مشروع قانون للأحوال الشخصية يثير جدلاً بين المصريين

«النواب» بدأ مناقشة بنوده وسط اعتراضات لحقوقيين

TT
20

مشروع قانون للأحوال الشخصية يثير جدلاً بين المصريين

يبدأ «مجلس النواب» (البرلمان) المصري مناقشة مشروع قانون جديد لـ«الأحوال الشخصية»، بعد أن أحاله المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، أمس، إلى «لجنة مشتركة من الشؤون الدستورية والتشريعية، والتضامن والأشخاص ذوي الإعاقة».
وقال النائب البرلماني، عاطف مغاوري، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «مجلس النواب سيعمل على دراسة القانون الجديد الذي قدمته الحكومة، لمعرفة ما إذا كان قد تم تلافي الخلافات السابقة فيه أم لا»، مشيرا إلى أن «مشروع القانون كان محل خلاف في المجلس التشريعي السابق، ولذلك لم يصدر».
وأثار مشروع القانون جدلاً في المجتمع المصري على مدار الأسبوع الماضي، في أعقاب نشر وسائل إعلام محلية عدداً من بنوده، وفي حين أشاد البعض بالنص على «معاقبة الزوج إذا لم يبلغ زوجته بزواجه الثاني»، باعتباره «انتصاراً للمرأة»، انتقد مدافعون عن حقوق المرأة بنوداً قالوا إنها «تلغي الأهلية القانونية للمرأة» على حد قولهم».
وأكدت المحامية نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، رفضها لما تضمنه مشروع قانون الأحوال الشخصية الجديد، وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا القانون يتضمن صياغة أكثر تشدداً لمشروع قانون الأحوال الشخصية عام 1925 مما يعيد مصر مائتي عام للوراء»، بحسب قولها.
وأشارت أبو القمصان، إلى أن «قانون عام 1925 لم يتطرق لمسألة الولاية، وبالتالي ترك تنظيمها للقانون المدني الذي يعطي المرأة الولاية عند سن 21 عاما، وأحيانا لمذهب (الإمام) أبي حنيفة الذي يجعل المرأة بلا ولاية على الإطلاق، لكن القانون الجديد اعتمد على مذهب أبي حنيفة فقط، فألغى الشخصية القانونية للمرأة».
وأضافت أن «المرأة وفقا للقانون الجديد لا تستطيع عقد زواجها مهما بلغت من السن أو المكانة العلمية، كما لم يعترف القانون بحقها في اختيار زوجها، وأباح لأي ذكر في العائلة فسخ عقد زواجها استناداً إلى عدم التكافؤ».
بدوره أشار النائب مغاوري إلى أن «قضية الأحوال الشخصية هي قضية حساسة وعادة ما يتم التعامل معها كأنها صراع بين طرفين يحاول فيه كل طرف الانتقام من الآخر، مما يسبب الكثير من المشاكل التي تظهر في تطبيق ما يتعلق بحق الرؤية والنفقة وغيرهما»، مؤكدا أن «القانون الجديد يجب أن «يكون هدفه الحفاظ على تماسك الأسرة، وألا يتم التعامل مع المسألة كأنه صراع قانوني».
وينص مشروع القانون الجديد على معاقبة الزوج إذا لم يبلغ زوجته الأولى عند زواجه الثاني، بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه (الدولار 15.7 جنيه) ولا تزيد على 50 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وكذلك يعاقب المأذون المختص، مع منح الزوجة حق الطلاق للضرر».
وأثار النص السابق، حالة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بين من اعتبره «انتصاراً للمرأة» وبين من رأى فيها «مخالفة للشرع» وانتهاكاً لحق الزوج في تعدد الزوجات، ومن هؤلاء الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الذي قال في تصريحات تلفزيونية، إن «المقترح يعتبر مخالفاً للشريعة الإسلامية جملةً وتفصيلاً».
لكن المحامية أبو القمصان اعتبرت «هذا البند يتضمن تدليساً على المرأة، لأنه يقدم حلاً انتقامياً من الزوج بحبسه وتغريمه، وليس حلاً تنظيمياً، كما أنه لا يتيح للمرأة الطلاق بسبب الزواج الثاني، بل بسبب الضرر، وعليها أن تثبت هذا الضرر الواقع عليها»، منتقدة «عدم عرض مشروع القانون على منظمات المرأة، وتجاهل المقترحات التي تقدمت بها المنظمات بشأنه إلى (المجلس القومي للمرأة)».
وقالت الكاتبة وعضو مجلس النواب فريدة الشوباشي، لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس سيراعي في القانون الجديد أن يحافظ على حقوق المرأة والرجل والطفل، وأن بداية حقوق الطفل أن يكون مع والدته»، مشيرة إلى أن «الدكتورة مايا مرسي، الأمين العام للمجلس القومي للمرأة، أبلغت (مجلس النواب) أن المجلس لم يتقدم بهذا المشروع».



