لباقي الحالات وعزلها منزلياً. وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية أمس، إن وزارة الصحة لم تدعم القسم بالمعدات، والتجهيزات الخاصة لمجابهة الفيروس، بل اعتمد القسم على المستشفى والعاملين به من أجل توفير ذلك.
في سياق ذلك، أخضعت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا 144 مهاجراً ومهاجرة قبل مغادرتهم إلى بلدهم مالي للاختبار ضد فيروس «كورونا»، في وقت دعت فيه منظمة الصحة العالمية السلطات الليبية إلى ضرورة تغطية تكاليف اللقاحات الموجهة لأكثر من 570 ألف مهاجر ولاجئ يعيشون في البلاد، مشيرة في تقرير لها إلى أن ليبيا فوّتت الجولة الأولى من لقاحات مبادرة «كوفاكس» لأنها لم تقدم الوثائق الرئيسية في الوقت المحدد.
وعقد وزير الصحة في الحكومة الليبية المؤقتة بشرق ليبيا، سعد عقوب، اجتماعاً تشاورياً مع ممثلة منظمة الصحة العالمية في ليبيا، إليزابيث هوف، لبحث الوضع الصحي في ليبيا، بعد عدة زيارات أجرتها لعدد من مراكز العزل السريري الصحي لتقييم الموقف العام.
ونقل المكتب الإعلامي لوزارة الصحة أن عقوب بحث مع هوف الحاجة إلى تسليط الضوء، والتنسيق حول الدعم المقدم من الشركاء إلى ليبيا، لتعزيز وتنمية القدرات في القطاع الصحي، ولضمان تطبيق الحملة الوطنية للتطعيمات لمكافحة انتشار فيروس «كورونا»، من خلال المركز الوطني لمكافحة الأمراض.


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».