محادثات عسكرية سعودية ـ عراقية في بغداد

تناولت قضايا مشتركة وأمن الحدود

وزير الدفاع العراقي مستقبلاً رئيس الأركان السعودي في بغداد أمس (واس)
وزير الدفاع العراقي مستقبلاً رئيس الأركان السعودي في بغداد أمس (واس)
TT

محادثات عسكرية سعودية ـ عراقية في بغداد

وزير الدفاع العراقي مستقبلاً رئيس الأركان السعودي في بغداد أمس (واس)
وزير الدفاع العراقي مستقبلاً رئيس الأركان السعودي في بغداد أمس (واس)

أجرى رئيس الأركان السعودي الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي مباحثات مع عدد من المسؤولين العراقيين تتعلق بالقضايا المشتركة بين البلدين وأمن الحدود. وكان الرويلي وصل إلى بغداد أمس الثلاثاء على رأس وفد عسكري في زيارة هي الأولى من نوعها على هذا المستوى في الميدان العسكري والأمني.
والتقى رئيس الأركان السعودي وزير الدفاع العراقي جمعة عناد وأجرى محادثات مع نظيره العراقي الفريق أول الركن عبد الأمير يارالله.
وكانت العلاقات العراقية - السعودية شهدت قفزات كبيرة في غضون السنتين الماضيتين تمثلت بتشكيل المجلس التنسيقي بين البلدين، فضلا عن تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين كان آخرها زيارة وزيري الداخلية والخارجية العراقيين إلى الرياض الأسبوع الماضي.
وفي هذا السياق يقول الخبير الأمني سرمد البياتي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بشأن زيارة رئيس الأركان السعودي إن «هذه الزيارة تعد جزءا من مكملات الدورة الرابعة للمجلس التنسيقي السياسي العراقي - السعودي وسيكون طبقا للتقديرات أول تعاون على مستوى عال على مستويات الأمن والدفاع والقضايا المشتركة بهذا الشأن، خصوصا أن هناك حدودا مشتركة بين البلدين تمتد إلى مئات الكيلومترات». وأضاف البياتي أن «المجلس التنسيقي يشمل عدة قضايا ومجالات في الاقتصاد والصحة والزراعة والصناعة والاستثمار وسواها من الميادين التي بدأت تحتل أهمية بين الجانبين بالإضافة إلى الأمن والدفاع»، مبينا أن «هذه الزيارة تندرج في إطار الأمن والدفاع لا سيما في مجال تبادل المعلومات والخبرات بين العراق والسعودية، وخاصة أن المملكة العربية السعودية قطعت في الآونة الأخيرة شوطا كبيرا في مجال حماية حدودها سواء بالكاميرات الحرارية أو الذكاء الصناعي وهو ما يستدعي التنسيق في هذا المجال». وأوضح أن «الميدان المهم الآخر بين البلدين الشقيقين هو موضوع مكافحة الإرهاب وتنقل الدواعش بين البلدين وكيفية حصر هذه المسألة والسيطرة عليها».
من جهته، يقول رئيس المركز الجمهوري للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور معتز محي الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة مهمة جدا لأنها مؤشر إلى بدء تنسيق متكامل بين البلدين الشقيقين»، مبينا أن «المجال الأهم الذي يشغل كلا البلدين هو حماية الحدود المشتركة فضلا عن ملفات مهمة جدا حصلت خلال الفترة الماضية وتحتاج إلى التعامل معها بحسم من خلال تعاون أمني وعسكري بين الجانبين (حرس الحدود السعودي وقوات حماية الحدود العراقية وأفواجها التابعة للداخلية)»، مشيرا إلى «حدوث ممارسات قامت بها بعض الفصائل المسلحة قرب الحدود مع المملكة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.