ثلاث قمم عربيّة في لبنان

> في إطار العلاقات اللبنانيّة - العربيّة، استضافت بيروت ثلاث قمم عربية. وفي حين كانت القمة الأولى (1956) في غاية الأهميّة في موعد انعقادها بعد العدوان الثلاثي على مصر على خلفيّة تأميم قناة السويس، والقمة الثانية (2002) أقرّت «المبادرة العربيّة للسلام» باقتراح من المملكة العربيّة السعودية؛ سجلت القمة الثالثة التي انعقدت عام 2019 فشلاً ذريعاً مع مقاطعة واسعة من القيادات العربيّة.
> قمة بيروت 1956: عُقدت بدعوة من الرئيس اللبناني كميل شمعون في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 1956 عقب العدوان الثلاثي على مصر (بريطانيا، فرنسا وإسرائيل) وشارك فيها تسعة رؤساء عرب. وأكدّت القمة دعم مصر ضد العدوان والتضامن معها، كما أكدت على سيادة مصر في قضية السويس، وتأييد نضال الشعب الجزائري لنيل استقلاله الوطني.
> قمة بيروت 2002: عُقدت في 28 مارس (آذار) 2002، وكان البند الأبرز على جدول الأعمال مناقشة القضية الفلسطينيّة والصراع العربي - الإسرائيلي. واشتهرت القمة بمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي انتقال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى بيروت للمشاركة في أعمالها. لكن التطور الأبرز الذي حققته القمة كانت تبنّي اقتراح ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز (خادم الحرمين الشريفين لاحقاً) بما عُرف بأنه «المبادرة العربيّة للسلام» التي قامت على مبدأ «الأرض مقابل السلام»، بحيث تنسحب إسرائيل من الأراضي العربيّة المحتلة وتعترف بالدولة الفلسطينيّة المستقلة عاصمتها القدس الشرقيّة مقابل السلام والعلاقات الطبيعيّة بين العرب جميعاً وإسرائيل في حال تحقق ذلك. ومع مرور السنوات، كشفت المبادرة المراوغة الإسرائيليّة وانعدام رغبتها بالسلام الحقيقي العادل والشامل.
> قمة بيروت الاقتصادية 2019: عُقدت في العاصمة اللبنانيّة في 20 يناير (كانون الثاني) 2019. وكان الأبرز فيها المقاطعة الواسعة من قبل 19 زعيماً عربيّاً أعمال القمة التي لم يحضرها سوى أمير قطر ورئيس موريتانيا ورئيس الدولة المضيفة بطبيعة الحال. وكان السبب الرئيسي خلف المقاطعة الانقسامات العربيّة على خلفيّة الأزمة السورية والخلافات اللبنانيّة الداخليّة وتدهور علاقات لبنان العربيّة. ولم تحقق القمة أي تقدم يُذكر على مستوى التنسيق الاقتصادي العربي - العربي.