العاهل الأردني لوالد الطيار: 30 غارة على تنظيم داعش شنتها الطائرات الأردنية

أكد أن الحرب على الإرهاب مستمرة «دفاعًا عن ديننا الحنيف ووطننا الغالي»

مظاهرة طلابية ضد «داعش» في العاصمة الأردنية عمان أمس(أ.ف.ب)
مظاهرة طلابية ضد «داعش» في العاصمة الأردنية عمان أمس(أ.ف.ب)
TT

العاهل الأردني لوالد الطيار: 30 غارة على تنظيم داعش شنتها الطائرات الأردنية

مظاهرة طلابية ضد «داعش» في العاصمة الأردنية عمان أمس(أ.ف.ب)
مظاهرة طلابية ضد «داعش» في العاصمة الأردنية عمان أمس(أ.ف.ب)

أبلغ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والد الطيار معاذ الكساسبة خلال زيارته بيت العزاء في بلدة عي بمحافظة الكرك جنوب الأردن أمس (الخميس) أن 30 غارة شنتها أسراب طائرات سلاح الجو الملكي الأردني على تنظيم داعش الإرهابي.
وقال الكساسبة في تصريحات صحيفة، إن سربًا من سلاح الجو الملكي شنّ هجومًا على مراكز ومقار تابعة للتنظيم الإرهابي.
وكان والد الطيار يتحدث أمام الملك في مقر ديوان عشائر الكساسبة، قبل أن تحلق الطائرات الحربية الأردنية في سماء لواء عي، مسقط رأس الشهيد، حيث قطع حديثه، وقال: «هذه الطائرات عادت للتو من الرقة السورية».
وزار الملك عبد الله الثاني أمس (الخميس) القيادة العامة للقوات المسلحة – الجيش العربي، حيث كان في استقباله رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن ورؤساء الهيئات في القيادة العامة.
وعرض الفريق أول الركن الزبن خلال الاجتماع تفاصيل الضربات الجوية التي قامت بها طائرات سلاح الجو الملكي الأردني لمواقع ومراكز التنظيم الإرهابي، إضافة إلى بحث عدد من الأمور التي تهم القوات المسلحة.
وعبر الملك عبد الله الثاني عن اعتزازه بالجهود الكبيرة التي تبذلها مختلف صنوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بالدفاع عن ثرى الأردن وأمنه واستقراره والحفاظ على مقدراته، معربًا عن ثقته العالية بالمستوى المتقدم والمتميز الذي وصلت إليه القوات المسلحة إعدادًا وتأهيلا وتدريبًا.
وكانت طائرات من سلاح الجو الملكي الأردني قامت بطلعات ظهر أول من أمس وضربت عددا من الأهداف العسكرية لتنظيم داعش وأشارت إلى أن هذه الطلعات استمرت أكثر من ثلاث ساعات، حيث أوقعت خسائر في الممتلكات والأرواح.
من ناحية اخرى أعرب العاهل الأردني عن تعازيه الحارة ومواساته لأسرة وذوي وعشيرة شهيد الوطن الطيار البطل معاذ الكساسبة.
وأكد الملك عبد الله الثاني، خلال زيارته أمس الخميس إلى بيت عزاء عشيرة الكساسبة في بلدة عي بمحافظة الكرك (140 كم جنوب عمان)، الذي أمّه الأردنيون من مختلف المحافظات الأردنية، أن الشهيد الكساسبة انضم إلى نخبة من شهداء رفاق السلاح، ممن قضوا في سبيل الدفاع عن الأردن العزيز ورسالة الإسلام والإنسانية.
كما أكد الملك عبد الله الثاني، لأسرة وعشيرة الكساسبة، أن «نشامى الجيش العربي المصطفوي يفخرون بالشهيد الطيار الكساسبة، الذي سيبقى اسمه محفورا بكل فخر في سفر الوطن وقلوب أبنائه»، مشددا على أن «الحرب على الإرهاب مستمرة دفاعا عن ديننا الحنيف ووطننا الغالي وشعبنا العزيز».
وأكد صافي الكساسبة، والد معاذ، وأسرته وذووه وعشيرته، أن زيارة قائد الوطن ومواساته لهم تجسد الوقفة الكبيرة والمقدرة له، وجميع أبناء الوطن، إلى جانبهم منذ اللحظة الأولى لسقوط طائرة الشهيد. ولفتوا إلى أنهم، كما الأردنيين جميعا، في خندق واحد وصف متماسك، ملتفين حول القيادة الهاشمية في كل ما فيه مصلحة الوطن وحمايته والذود عنه، وأن الشهيد الكساسبة، الذي اختار الانتساب إلى مؤسسة الجيش العربي نسرا مقاتلا في صفوفه، استشهد شامخا مظفرا في سبيل حمل رسالة دينه الحنيف والدفاع عن وطنه.
