الأردن يشدد إجراءات «كورونا» بعد انتشار السلالة البريطانية

طالبتان تضعان الكمامة في عمّان (أ.ف.ب)
طالبتان تضعان الكمامة في عمّان (أ.ف.ب)
TT

الأردن يشدد إجراءات «كورونا» بعد انتشار السلالة البريطانية

طالبتان تضعان الكمامة في عمّان (أ.ف.ب)
طالبتان تضعان الكمامة في عمّان (أ.ف.ب)

أعلن الأردن إجراءات أشد صرامة للحد من تفشي مرض «كوفيد - 19»، وأعاد يوم الأربعاء، 24 فبراير (شباط)، فرض الإغلاق الكامل يوم (الجمعة) بعد ارتفاع عدد الإصابات لمدة شهر والذي عزته السلطات بشكل أساسي إلى الانتشار السريع للسلالة البريطانية لفيروس «كورونا».
وقال وزير الصحة الأردني نذير عبيدات، إن السلالة البريطانية تنتشر سريعاً في أنحاء البلاد مهدِّدةً بموجة وفيات جديدة ما لم يلتزم الناس بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات في الأماكن العامة.
وأضاف: «نشهد حالياً انتشاراً واسعاً وسريعاً لوباء فيروس (كورونا) ومؤشرات ذلك واضحة في التقارير اليومية... الخطير في هذه المؤشرات هو الارتفاع اليومي في عدد الإصابات والمتزايد منذ ثلاثة أسابيع، هذا الارتفاع في الإصابات يسبب أيضاً ارتفاعاً في أعداد الوفيات بـ(كورونا)»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال وزير الصحة إن مجلس الوزراء قرر إعادة تمديد حظر التجول ليُفرض من الساعة العاشرة مساءً اعتباراً من يوم الخميس (25 فبراير)، بعد أن كان قد تم تخفيفه الشهر الماضي ليُفرض من منتصف الليل. كما سيصبح لزاماً على المحلات إغلاق أبوابها اعتباراً من الساعة التاسعة مساءً.
وطلبت الحكومة من المواطنين أداء صلاة الجمعة فقط في المساجد التي عليهم الذهاب إليها سيراً على الأقدام.
وفرض مجلس الوزراء غرامات مشددة على من لا يلتزمون بوضع الكمامات وعلى المحلات التي لا تلتزم بفرض التباعد الاجتماعي لكنه تفادى فرض مزيد من الإجراءات الصارمة في مسعى لحماية الاقتصاد الذي شهد العام الماضي أسوأ انكماش منذ عقود.
وقال بعض مسؤولي الصحة إن أحدث ارتفاع في الإصابات جاء بسبب قرار الحكومة في وقت سابق هذا الشهر السماح لعشرات ألوف الطلاب في المرحلة الابتدائية بالعودة إلى المدارس.
وعبّر كثير من المواطنين عن عدم رضاهم عن قرار الحكومة بخصوص فرض الإغلاق الكامل يوم (الجمعة) على أساس أنه لن يغيّر شيئاً فعلياً من الأمر. وقال جمال العطاري، تاجر أعشاب: «يعني إذا أغلقنا الجمعة إيش حنستفيد، يعني أغلقنا الجمعة، طيب باقي الأسبوع ما فيه كورونا؟».
من جانبه أعرب إمام أحد المساجد عن رغبته في تشديد العقوبة على من يخالف الإجراءات التي تستهدف الحد من تفشي «كورونا». وقال الشيخ أحمد الحراسيس، خطيب يوم الجمعة في الجامع الحسيني: «اليوم أعتقد مع زيادة الحالات والوفيات وإلى آخره، أعتقد أن التغليظ كان أمراً زي ما بقول نهاية المطاف، العلاج نهايته الكي... لذلك أعتقد أنه أنا مع تغليظ العقوبة لأنه هذه ليست حياتك إنما حياة مجتمع كامل».
وسجل الأردن حتى الآن 386 ألفاً و496 إصابة مؤكدة بفيروس «كورونا» و4675 وفاة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.