مسؤولون أميركيون سابقون يحذّرون بايدن من «الانسحاب العسكري» من أفغانستان

خليل زاد يكثّف جهوده الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين كابل و«طالبان»

TT

مسؤولون أميركيون سابقون يحذّرون بايدن من «الانسحاب العسكري» من أفغانستان

في الوقت الذي تكثف إدارة الرئيس بايدن مساعيها لتقريب وجهات النظر بين الحكومة الأفغانية، وحركة «طالبان»، لدعم عملية السلام بين الطرفين، حذّر عدد من الخبراء والوزراء السابقين في إدارة الرئيس ترمب، الإدارة الحالية من الانسحاب من أفغانستان، والبقاء في البلاد التي تعاني من اضطرابات أمنية واقتصادية على مدار الـ20 عاماً الماضية».
وفي بيان صحافي نشرته السفارة الأميركية في كابل أمس، قالت إن السفير زلماي خليل زاد، الممثل الخاص للمصالحة الأفغانية وفريقه، التقوا مع مجموعة واسعة من القادة الأفغانيين في العاصمة كابل، بمن فيهم الرئيس أشرف غني، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الدكتور عبد الله عبد الله، وبعض القيادات الأفغانية الأخرى، وسيتم بعد ذلك السفر إلى الدوحة للقاء أعضاء حركة «طالبان» المسلحة في قطر، وكذلك السفر إلى بعض العواصم الإقليمية، لاستئناف المناقشات حول المضيّ قدماً لتحقيق تسوية سياسية عادلة ودائمة وشاملة، ووقف إطلاق النار. فيما أدانت السفارة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر»، الهجمات المدمّرة التي حدثت في مدينة جلال آباد أمس، واستهدفت عدداً من المدنيين وقُتل بها 3 صحافيات أفغانيات، وقالت إنه في الوقت الذي يواجه فيه الصحافيون الأفغان في جميع أنحاء البلاد التهديدات، قُتلت ثلاث موظفات إعلاميات، إذ تهدف هذه الهجمات إلى الترهيب، وجعل المراسلين ينكمشون في أداء مهامهم.
وأضافت: «يأمل الجناة في خنق حرية التعبير في دولة ازدهرت فيها وسائل الإعلام خلال الأعوام العشرين الماضية. لا يمكن التسامح مع هذا، ويجب أن نُنهي الإفلات من العقاب بإجراء تحقيقات مفتوحة وشفافة في جرائم القتل الوحشية هذه، وندعو الحكومة إلى الدفاع عن حرية الصحافة وحماية الصحافيين. تجب محاسبة الجناة ووقف إرهابهم ضد المدنيين الأفغان».
وفي سياق متصل، حذّر ثلاثة مسؤولين أميركيين سابقين، الرئيس جو بايدن من الانسحاب من أفغانستان، وتطبيق ما تعهدت به الإدارة الأميركية السابقة في اتفاقية السلام مع حركة «طالبان»، معتبرين أن الولايات المتحدة نفّذت ما التزمت به من اتفاقيات مع «طالبان»، فيما لم تلتزم الأخيرة بدورها وما تم الاتفاق عليه، وحسب الاتفاقية فإن الولايات المتحدة ملتزمة بسحب جميع قواتها الـ14 ألف جندي من البلاد بحلول شهر مايو (أيار) 2021، وقد استطاعت الإدارة السابقة خفض العدد إلى 2500 جندي قبل مغادرتها السلطة، أي إنها سحبت 11500 جندي من البلاد.
وقال مارك إسبر، وزير الدفاع الأخير في إدارة الرئيس ترمب، الذي تمت إقالته بعد نتائج الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي بسبب «عدم الولاء الكافي» الذي روّجت له الإدارة السابقة، إن اتفاق الانسحاب الذي تم التفاوض عليه مع «طالبان» قبل عام كان دائماً مشروطاً بشروط، لكن من الواضح أن «طالبان» لم تلتزم بدورها.
وأفاد إسبر في ندوة عقدها معهد «بروكنغز للأبحاث والدراسات السياسية» الأميركي، بأن الولايات المتحدة نفّذت بحُسن نية ما كانت ملتزمة به، لكن من العدل القول إن «طالبان» لم تفعل ذلك، مشيراً إلى أن «طالبان» لم تفِ بأيٍّ من وعودها الرئيسية، أي الحد من العنف، وإجراء مفاوضات بحُسن نية مع الأفغان، أي الحكومة، والانفصال الكامل عن تنظيم القاعدة الإرهابي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.