وقال والد الشهيد الكساسبة للملك إن كل أسرته «هي فداء للملك والوطن، وإن الغالي معاذ الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى شهيدا كان يقوم بواجبه في الدفاع عن الوطن والشعب الأردني في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف». وشدد على أن «الوطن أغلى من الجميع، وحمايته واجب على كل صغير وكبير خصوصا في زمن المحن». وأكد أن بقية أبنائه هم فداء للقائد والجيش العربي والوطن الطيب الذي أعطى الجميع ولم يبخل على أحد، لافتا إلى أنه على الجميع أيضا أن يعطوا للوطن ولا يبخلوا عليه بالغالي والرخيص.
وشدد على أن ابنه معاذ كان منذورا للوطن وحمايته في الشدائد والصعاب التي يمكن أن يتعرض لها الوطن.
وخلال زيارة الملك حلق سرب من طائرات «إف 16» فوق بيت العزاء لتقديم التحية لذوي الشهيد الكساسبة الذي كان قائدا لإحدى هذه الطائرات المحلقة. وقال صافي الكساسبة أثناء كلمة ألقاها أمام الملك إن هذه الطائرات قادمة من منطقة الرقة السورية بعد تنفيذها مهمة قصف أوكار عصابات تنظيم «داعش» الإرهابي. وقال مخاطبا الملك «قدرنا يا مولاي في هذا الوطن الكبير أن نجعل من أنفسنا وأبنائنا مشاريع شهادة جاهزين قابضين على الزند للذود عنه، وقدمنا كواكب الشهداء على تراب فلسطين وأسوار القدس، ابتداء من قيام الثورة العربية الكبرى، مرورا بنشأة وقيام الدولة الأردنية، إلى أن وصلت أسماء قافلة الشهداء إلى ابنكم النسر معاذ». وأكد أن «عزاء كل الأردنيين لك يا سيدي وللأسرة الهاشمية وللقوات المسلحة على اختلاف تشكيلاتها ومواقعها، وبالأخص منها سلاح الجو الملكي الأردني بجميع تشكيلاته».
وخاطب والد الشهيد الأردنيين «هذا الوطن أمانة في عنق كل واحد منكم، وابني معاذ هو واحد منكم، ولكم العهد منه وأبناء عمومته أن نكون جاهزين للذود عن هذا الوطن العزيز، وللبطل معاذ منكم أنتم الوفاء أن تبروا بالقسم بأن تسيروا جميعا على دربه، جندا لله ولرسوله وللإسلام وللقيادة الهاشمية المظفرة».
وأوضح مصدر أمني أردني أن هذه العملية التي أطلق عليها اسم «الشهيد معاذ» تمت وفاء «لشهيدنا البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبة»، وردا على العمل الإجرامي الجبان الذي نفذته «عصابة الغدر والطغيان ونال من جسد الشهيد الطهور».
وأشار بيان القوات المسلحة إلى أن هذه العملية تأتي «لاجتثاث هذا التنظيم الإرهابي، وقتل الشر في مكامنه»، مضيفا أن القوات المسلحة الأردنية تعهدت «بأن ينال البغاة جزاء فعلتهم الشنيعة، وليعلموا أن الحساب معهم ماض حتى القضاء عليهم ليأمن الأردنيون من طغيانهم وسيدفعون ثمن كل شعرة من جسد شهيدنا البطل».
وعبر عدد من أهالي وأقارب الطيار الشهيد عن تقديرهم الكبير لزيارة العاهل الأردني وتقديم واجب العزاء، وتأكيده على استمرار محاربة الإرهاب والثأر للطيار الشهيد. وقد قدم واجب العزاء بمعيته الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة، ومدير مكتب الملك، ومستشار الملك لشؤون العشائر، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
وتحول بيت العزاء الذي أمه وجهاء العشائر وأمناء الأحزاب والفعاليات الشعبية والرسمية الأردنية من كل حدب وصوب إلى مهرجان تهاني وولاء وانتماء ومبايعة للملك عبد الله الثاني، والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي في حربه ضد الإرهاب. وقال عدد من ممثلي العشائر والأحزاب الأردنية في كلماتهم إن الشهيد البطل معاذ الكساسبة وحدهم في أسره، وها هو يوحدهم في استشهاده صفا واحدا خلف القيادة الهاشمية التي يقودها الملك عبد الله الثاني بكل عزم واقتدار للقضاء على المنظمات الإرهابية في عقر دارها وجحورها للحفاظ على أمن الأردن وترابه الطهور.
وكانت الملكة رانيا العبد الله قد قدمت واجب العزاء خلال زيارة قامت بها إلى بلدة عي، وأعربت عن مواساتها لوالدة الشهيد البطل ولزوجته وإخوته، مؤكدة على أن الشهيد معاذ سيبقى في قلوب وذاكرة كل الأردنيين ابنا وأخا وبطلا قدم حياته فداء لوطنه ودينه.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.