الشرطة الإسرائيلية تحقق في العنف ضد متظاهرين عرب

شريط فيديو أظهر عناصرها يدفعون النساء بقوة

صور تداولتها مواقع فلسطينية عن مواجهات في أم الفحم مع الشرطة الإسرائيلية
صور تداولتها مواقع فلسطينية عن مواجهات في أم الفحم مع الشرطة الإسرائيلية
TT

الشرطة الإسرائيلية تحقق في العنف ضد متظاهرين عرب

صور تداولتها مواقع فلسطينية عن مواجهات في أم الفحم مع الشرطة الإسرائيلية
صور تداولتها مواقع فلسطينية عن مواجهات في أم الفحم مع الشرطة الإسرائيلية

أطلق قسم التحقيق مع أفراد الشرطة الإسرائيلية «ماحش»، تحقيقاً، أمس، في كيفية تعامل الشرطة مع المتظاهرين في أم الفحم يوم (الجمعة) الماضية، خلال احتجاجات على الجريمة في المجتمع العربي.
وتم إطلاق التحقيق، بعد اتهامات للشرطة باستخدام العنف، ضد المحتجين على تواطؤ الشرطة مع الجريمة والعنف في المجتمع العربي في إسرائيل. وأظهر شريط فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف أن رجال شرطة راحوا يدفعون بقوة، نساء، أثناء المظاهرة.
واشتكت منظمتا مساواة وعدالة، المعنيتان بحماية حقوق المواطنين العرب في إسرائيل، إلى قسم التحقيق، ضد الشرطة، بداعي ممارستها العنف المفرط. وقد أصيب في المظاهرة شاب ثلاثيني من أم الفحم، بجروح خطيرة، والعشرات بصورة طفيفة. وأصيب رئيس بلدية أم الفحم د. سمير محاميد، والنائب د. يوسف جبارين، بجروح طفيفة، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، كما أصيب ثمانية من عناصر قوات الأمن بجروح طفيفة.
وقال عبد محاميد الذي شارك في المظاهرات، للإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية: «الشرطة بدأت باستخدام القوة المفرطة دون سابق إنذار». واتهم محاميد الشرطة بأنها قررت منع أي مظاهرة وقد تلقت تعليمات مفادها، أن «سكان أم الفحم يقومون بأعمال شغب، للأسبوع السابع على التوالي، ولكن هذه المرة لن نسمح لهم بذلك». مضيفاً، أن الشرطة عملت على قمع المتظاهرين، وأنه لم يتم إلقاء ولو حجر واحد من قبل المحتجين باتجاه أفرادها.
وكان مئات من العرب الغاضبين، قد تظاهروا يوم الجمعة أمام مبنى البلدية في أم الفحم، للأسبوع السابع على التوالي احتجاجاً على العنف والجريمة، وتواطؤ الشرطة في مجابهتهما في المجتمع العربي. ونصب المتظاهرون 22 تابوتاً، أثناء المظاهرة، في إشارة رمزية إلى عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الحالي.
وتأتي المظاهرة بعد سلسلة من الاحتجاجات والمظاهرات الحاشدة التي تدخلت فيها قوات الشرطة لتفرقة المتظاهرين، مما أدى لاعتقال عدد من المتظاهرين وإصابة آخرين. ويهز العنف والجريمة، المجتمع العربي منذ أعوام طويلة، لكنه أصبح ظاهرة مقلقة خلال العامين الماضيين آخذة بالاتساع. والعام الماضي قتل 91 عربياً في مثل هذه الحوادث.
ويستمر هذا العنف في المجتمع العربي رغم احتجاجات واسعة قامت بها، العام الماضي، لجنة المتابعة العربية. وتسعى اللجنة هذا العام، لتجديد الاحتجاجات المطالبة بمعالجة العنف المتصاعد، حيث ستتجه يوم الاثنين قافلة سيارات من وادي عارة إلى مقر الكنيست في القدس. ويطالب العرب الحكومة بوضع حد للجريمة والعنف عبر إجراءات حازمة من قبل الشرطة، وليس التحريض على المجتمع العربي وثقافته.
لكن المسؤولين في إسرائيل، يقولون إن المجتمع العربي يتسم بثقافة العنف ولا يتعاون مع الشرطة. ويفترض أن تنطلق مظاهرات حاشدة ومركزية في مدينة أم الفحم، الجمعة المقبل، ضمن فعاليات أخرى احتجاجاً على قمع الشرطة الإسرائيلية لمتظاهرين عرب، وعلى استمرار الجريمة في مجتمعهم وتواطؤ الشرطة معها. وأكدت «لجنة المتابعة» و«الحراك الفحماوي الموحد» و«اللجنة الشعبية» و«بلدية أم الفحم»، على العرب الوجود في مظاهرة حاشدة تنطلق عقب صلاة الجمعة، من ساحة البلدية في المدينة.



