تونس تسجل إصابات بالسلالة البريطانية

مخاوف من موجة ثالثة للوباء

موظفة صحية في مختبر باستور بالعاصمة التونسية حيث تجرى اختبارات  للكشف عن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
موظفة صحية في مختبر باستور بالعاصمة التونسية حيث تجرى اختبارات للكشف عن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
TT

تونس تسجل إصابات بالسلالة البريطانية

موظفة صحية في مختبر باستور بالعاصمة التونسية حيث تجرى اختبارات  للكشف عن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
موظفة صحية في مختبر باستور بالعاصمة التونسية حيث تجرى اختبارات للكشف عن حالات الإصابة بفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)

أكدت وزارة الصحة التونسية تسجيل حالات إصابة بالسلالة البريطانية من فيروس «كورونا» في تونس، وعبّرت عن مخاوفها من تسجيل موجة ثالثة من الوباء، وذلك قبل إقرار اللجنة العلمية في السابع من مارس (آذار) قرارات جديدة تماشياً مع تطور الوضع الوبائي في البلاد. ويأتي اكتشاف السلالة البريطانية بالتزامن مع مرور سنة على تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» في تونس.
وفي هذا الشأن، قالت نصاف بن علية، المديرة العامة للمرصد التونسي للأمراض الجديدة والمستجدة، إنه في حال حصول عدوى بتلك السلالة المتحوّرة في تونس، فمن الوارد جداً أن تشهد البلاد موجة وبائية ثالثة قد تؤدي إلى تهاوي المنظومة الصحية بأكملها، على حد تعبيرها. وأكدت أن الإبقاء على العمل بالإجراءات الوقائية المفروضة على الوافدين على تونس بإلزامهم بتنفيذ الحجر الصحي الإجباري يهدف إلى منع حصول العدوى وانتشار السلالات المتحورة الخطيرة نوعيّاً خلافاً للسلالات الجديدة من فيروس كورونا التي تم اكتشافها في تونس، قائلة إنها لا تمثل خطراً كبيراً. لكنها أشارت أيضاً إلى أن الوضع الوبائي في تونس حالياً مستقر بعد التراجع الملحوظ المسجل على مستوى عدد الوفيات والإصابات المؤكدة بالفيروس.
في المقابل، دعت بن علية إلى مواصلة الحذر والحيطة، مؤكدة أن الإصابات والوفيات ما زالت مرتفعة رغم انخفاض نسقها وأن دخول الطفرة البريطانية إلى تونس قد يمثل مخاطر إضافية. واعتبرت أن التطورات تحتم التسريع في جلب اللقاحات في أقرب وقت ممكن.
ووفق مصادر من وزارة الصحة التونسية، فإن 30 ألف جرعة تلقيح ستصل إلى تونس الأسبوع المقبل وسينتفع بها 15 ألف تونسي وفق الاستراتيجية التي وضعتها اللجنة العلمية لمكافحة «كورونا».
يذكر أن نحو 500 ألف تونسي سجّلوا أسماءهم عن بعد للانتفاع بالتلقيح. وستعطى الأولوية لأعوان الصحة والمسنين خاصة منهم المقيمين بدور العجزة. وتعمل الهياكل الصحية ضمن خطة لحض التونسيين على الإقبال على التسجيل للانتفاع بالتلاقيح بعد أن سجلت عدم حماسة من المواطنين للتسجيل.
من جانبه، قال فيصل بن صالح، المدير العام للصحة، إنه في حال عدم استمرار العمل بالإجراءات الوقائية المعلن عنها إلى غاية نهاية مارس الحالي، فإن معدل الوفيات سيرتفع ليبلغ 14 ألف حالة وفاة مع نهاية هذا الشهر. وتوقع أن يستقر معدل الوفيات في حدود 9300 حالة وفاة إذا ما تقرر مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أقرتها اللجنة الوطنية لمكافحة «كورونا».
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أعلنت تسجيل 25 حالة وفاة جديدة و562 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الأول من هذا الشهر. وقد ارتفع العدد الإجمالي للوفيات المبلغ عنها في البلاد ليبلغ 8047 حالة، في حين بلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالفيروس 234231 حالة. أما حالات التعافي من الوباء فهي لا تقل عن 199476 حالة.


مقالات ذات صلة

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

صحتك فيروس كورونا أدى إلى انخفاض مستمر في الذاكرة والإدراك (أ.ف.ب)

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك لعدد من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد–19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل دون إبر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أمس (الجمعة) على أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

دراسة جديدة تدعم فرضية تفشي «كوفيد 19» من سوق ووهان

كشفت دراسة حول مصدر فيروس كورونا، نشرت الخميس، عناصر جديدة تعزز فرضية انتقال العدوى إلى البشر عن طريق حيوانات مصابة كانت في سوق في ووهان (الصين) نهاية عام 2019.

«الشرق الأوسط» (باريس)

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
TT

العليمي: لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني في اليمن

رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الداخلية أثناء إيقاد شعلة ذكرى ثورة «26 سبتمبر» في مأرب (سبأ)

احتفل اليمنيون رسمياً وشعبياً في الداخل والخارج بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962، وبهذه المناسبة أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أنه «لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني» والمتمثل في الجماعة الحوثية.