ضربات أميركية على مخابئ الحوثيين في صنعاء وضواحيها

الحوثيون استقبلوا خلال أربعة أسابيع أكثر من 400 ضربة أميركية (أ.ب)
الحوثيون استقبلوا خلال أربعة أسابيع أكثر من 400 ضربة أميركية (أ.ب)
TT
20

ضربات أميركية على مخابئ الحوثيين في صنعاء وضواحيها

الحوثيون استقبلوا خلال أربعة أسابيع أكثر من 400 ضربة أميركية (أ.ب)
الحوثيون استقبلوا خلال أربعة أسابيع أكثر من 400 ضربة أميركية (أ.ب)

شنت مقاتلات أميركية، فجر الجمعة، ضربات مركّزة استهدفت مواقع وتحصينات حوثية في صنعاء وضواحيها، وذلك غداة وصول حاملة الطائرات «كارل فينسون» إلى شمال البحر الأحمر؛ لتعزيز الحضور العسكري الأميركي في المنطقة.

وتأتي هذه الضربات في نهاية الأسبوع الرابع من العمليات العسكرية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 15 مارس (آذار) الماضي، متوعداً الحوثيين بـ«القضاء التام» عليهم، في مسعى لوقف تهديدهم المتصاعد للملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، ولوقف استهدافهم لإسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.

ومع ملاحظة تراجع قدرات الجماعة الهجومية في الأسبوعين الأخيرين، دعا زعيمها عبد الملك الحوثي للتظاهر، الجمعة، في صنعاء وبقية المدن الخاضعة بالقوة للجماعة، في مسعى لاستعراض القوة ورفع معنويات أتباعه.

وبحسب ما أفاد به إعلام الحوثيين، استهدفت ثلاث غارات منطقة فج عطان بمديرية معين جنوب غربي صنعاء، كما استهدف بغارة جبل نقم شرق المدينة، حيث يعتقد أنها ضربت تحصينات ومستودعات أسلحة مخبأة في الجبال.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو قدمته البحرية الأميركية تظهر طائرة تنطلق من حاملة طائرات لضرب الحوثيين (أ.ب)
صورة مأخوذة من مقطع فيديو قدمته البحرية الأميركية تظهر طائرة تنطلق من حاملة طائرات لضرب الحوثيين (أ.ب)

وفي ريف صنعاء الشرقي، قال الإعلام الحوثي إن خمس غارات ضربت مديرية بني حشيش، وهي المديرية التي سبق استهدافها أكثر من مرة منذ بدء الحملة الأميركية الجديدة، حيث يعتقد أن الحوثيين يخبئون فيها قدرات عسكرية في مواقع محصنة تحت الأرض.

وفي ريف صنعاء الشمالي حيث مديرية همدان، اعترفت الجماعة الحوثية بتلقي غارتين على منطقة المعمر، وغارتين زعمت أنهما استهدفتا مزرعة في منطقة الحاوري جنوب المعمر بالمديرية ذاتها، وهي مناطق كانت الجماعة تستخدمها في السنوات الماضية لإطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

ولم تتطرق الجماعة الحوثية إلى ذكر أي خسائر على صعيد قدراتها العسكرية أو عناصرها جراء هذه الغارات، اتساقاً من نهجها في التكتم على الخسائر، كما لم يشر الجيش الأميركي إلى طبيعة الأهداف المقصوفة.

حاملة طائرات ثانية

جاءت الضربات الأميركية على صنعاء وريفها غداة وصول حاملة الطائرات «كارل فينسون» إلى شمال البحر الأحمر لتنضم إلى الحاملة «هاري ترومان» التي تولت منذ أربعة أسابيع مع مجموعتها القتالية ضرب مواقع الحوثيين وتحصيناتهم.