إبعاد «حماس» عن إدارة غزة... هل يجهض خطة «التهجير»؟

مسلحون من «حماس» قبل تسليم رهائن إسرائيليين إلى فريق الصليب الأحمر في خان يونس (أ.ف.ب)
مسلحون من «حماس» قبل تسليم رهائن إسرائيليين إلى فريق الصليب الأحمر في خان يونس (أ.ف.ب)
TT

إبعاد «حماس» عن إدارة غزة... هل يجهض خطة «التهجير»؟

مسلحون من «حماس» قبل تسليم رهائن إسرائيليين إلى فريق الصليب الأحمر في خان يونس (أ.ف.ب)
مسلحون من «حماس» قبل تسليم رهائن إسرائيليين إلى فريق الصليب الأحمر في خان يونس (أ.ف.ب)

وسط حالة من الضبابية تحيط بمستقبل قطاع غزة، جاء إعلان مصري عن عدم مشاركة «حماس» في إدارة القطاع ليمنح أملاً في إزالة عثرة بملف «اليوم التالي» في مواجهة تشبث من إدارة دونالد ترمب بـ«التهجير» شرطاً لإعادة الإعمار، ورفض عربي واسع، ومساعٍ لحلول تنهي تعقيدات المشهد السياسي.

ورغم عدم وجود موقف واضح وصريح لـ«حماس»، فإن ذلك يحمل «موافقة ضمنية من الحركة»، حسب تقديرات خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، بما سيعزز الخطة المصرية - العربية التي تجري حالياً، ويجعلها بديلةً لسيناريوهات ترمب ونتنياهو الداعمة لتهجير الفلسطينيين، ومن ثم المضي في إعمار القطاع دون إخراج سكانه، وإيجاد مسار تهدئة مؤقت أو مستدام بالقطاع مع الوقت.

وخلال زيارته الحالية لإسرائيل، قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في مؤتمر صحافي، الأحد، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن ترمب أكد أنه «لا يمكن لـ(حماس) أن تستمر كقوة سياسية وعسكرية أو مستقبل في غزة»، مضيفاً: «ترمب كان جريئاً جداً في رأيه حول ما يجب أن يكون عليه مستقبل غزة، ليس الأفكار المملة نفسها من الماضي، بل شيء جريء»، في إشارة أقل حدة من تصريحات الرئيس الأميركي بشأن طلب تهجير الفلسطينيين لمصر والأردن.

وكان مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، أفاد السبت، لقناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، بأن هناك «اتصالات مصرية مكثّفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إغاثة القطاع وإعادة إعماره»، مشيراً إلى أن «(حماس) تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وعدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة».

