تسجيل إصابة بـ«كوفيد ـ 19» في مخيم للنازحين السوريين شرق الفرات

حملة توعية قامت بها «منظمة الهلال الأحمر» الكردية داخل مخيم العريشة جنوب محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
حملة توعية قامت بها «منظمة الهلال الأحمر» الكردية داخل مخيم العريشة جنوب محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
TT

تسجيل إصابة بـ«كوفيد ـ 19» في مخيم للنازحين السوريين شرق الفرات

حملة توعية قامت بها «منظمة الهلال الأحمر» الكردية داخل مخيم العريشة جنوب محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)
حملة توعية قامت بها «منظمة الهلال الأحمر» الكردية داخل مخيم العريشة جنوب محافظة الحسكة (الشرق الأوسط)

كشف مصدر طبي من «منظمة الهلال الأحمر» الكردية، أمس، عن تسجيل إصابة بـ«كوفيد19» في مخيم العريشة جنوب محافظة الحسكة، وحذر من تفشي الفيروس بين قاطنيه حيث يعيش نحو 2800 عائلة، وهم 13500 نازح يتحدرون من مناطق مختلفة من محافظتي دير الزور والحسكة. وقال مدير «الهلال الأحمر»، دلكش عيسى، إنهم اتخذوا إجراءات عدة تحسباً من زيادة انتشار الفيروس، موضحاً: «قمنا بفتح خيمة خاصة بالعزل، وكل شخص خالط الحالة أخذنا قياس درجة حرارته وقمنا بفرزه لمعرفة ما إذا كان مصاباً أم لا، والشخص الذي ظهرت عليه الأعراض عُزل وأُجريت التحاليل اللازمة».
ويُعد المستشفى الميداني التابع لـ«الهلال الأحمر» في المخيم الذي يفتقر لأدنى مقومات السلامة الصحية؛ واحداً من المرافق الطبية الأكثر استقبالاً؛ لمواجهة الأمراض، ويوفر خدماته بالمجان». وأضاف عيسى: «أصيب كثير من الأشخاص بموجات الرشح والزكام، لذلك نقوم بزيارة الخيام لرفع التوعية لدى قاطنيه، لعدم انتشار الجائحة في ظل هذه الظروف والطقس البارد».
ونوه المسؤول الطبي بتدريب كوادر طبية مختصة بالجائحة وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع الفيروس والوقاية منه لمنع انتشار العدوى، ويقول دلكش عيسى في حديثه: «أنشأنا فريقاً للسلامة والرعاية الصحية لمتابعة المخالطين وتقديم النصائح لمعرفة كيفية التعامل مع الفيروس». كما ناشد المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تقديم لقاح فيروس «كورونا» لقاطني المخيمات وأبناء المنطقة، مضيفاً: «لم تحصل منطقة شمال وشرق سوريا؛ التي تديرها الإدارة الذاتية، حتى الآن على لقاح (كورونا)، بخلاف مناطق سيطرة النظام والمعارضة التي سيصل إليها اللقاح بوقت قريب».
وقال عيسى إنه ومنذ بداية ظهور الجائحة في ربيع العام الماضي، ومخيم العيشة محجور صحياً؛ «حيث لا يسمح بدخول المدنيين إليه، ولا يتخالط الأهالي مع الخارج، ضمن إجراءات وتدابير وقائية لمنع تفشي الفيروس». ولفت إلى أنهم قاموا بحملات توعوية ونظموا حملات للتعقيم.
من جهتها، قالت إدارة مخيم العريشة، في بيان نشر على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن المخيم مثل باقي المخيمات ومناطق الإدارة يحتاج لكثير من المعدات والمواد الطبية والأدوية؛ وعلى رأسها لقاح «كورونا».
بدورها، أعلنت «هيئة الصحة» التابعة للإدارة الذاتية، قبل يومين، عن تسجيل 3 حالات وفاة لمصابين بـ«كورونا» وإصابة 21 حالة جديدة، وأوضح الدكتور جوان مصطفى، رئيس «الهيئة»، أن حالات الوفاة لثلاثة رجال من محافظة الرقة.
إلى ذلك، قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، أمس، إن أحد موظفيها توفي الأسبوع الماضي في مخيم الهول للاجئين شمال شرقي سوريا «في ظروف يكتنفها الغموض».
وقُتل الموظف في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء قبل الماضي في خيمته التي كان يعيش فيها مع مجموعة من الأشخاص، وقال المتحدث باسم المنظمة، ويل تورنر، في إفادة صحافية: «نحاول أن نفهم بشكل أفضل الوضع والظروف المحيطة بوفاتهم»، علماً بأن حريقاً اندلع الأسبوع الماضي داخل القطاع الرابع في «مخيم الهول» تسبب في مقتل 7 أطفال وسيدتين، بينما أصيب 3 موظفين يعملون مع «أطباء بلا حدود» في الحريق نفسه، وتوفيت ابنة أحد العمال وتبلغ من العمر 4 سنوات. وأعربت المنظمة الدولية عن شعورها بالصدمة والحزن بسبب الحوادث، وعبرت عن مخاوف عميقة بشأن سلامة سكان المخيم.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.