حراك الناصرية يمهل بغداد 72 ساعة لتلبية مطالبه العشرة

استبدال «مكافحة الشغب» بالجيش منعاً للصدام مع المتظاهرين

محتجون يرحبون بضابط بعد نشر قوات عسكرية بدلاً من «قوات مكافحة الشغب» أمس (شبكة أخبار الناصرية)
محتجون يرحبون بضابط بعد نشر قوات عسكرية بدلاً من «قوات مكافحة الشغب» أمس (شبكة أخبار الناصرية)
TT

حراك الناصرية يمهل بغداد 72 ساعة لتلبية مطالبه العشرة

محتجون يرحبون بضابط بعد نشر قوات عسكرية بدلاً من «قوات مكافحة الشغب» أمس (شبكة أخبار الناصرية)
محتجون يرحبون بضابط بعد نشر قوات عسكرية بدلاً من «قوات مكافحة الشغب» أمس (شبكة أخبار الناصرية)

أمهلت جماعات الحراك الاحتجاجي في محافظة ذي قار، التي مركزها الناصرية، الحكومة العراقية وما سمتها «الحكومة العسكرية» في المحافظة، 72 ساعة لتلبية 10 مطالب تكون مدخلا ًلتعليق الاحتجاجات والتصعيد الذي نجم عنه خلال الأسبوع الأخير مقتل 6 أشخاص وعشرات الإصابات نتيجة الصدامات العنيفة بين عناصر مكافحة الشغب والمحتجين.
وشدد بيان المطالب الذي تلاه ناشطون في ساحة الحبوبي معقل الاحتجاجات وسط مدينة الناصرية على «الكشف عن الجهة التي قتلت المتظاهرين ومحاسبة الضباط الذين أصدروا أوامر إطلاق النار». وطالبوا بـ«إقالة قائد شرطة المحافظة والتحقيق مع المحافظ المقال في ملفات فساد، وتعين محافظ مدني وغير متحزب من أبناء المدينة». كذلك طالبوا بـ«إلغاء التهم الكيدية والتعسفية ضد الناشطين وإقالة مديري الدوائر المنتمين لأحزاب سياسية، والإسراع في إنجاز المشاريع المتلكئة في المحافظة».
وشهدت الناصرية، أمس، هدوءاً نسبياً بعد سحب عناصر مكافحة الشغب، وأظهرت صور تداولها ناشطون تبادل أحاديث ودية بين بعض الجنود والمتظاهرين الذين انسحبوا من محيط مقر المحافظ الذي اقتحموه، الجمعة الماضي، وأحرقوا بعض غرفه الخارجية.
وزار رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي، الذي عينه رئيس الوزراء محافظاً للمدينة، مبنى المحافظة، وقال خلال لقائه بقيادة الشرطة إن «مهمتي كمحافظ لذي قار وقتية والحوارات متواصلة مع أهالي الناصرية لاختيار ما يرونه مناسباً». وأكد أنه أعطى «تخويلاً لقيادة الشرطة بنقل ومحاسبة من لا يؤدي واجباته بصورة تامة، وكل من لا ينفذ الأوامر الصادرة بمنع استخدام الرصاص الحي أثناء المظاهرات، ووجهنا بسحب عناصر مكافحة الشغب واستبدالها بقوات من الجيش والشرطة في مدينة الناصرية لمنع أي تصادم بين القوات الأمنية والمتظاهرين، تنفيذاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة». وأشار إلى أنه تمكن من «تشخيص خلل في الرؤية والأداء من قبل بعض الأجهزة الأمنية وسنعمل على تجاوز كل الأخطاء السابقة».
كان رئيس الوزراء، كلف، الجمعة الماضي، الأسدي، بمنصب محافظ ذي قار، بدلاً من ناظم الوائلي، ووجه بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث وإنشاء مجلس استشاري من الشخصيات المرموقة في ذي قار ترتبط به مباشرة لمتابعة إعمار المحافظة.
من ناحية أخرى، تعتزم جماعات الحراك في بقية المحافظات تنظيم زيارة إلى مدينة الناصرية بعد غد لتقديم العزاء إلى عوائل القتلى والدعم والإسناد إلى المتظاهرين هناك. وتميل غالبية جماعات الحراك إلى عدم التصعيد هذه الأيام للحيلولة دون التأثير على زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق المقررة في الخامس من مارس (آذار) الحالي، لكنهم لا يستبعدون موجة تصعيد جديدة عقب انتهاء مراسم الزيارة قد تطيح بالإدارات المحلية في بعض المحافظات على غرار ما حدث في ذي قار.



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».