وداعاً محسن ممتاز... مصر تواري مُدرب أشهر جواسيسها على الشاشة الثرى

الممثل المصري الكبير يوسف شعبان (وسائل إعلام مصرية)
الممثل المصري الكبير يوسف شعبان (وسائل إعلام مصرية)
TT

وداعاً محسن ممتاز... مصر تواري مُدرب أشهر جواسيسها على الشاشة الثرى

الممثل المصري الكبير يوسف شعبان (وسائل إعلام مصرية)
الممثل المصري الكبير يوسف شعبان (وسائل إعلام مصرية)

ودّعت مصر، اليوم الأحد، الممثل الكبير يوسف شعبان، أو «محسن ممتاز» الضابط الذي تولى تدريب رأفت الهجان ضمن أحداث مسلسل الجاسوسية المصري الأشهر الذي بدأ عرضه عام 1987.
وتوفي شعبان «الأحد» متأثراً بمضاعفات الإصابة بفيروس «كورونا» بعد مشوار امتد لأكثر من نصف قرن قدم خلاله أكثر من 100 فيلم (بدأها عام 1961 من خلال دوره في فيلم «في بيتنا رجل» الذي تولى بطولته النجم العالمي عمر الشريف) وعشرات المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، إضافة إلى الأعمال المسرحية.
وكان الراحل قد أصيب بالفيروس قبل أيام قليلة ونُقل للعلاج بالمستشفى بعد تدهور حالته الصحية.
وأبدت هيئات فنية ونقابات مهنية ومؤسسات أكاديمية في مصر خالص حزنها ومواساتها لأسرة الفقيد وجمهوره، من بينها نقابة المهن التمثيلية واتحاد النقابات الفنية والمعهد العالي للفنون المسرحية والمركز الكاثوليكي المصري للسينما، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
ولد يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة عام 1931 وكان والده مصمم إعلانات في إحدى الشركات الأجنبية ويمده بشكل دائم بالمجلات والصحف والكتب مما جعله شغوفاً بالقراءة والفنون.
بدأ حبه للتمثيل من المدرسة حيث كان يشارك في المسرحيات التي يقدمها الطلاب في المناسبات أو الإجازة الصيفية، وبعد أن التحق بكلية الحقوق في جامعة عين شمس انضم إلى فريق المسرح بالجامعة.
أثناء دراسته للحقوق التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورأى مستقبله في الفن ففضل الاستمرار في المعهد وترك الكلية.
بدأ مشواره الفني من المسرح الذي قدم عليه عدداً من الأعمال أثناء دراسته بالمعهد ثم شارك في بداية الستينات بأدوار صغيرة في أفلام منها: «في بيتنا رجل» و«أيام بلا حب» و«المعجزة» إلى أن جاءته الفرصة الحقيقية في «زقاق المدق» عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ.
من أبرز أفلامه «معبودة الجماهير» و«ميرامار» و«الثلاثة يحبونها» و«أم العروسة» و«جفت الدموع» و«دائرة الانتقام» و«اذكريني» و«أنا اللي قتلت الحنش» و«السجينتان» و«حارة برجوان» و«كشف المستور» و«العذراء والعقرب».
وفي الدراما التلفزيونية قدم العديد والعديد من الأعمال مثل: «الشهد والدموع» و«المال والبنون» و«الضوء الشارد» و«الوتد» إلا أن دور «محسن ممتاز» الذي قدمه في مسلسل «رأفت الهجان» ظل هو الأيقونة التي اشتهر بها على مدى مشواره.
وفي آخر ظهور له، قال يوسف شعبان إن مسلسل «المال والبنون» من أهم الأعمال الدرامية في تاريخ الفن المصري، وإن محمد جلال عبد القوي كان في قمة إبداعه بـ«سيناريو وقصة رائعة»، والمخرج مجدى أبو عميرة كان متمكناً من كل مفردات العمل.
من مسرحياته «مطار الحب» و«عروسة تجنن» و«100 مسا» و«رجل في القلعة» و«دماء على ستار الكعبة» و«باب الفتوح».
تولى منصب نقيب الممثلين لدورتين متتاليتين من 1997 إلى 2003 وحصل على العديد من الجوائز، كما كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في 2016 والمهرجان القومي للمسرح المصري في 2019.
تزوج أكثر من مرة على مدى حياته وكانت إحدى زوجاته من حفيدة الملك فؤاد الأول، سلطان مصر الأسبق.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».