ورغم أعمال القمع والاعتقالات الواسعة التي شنتها الجماعة الحوثية في مناطق سيطرتها والاستنفار الأمني فإن السكان في مناطق متفرقة احتفلوا بشكل فردي بذكرى الثورة التي ترى فيها الجماعة خطراً يمكن أن يستغل لتفجير انتفاضة عارمة للقضاء على انقلابها.

احتفالات بذكرى الثورة اليمنية في مدينة الخوخة المحررة جنوب محافظة الحديدة (سبأ)

وفي المناطق المحررة، لا سيما في مأرب وتعز وبعض مناطق الحديدة الخاضعة للحكومة الشرعية، نظمت احتفالات رسمية وشعبية على نحو غير مسبوق بحضور كبار المسؤولين اليمنيين، الذين حضروا حفل «إيقاد شعلة الثورة».

وحضر الاحتفال الرسمي في مأرب عضو مجلس القيادة الرئاسي سلطان العرادة ورئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك، ومعه وزراء: الداخلية، والتجارة والصناعة، والمالية، والكهرباء، والمياه والبيئة، والإعلام والثقافة والسياحة.

وفي حين أقامت العديد من السفارات اليمنية في الخارج الاحتفالات بذكرى الثورة «26 سبتمبر» شهدت مدينة تعز (جنوب غرب) حشوداً غير مسبوقة في سياق الاحتفالات الرسمية والشعبية بالمناسبة.

وكان اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين بدأوا دعواتهم للاحتفال بالثورة هذا العام منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما جعل الجماعة تستنفر قواتها في صنعاء وإب وذمار والحديدة وتهدد الداعين للاحتفال قبل أن تشن حملات اعتقال شملت المئات، بينهم سياسيون ووجهاء قبليون وصحافيون وحزبيون.

حشود كبيرة تحتفل في مدينة تعز اليمنية عشية ذكرى الثورة التي أطاحت بأسلاف الحوثيين في 1962 (سبأ)

وعلى وقع الاعتقالات الحوثية رأى «التحالف الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» المؤيدة للحكومة الشرعية أن الجماعة الحوثية تحاول «طمس الهوية اليمنية الثورية، وتكرار ممارسات الحكم الإمامي ومحو آثار الثورة السبتمبرية العظيمة».

ودعت الأحزاب في بيان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى «إدانة الجرائم والانتهاكات الحوثية، والوقوف بحزم ضد هذه الجماعة التي تمثل تهديداً ليس فقط لليمن، بل لأمن واستقرار المنطقة بأسرها».

هجوم رئاسي

بالتزامن مع احتفالات اليمنيين بذكرى «ثورة 26 سبتمبر» هاجم رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الحوثيين، في خطاب وجهه من نيويورك حيث يشارك في الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة، وأشاد بالتمسك بالاحتفال بالمناسبات الوطنية.

وحض العليمي على جعل الاحتفال «دعوة للفعل والتماسك والثبات ونداء مسؤولية وواجب لا يستثني أحداً للانخراط في معركة استعادة مؤسسات الدولة بالسلاح، والمال، والكلمة».

ورأى أن الاحتفالات المبكرة كل عام «تؤكد أن شعلة التغيير ستظل متقدة أبداً في النفوس». وأضاف «هذا الاحتشاد، والابتهاج الكبير بأعياد الثورة اليمنية في مختلف المحافظات هو استفتاء شعبي يشير إلى عظمة مبادئ سبتمبر الخالدة، ومكانتها في قلوب اليمنيين الأحرار، ورفضهم الصريح للإماميين الجدد، وانقلابهم الآثم». في إشارة إلى الحوثيين.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

وهاجم العليمي الحوثيين وقال إنهم «اختاروا الفوضى حين ساد الاستقرار، واقترفوا جريمة الانقلاب حين توافق اليمنيون على الديمقراطية وسيادة الشعب، وفرضوا الحرب يوم جنح الجميع إلى السلام، وقاموا بنهب المؤسسات وتخريبها واحتكروا موارد البلاد وأثقلوا المواطنين بالجبايات».

وأشار رئيس مجلس الحكم اليمني إلى أن الجماعة الموالية لإيران اجتاحت المدن والقرى بالإرهاب والعنف وانتهاك الحريات العامة، واختطفت الأبرياء من النساء والأطفال والمسنين، وعبثت باستقلال القضاء وأفرغت القوانين من قيمتها، وحرفت التعليم عن سياقه الوطني والعلمي، وحولته إلى منبر طائفي وسلالي متخلف.

وشدد في خطابه على أنه «لا خيار - في بلاده - سوى النصر على المشروع الإيراني». وقال «إن حريتنا وكرامتنا، تتوقف على نتيجة هذه المعركة المصيرية التي لا خيار فيها إلا الانتصار».

وأكد العليمي على أنه لا يوجد مستقبل آمن ومزدهر لليمن بمعزل عن الدول العربية وفي مقدمها دول تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، والإمارات. وقال «هذا المصير لا يتعلق فقط بهذه المرحلة، ولكن بحقائق التاريخ، والجغرافيا التي تتجاوز أوهام الأفراد وطموحاتهم، وأزماتهم».