تسوية محاضر صلح تجارية بـ3.7 مليار دولار في السعودية

وزير التجارة يؤكد جهود ترسيخ اتفاقات بدائل النزاعات وتحسين بيئة الاستثمار

TT
20

تسوية محاضر صلح تجارية بـ3.7 مليار دولار في السعودية

شدد الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة السعودي، على ضرورة اللجوء إلى بدائل تسوية المنازعات بشتى الوسائل، وفق التشريعات الممكنة التي أصدرتها المملكة مثل تنظيم المركز السعودي للتحكيم التجاري، مؤكداً أن انضمام بلاده إلى الاتفاقيات الدولية بغية تيسير التجارة.
من جانبه، كشف سليمان العليان، وكيل وزارة العدل المساعد لشؤون المحاكم والمشرف على مركز المصالحة، عن بلوغ وثائق الصلح الصادرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية نحو 53 ألف وثيقة، وأن المحاكم باشرت 75 ألف حكم تحكيم ومحضر صلح بإجمالي 7.6 مليار ريال (3.7 مليار دولار).
وقال القصبي، خلال مشاركته أول من أمس في ندوة افتراضية بعنوان «بدائل تسوية المنازعات التجارية: حلول فاعلة لعدالة ناجزة»، إن العالم يبحث عن لغة موحدة لحل الخلافات التعاقدية تحديداً بعد جائحة كورونا، وإن بدائل تسوية المنازعات هي الحل والوسيلة العالمية الأحدث.
من جهته، أوضح أسعد السيف، نائب وزير العدل السعودي، أن الوزارة تعمل حالياً على وضع قواعد من قبل محكمة الاستئناف تتركز في تعيين محكمين لينعكس على جودة القرارات، كاشفاً عن المضي نحو تنفيذ المبادرات لتمكين ودعم بدائل تسوية المنازعات.
وأبان السيف أن «المحاكم تسهم في تسهيل وتسريع تنفيذ أحكام التحكيم إلكترونياً، حيث تضمن اشتراط اللجوء إلى الوساطة والمصالحة في بعض المنازعات قبل النظر إلى الدعوى».
إلى ذلك، ذكر الدكتور حامد ميرة، الرئيس التنفيذي للمركز السعودي للتحكيم التجاري، لـ«الشرق الأوسط»، أن صناعة بدائل تسوية المنازعات في المملكة حظيت بدعم تشريعي وحكومي وقضائي جعلها تحقق تقدماً ملموساً في السنوات الأخيرة، مضيفاً: «تأتي هذه الحملة في تناغم وتكامل بين الجهات السيادية والحكومية ذات العلاقة، في صورة تعكس تجليات رؤية المملكة 2030 التي خلقت أهدافاً واضحة مشتركة لعموم الوطن وجميع القطاعات».
من جهة أخرى، بيّن عبد العزيز الدحيم، وكيل وزارة التجارة المساعد للسياسات والأنظمة، أن بدائل تسوية المنازعات تمثل قيمة مُضافة كبرى، مشيراً إلى أن بدائل تسوية المنازعات أقل كلفة من التقاضي، كونها تحافظ على مكتسبات مهمة لقطاعات الأعمال وتعزز استقرار العلاقات التجارية، وسرعة معالجة التحديات.
من ناحية أخرى، قال الدكتور جورج عفاكي، أستاذ مُحاضر في جامعة باريس، محكم دولي ومحامٍ أمام محكمة الاستئناف في باريس: «بسبب جائحة كورونا تضرر الكثير من تأخر تسوية المنازعات، ويمكن للتحكيم والوساطة اليوم تحقيق تطلعات الأطراف تجاه حل نزاعاتهم. وسيستمر استخدام الوسائل التقنية الحديثة في تسوية المنازعات حتى بعد زوال الجائحة، لأنها أقل كلفة وتمكن من المضي بشكل أنجح وأسرع».
وأضاف عفاكي أن التحكيم يشكل عملاً تكاملياً مع القضاء في تحقيق العدالة الناجزة، قائلاً: «أملي أن تتحقق أهداف رؤية المملكة ليس فقط على المستوى التشريعي، بل في نشر ثقافة بدائل تسوية المنازعات، وترسيخ حقيقة التحكيم الآمن في السعودية لدى العالم».