وبثت القيادة المركزية الأميركية، على حسابها بمنصة «إكس» فيديو للحاملة الجديدة. وعلقت بالقول: «حاملة الطائرات (يو إس إس كارل فينسون) مع جناحها الجوي المكون من طائرات (إف-35 سي لايتنينج 2) تعمل جنباً إلى جنب مع (يو إس إس هاري إس ترومان) في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية».

وبحسب تقديرات أميركية، يمكن أن تستمر الحملة ضد الحوثيين مدة ستة أشهر، لتحقيق أهدافها، لكن يجزم مراقبون يمنيون أن الحملة الجوية لن تكون كافية لإنهاء تهديد الحوثيين، وأنه لا بد من عمل بري على الأرض تقوم به القوات الحكومية لاستعادة الحديدة وصنعاء وبقية المناطق اليمنية المختطفة من قِبل الجماعة.

وكما يبدو، فإن ضربات واشنطن عطلت حتى الآن الكثير من القدرات الهجومية الصاروخية للجماعة الحوثية، إذ لم يسجل منذ نحو 12 يوماً إطلاق أي صاروخ باتجاه إسرائيل.

وتكون الجماعة الحوثية مع هذه الضربات قد استقبلت منذ منتصف مارس (آذار) الماضي نحو 400 ضربة جوية وبحرية، تركزت بدرجة أساسية على المخابئ المحصنة، خصوصاً في صعدة وصنعاء وعمران والحديدة، وكذا قدرات الجماعة عند خطوط التماس، لا سيما في مأرب والجوف.

وطالت الضربات، بدرجة أقل، مواقع وتحصينات ومستودعات وقدرات عسكرية متنوعة في محافظات حجة، والبيضاء، وذمار، وإب، وسط تكتم من الجماعة المدعومة من إيران على حجم خسائرها، مكتفية بذكر أرقام لضحايا تزعم أنهم من المدنيين.

هجمات بلا تأثير

تبنّت الجماعة منذ بدء حملة ترمب مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع البحرية المصاحبة لها بشكل شبه يومي، دون دليل، كما أطلقت منذ 17 مارس الماضي 10 صواريخ اعترضها الجيش الإسرائيلي، وزعمت إطلاق 3 مسيَّرات.

كما ادعت الجماعة الحوثية أنها أسقطت 3 مسيَّرات أميركية خلال الأيام الأخيرة من طراز «إم كيو 9» ليبلغ عدد الطائرات التي أسقطتها منذ بدء التصعيد 18 طائرة مسيَّرة، وفق مزاعمها.

وكان الحوثيون قد دخلوا خط التصعيد الإقليمي بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقوا نحو 200 صاروخ وطائرة مسيَّرة باتجاه إسرائيل، دون تأثير عسكري كبير، باستثناء مقتل شخص واحد في تل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي.

كما تبنت الجماعة، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، ما أدى إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل أربعة بحارة.

عناصر حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم لاستعراض القوة والتأييد (رويترز)
عناصر حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم لاستعراض القوة والتأييد (رويترز)

وردّت إسرائيل بخمس موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين، كان آخرها في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، واستهدفت مواني الحديدة، ومستودعات الوقود، ومحطات الكهرباء في الحديدة وصنعاء، إضافة إلى مطار صنعاء.

وتُضاف ضربات ترمب إلى نحو ألف غارة وضربة بحرية كانت الجماعة قد تلقتها خلال عام كامل من إدارة بايدن، ابتداءً من 12 يناير 2024، وحتى توقيع هدنة غزة بين «حماس» وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

يشار إلى أن الجماعة بعد بدء سريان الهدنة في غزة توقفت عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجدداً للتهديد بشن هجمات جديدة بعد تعثر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة.

وفي ظل المزاعم الحوثية أن تصعيدهم البحري وباتجاه إسرائيل يأتي لمناصرة الفلسطينيين في غزة، تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة قفزت باتجاه التصعيد تنفيذاً لأجندة إيران في المنطقة، وهروباً من استحقاقات السلام المدعوم أممياً وإقليمياً.