نواب اليمن يدعون هادي لتحريك الجبهات ويحذرون من «انتكاسة الشرعية»

معارك مأرب على أشدها والميليشيات تصعد خروقاتها في الحديدة

TT

نواب اليمن يدعون هادي لتحريك الجبهات ويحذرون من «انتكاسة الشرعية»

على وقع اشتداد المعارك الضارية في جبهات مأرب والجوف بين الجيش اليمني المسنود بتحالف دعم الشرعية من جهة وبين الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، دعا أغلب نواب البرلمان اليمني الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى تحريك كل الجبهات وتسليح الجيش وصرف رواتب عناصره، محذرين من مخاطر «انتكاسة للشرعية».
وجاءت مطالب النواب اليمنيين في رسالة وقع عليها 72 نائباً بالتزامن مع استماتة الميليشيات الحوثية للأسبوع الرابع في الهجوم على مأرب واستهدافها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة إلى جانب تصعيدها المستمر في الحديدة؛ انتهاكا منها للهدنة الأممية الهشة.
ودعا النواب في رسالتهم التي وجهوها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة معين عبد الملك إلى «تحريك كافة جبهات القتال المتوقفة، وتوفير العتاد والسلاح للجيش لتفويت الفرصة على ميليشيات الحوثي من تجميع عناصرها وتوجيههم إلى جبهات مأرب والجوف».
وشدد برلمانيو اليمن على أهمية توفير العتاد والسلاح والذخيرة لجبهات مأرب والجوف حتى يتمكن المقاتلون من التحول من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم، كما شددوا على سرعة دفع رواتب أفراد وضباط الجيش الوطني في مأرب والجوف المتأخرة مع انتظام دفع هذه المرتبات مستقبلا.
وفي معرض تحذيرهم من إمكانية نجاح الهجمات الحوثية باتجاه مدينة مأرب، قالوا في رسالتهم إن «خذلان جبهات مأرب والجوف في هذه المرحلة الفارقة (...) سيشكل انتكاسة حقيقية للشرعية، وكل الشعب اليمني تتحمل نتائجه قيادات الشرعية».
ويخوض الحوثيون منذ أكثر من ثلاثة أسابيع هجمات مستمرة ومتواصلة في مأرب والجوف يشارك فيها الآلاف من عناصرهم ومجاميعهم المسلحة المعروفة بـ«كتائب الحسين» و«كتائب الموت» إلى جانب وحدات عقائدية استقدموها من صعدة؛ سعيا منهم لإسقاط محافظة مأرب النفطية تنفيذا لتوجيهات زعيمهم عبد الملك الحوثي. وأدت المعارك في اليومين الأخيرين إلى مقتل قائد قوات الأمن الخاصة في مأرب العميد عبد الغني شعلان مع عدد من أفراده أثناء صد هجمات حوثية على موقع جبل البلق الغربي المطل على سد مأرب، في حين أدت إلى مقتل المئات وأسر العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية.
خسائر حوثية
وفيما شيعت وزارة الدفاع اليمنية والسلطات المحلية أمس (الأحد) جثمان العميد شعلان، أفادت المصادر العسكرية الرسمية بأن المعارك تواصلت غرب مأرب وشمالها الغربي.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن مدفعية الجيش دمرت مدرعة وعربتين كانتا تحملان تعزيزات لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في جبهة الكسارة، غرب مارب وقتلت كل من كانوا على متنهما.
وتقول مصادر يمنية ميدانية إن الميليشيات الحوثية أعدت للهجمات الأخيرة بعناية، إذ دفعت بكامل قواتها المسنودة بمدرعات وفرق مضادة للدروع وأخرى قناصة باتجاه جبهات مأرب مسنودة بغطاء صاروخي ومدفعي مكثف، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها بفضل استبسال قوات الجيش اليمني ورجال القبائل وضربات تحالف دعم الشرعية.