وهو ما يتسق مع طرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قبل أيام في مقابلة متلفزة، بأنه «إذا كانت الرؤية الدولية، والمصلحة الفلسطينية، تتطلبان أن تتنحى (حماس) عن الوجود في الصورة بهذا الشكل الواضح، فليكن وبإرادة عربية، وبتوافق وتراضٍ فلسطيني، وتأخذ السلطة الفلسطينية مسؤوليتها وتدير هذا القطاع، من خلال أي طرح من مصر أو القمة العربية (الطارئة المقبلة أواخر الشهر بدعوة من القاهرة) إذا ما قررت ذلك».

وأيّد المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، الجمعة، أبو الغيط، قائلاً في منشور عبر منصة «إكس»: «الدعوة العقلانية لأمين عام الجامعة العربية، بتنحي (حماس) عن إدارة غزة في محلها، فمصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تتقدم على مصلحة الحركة، خصوصاً في ظل الدعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة».

وبرأي سفير فلسطين السابق، بركات الفرا، فإن تصريحات روبيو تأتي في سياق عدم الرغبة ببقاء «حماس»، وهي رغبة تتلاقى مع أطروحات عربية، خصوصاً وهي تستخدم ذريعةً لاستمرار الحرب، وبالتالي ما ذكره المصدر المصري بشأن «حماس» هو سد لهذه الثغرات.

وبشأن موقف «حماس»، أكد الفرا أن «مصر لم تصرح من فراغ، وهي دولة كبيرة مسؤولية، وبالتالي التصريحات جاءت بعد أن أقنعتها في ظل التطورات والتصعيد في ملف التهجير، والحركة وافقت وإلا كانت ستنفي على الفور».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، فإن «إبعاد (حماس) عن المشهد أو مشاركتها بصورة غير مباشرة، أو تحولها لطرف ليس رئيسياً في المعادلة أمر مهم بهذه المرحلة الحاسمة كي لا نعطي ذريعة لإسرائيل»، مشيراً إلى أن «(حماس) لن تتنحى بشكل كامل هي تدرك أنها ستبقى ضمن الفواعل والقوى الرئيسية على أساس أننا في مرحلة حاسمة تتعامل مع الواقع ضمن شراكة فلسطينية محسوبة وخطة مصرية عربية تعد لتجاوز أي ذرائع».

وسبق أن ذكر روبيو، في 12 فبراير (شباط) الحالي، خلال مقابلة متلفزة، أن المقترح الذي تقدَّم به ترمب بشأن تهجير سكان غزة، هو «المخطط الوحيد المتاح»، قائلاً: «على الحلفاء تقديم بديل إذا كانت لديهم خطة أفضل».

طفل فلسطيني يحمل حاوية على رأسه في المغراقة وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وكشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقاء وفد من مجلس النواب الأميركي، الأحد، بالقاهرة، أن تلك الخطة المصرية لإعمار غزة دون تهجير «تتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والدول العربية والإسلامية وبدعم من المجتمع الدولي».

فيما أعرب رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر في بيان عقب مقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة عن تطلعه للمقترح المصري العربي بشأن غزة، بعد تأكيد الرئيس المصري «أهمية البدء في إعادة إعمار قطاع غزة، مع ضرورة عدم تهجير سكانه من أراضيهم»، مشيراً إلى أن «مصر تعد خطة متكاملة في هذا الشأن»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية الأحد.

وباعتقاد الفرا، فإن إعلان عدم مشاركة «حماس» بإدارة غزة سيعزز الموقف العربي وخطة مصر التي تعد مشكورة لإعادة إعمار غزة دون تهجير، لنرى موقفاً قوياً وصريحاً وموحداً بالقمة العربية مبنياً على أسس وخطة واضحة لا يمكن أن تقف إسرائيل أو واشنطن أمامها بذريعة وجود «حماس»، بالتالي إفشال أي مخططات تعد.

وبرأي فهمي، فإن «طرح مشروع بديل مهم، كما تفعل مصر، سينال مشروعية وقوة في (القمة العربية) أواخر الشهر الحالي أمام تمسك ترمب بفكرة التهجير».