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
يوميات الشرق ديمتري كيركنتزس أمين عام المكتب الدولي للمعارض يتسلّم الملف من فهد الرويلي السفير السعودي لدى فرنسا (الهيئة الملكية للرياض) play-circle

السعودية تُسلِّم ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030»

سلّمت السعودية ملف تسجيل «الرياض إكسبو 2030» إلى المكتب الدولي للمعارض، الذي يُعدّ وثيقة متكاملة ترسم ملامح رؤيتها الطموح وخططها الشاملة لاستضافته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أكدت السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية شهدت تحولاً استراتيجياً في المجالات كافة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

أكدت السفيرة العراقية لدى الرياض صفية السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية تشهد تحولاً استراتيجياً يعكس رؤية قيادتي البلدين لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون في «آلات» و«لينوفو» يقومون ببدء عمليات البناء للمصنع الجديد في المنطقة اللوجستية (سيلز)

إنشاء مركز عالمي لتصنيع الحواسيب والخوادم تحت علامة «صُنع في السعودية»

يدخل قطاع التصنيع في المملكة مرحلة جديدة مع إنشاء شركتي «آلات» السعودية و«لينوفو» الصينية مركزاً للتصنيع في المنطقة الخاصة اللوجستية المتكاملة في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى شركة «معادن» السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «معادن» السعودية تقفز 82.05 % إلى 765 مليون دولار نهاية 2024

أعلنت التعدين العربية السعودية (معادن)، أكبر شركة تعدين ومعادن متعدّدة السلع في الشرق الأوسط، عن نتائجها المالية للربع الرابع وعام 2024 بأكمله.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
TT
20

التضخم في الصين يتحول إلى سلبي للمرة الأولى منذ 13 شهراً

الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)
الناس يسيرون في شارع سياحي مزدحم ببكين (إ.ب.أ)

انخفض معدل التضخم الاستهلاكي في الصين إلى ما دون الصفر للمرة الأولى منذ 13 شهراً، بسبب التوقيت المبكر لعطلة السنة القمرية الجديدة، ولكنها تذكير بالضغوط الانكماشية المستمرة في الاقتصاد.

وقال المكتب الوطني للإحصاء يوم الأحد، إن مؤشر أسعار المستهلك انخفض بنسبة 0.7 في المائة عن العام السابق، مقارنة بزيادة بنسبة 0.5 في المائة في الشهر السابق. وكان متوسط ​​توقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءهم «بلومبرغ» هو انخفاض بنسبة 0.4 في المائة.

وعلى أساس شهري، انخفضت الأسعار بنسبة 0.2 في المائة عن شهر يناير (كانون الثاني).

وفي الوقت الذي يتصارع فيه كثير من الدول الأخرى مع التضخم، يواجه صانعو السياسة في الصين انخفاض الأسعار، واحتمال تطورها إلى دوامة انكماشية من شأنها أن تسحب الاقتصاد إلى الأسفل. وقد شددت الحكومة على الحاجة إلى زيادة الطلب المحلي والإنفاق الاستهلاكي في تقرير سنوي الأسبوع الماضي، إلى مجلسها التشريعي الاحتفالي، المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنها أحجمت عن الكشف عن أي خطوات جديدة مثيرة لتعزيز الاقتصاد.

وجاء العام القمري الجديد، وهو الوقت الذي يرتفع فيه الإنفاق على السفر وتناول الطعام في الخارج والترفيه، في أواخر يناير هذا العام بدلاً من فبراير (شباط)، حيث إنه يعتمد على دورات القمر. وقد ساعد الإنفاق خلال العطلات في ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.5 في المائة في يناير، ولكنه انخفض بعد ذلك في الشهر الماضي مقارنة بالمستوى المرتفع الذي سجله في عام 2024.

وقال دونغ ليغوان، وهو خبير إحصائي في مكتب الإحصاء الحكومي، في تحليل مكتوب، إنه مع أخذ تأثير العطلة في الحسبان، ارتفع المؤشر بنسبة 0.1 في المائة الشهر الماضي.

ولا يزال هذا أقل بكثير من المستوى المثالي.

وتضمن التقرير السنوي للحكومة الأسبوع الماضي، هدفاً للتضخم بنسبة 2 في المائة لهذا العام، ولكن من المرجح أن يكون أقل بكثير من هذا الهدف. وكان مؤشر أسعار المستهلك ثابتاً في عام 2024، حيث ارتفع بنسبة 0.2 في المائة.

وقد تضيف الحرب التجارية المزدهرة مع الولايات المتحدة إلى الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين.

المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)
المشاركون يحملون لافتات أثناء انتظارهم المندوبين الذين يحضرون الجلسة العامة الثالثة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني (رويترز)

وقال دونغ إنه إلى جانب السنة القمرية الجديدة في وقت مبكر، أسهم عاملان آخران في انخفاض الأسعار في فبراير: أدى تحسن الطقس إلى تعزيز إنتاج المزارع، مما أدى إلى انخفاض أسعار الخضراوات الطازجة، كما كثفت شركات صناعة السيارات من العروض الترويجية في محاولة لزيادة المبيعات، مما أدى إلى انخفاض أسعار السيارات الجديدة.

وقال مكتب الإحصاء إن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يقيس أسعار الجملة للسلع، انخفض بنسبة 2.2 في المائة في فبراير. وقد انخفضت أسعار المنتجين بشكل أكثر حدة من أسعار المستهلكين، مما فرض ضغوطاً على الشركات لخفض العمالة والتكاليف الأخرى.