وتداولت المصادر أنباء عن مقتل القيادي الحوثي الذي هاجم جبهة البلق في صرواح ويدعى أبو نايف السحاري، كما أفادت بمقتل القيادي علي محمد الرزامي المعروف بـ«أبو هجوم» مع المئات من العناصر الأخرى.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية قالت المصادر الرسمية للجيش اليمني إن عناصره خاضوا مسنودين بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية معارك عنيفة ضد ميليشيا الحوثي في جبهات القتال المختلفة غرب محافظة مأرب، وكبّدوها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصادر عسكرية قولها إن «المعارك التي خاضها الجيش في جبهات صرواح والكسارة والمشجح أسفرت عن مصرع أكثر من 350 عنصراً من الميليشيا الحوثية وعشرات الجرحى والأسرى».
وأضافت المصادر أن الجيش «كبد الميليشيات خسائر أخرى فادحة في العتاد، ومن ضمنها تدمير 8 عربات كانت تحمل معدات وذخائر، فيما دمّر طيران تحالف دعم الشرعية 6 عربات كانت تحمل تعزيزات في طريقها إلى الميليشيا في ذات الجبهات».
إلى ذلك أفادت المصادر بأن «طيران التحالف استهدف تجمعات للميليشيا الحوثية الإيرانية في مواقع متفرقة بجبهات صرواح والمشجح والكسارة، وأسفرت الغارات عن سقوط عشرات القتلى والجرحى وتدمير آليات ومعدات قتالية تابعة للجماعة». ويتصدى الجيش اليمني والمقاومة منذ 7 فبراير (شباط) المنصرم لهجمات حوثية واسعة على امتداد مسرح العمليات القتالية من شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف إلى جنوب مأرب.
ولجأت الميليشيات الحوثية في الأيام الأخيرة إلى تكثيف هجماتها الصاروخية على مدينة مأرب وأطرافها، حيث اتهمت الحكومة الشرعية الميليشيات بإطلاق نحو 10 صواريخ على الأقل قالت إنها سقطت في أنحاء متفرقة من المحافظة.
تصعيد حوثي في الحديدة:
وبموازاة هذه التطورات التي ترى فيها الشرعية والمجتمع الدولي سعياً حوثياً لإفشال مساعي السلام ووقف الحرب واصلت الميليشيات انتهاكها للهدنة الأممية على كافة خطوط التماس في حين أفادت القوات اليمنية المشتركة بأنها أحبطت العديد من الهجمات.
واتهمت مصادر في القوات المشتركة الميليشيات بأنها قصفت حيا سكنيا مساء السبت جنوب مدينة الحديدة ما تسبب في مقتل نحو خمسة أشخاص، وهو الهجوم الذي سارعت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة إلى التنديد به.
وقالت البعثة في تغريدتين على «تويتر» إنها «تدين بشدة مثل هذه الأعمال العنيفة التي تخرق اتفاق الحديدة، وتطالب الأطراف بالامتناع عن ضرب المناطق السكنية التي ستؤدي إلى المزيد من المعاناة للسكان الذين يعيشون في وضع صعب».
وأوضحت أن الانفجار الذي وقع في منطقة سكنية في مديرية الحوك في الحُديدة أسفر عن مقتل ما يصل إلى خمسة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين.
في غضون ذلك أفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة نقلا عن مصادر طبية بأن خروق الجماعة أسفرت في الساحل الغربي حيث محافظة الحديدة عن مقتل 14 مدنياً وإصابة 35 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال الشهرين الماضيين.
وبينت هذه المصادر أن المستشفيات والنقاط الطبية في المناطق المحررة بالساحل الغربي، استقبلت منذ بداية يناير (كانون الثاني) الماضي وحتى أواخر فبراير نحو 49 مدنياً، بينهم 15 امرأة و3 أطفال، أصيبوا أو قتلوا بنيران أسلحة الحوثيين.
ويوم أمس (الأحد) أبلغ الإعلام العسكري للقوات المشتركة عن تكبد الحوثيين «خسائر مادية وبشرية فادحة جنوب محافظة الحُديدة، حيث أخمدت القوات مصادر نيران الميليشيات شرق مدينة الصالح وفي قطاع الكيلو 16، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف المتمردين ودمرت عتادا لهم».


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.