تسوية محاضر صلح تجارية بـ3.7 مليار دولار في السعودية

وزير التجارة يؤكد جهود ترسيخ اتفاقات بدائل النزاعات وتحسين بيئة الاستثمار

TT

تسوية محاضر صلح تجارية بـ3.7 مليار دولار في السعودية

شدد الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة السعودي، على ضرورة اللجوء إلى بدائل تسوية المنازعات بشتى الوسائل، وفق التشريعات الممكنة التي أصدرتها المملكة مثل تنظيم المركز السعودي للتحكيم التجاري، مؤكداً أن انضمام بلاده إلى الاتفاقيات الدولية بغية تيسير التجارة.
من جانبه، كشف سليمان العليان، وكيل وزارة العدل المساعد لشؤون المحاكم والمشرف على مركز المصالحة، عن بلوغ وثائق الصلح الصادرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية نحو 53 ألف وثيقة، وأن المحاكم باشرت 75 ألف حكم تحكيم ومحضر صلح بإجمالي 7.6 مليار ريال (3.7 مليار دولار).
وقال القصبي، خلال مشاركته أول من أمس في ندوة افتراضية بعنوان «بدائل تسوية المنازعات التجارية: حلول فاعلة لعدالة ناجزة»، إن العالم يبحث عن لغة موحدة لحل الخلافات التعاقدية تحديداً بعد جائحة كورونا، وإن بدائل تسوية المنازعات هي الحل والوسيلة العالمية الأحدث.
من جهته، أوضح أسعد السيف، نائب وزير العدل السعودي، أن الوزارة تعمل حالياً على وضع قواعد من قبل محكمة الاستئناف تتركز في تعيين محكمين لينعكس على جودة القرارات، كاشفاً عن المضي نحو تنفيذ المبادرات لتمكين ودعم بدائل تسوية المنازعات.
وأبان السيف أن «المحاكم تسهم في تسهيل وتسريع تنفيذ أحكام التحكيم إلكترونياً، حيث تضمن اشتراط اللجوء إلى الوساطة والمصالحة في بعض المنازعات قبل النظر إلى الدعوى».
إلى ذلك، ذكر الدكتور حامد ميرة، الرئيس التنفيذي للمركز السعودي للتحكيم التجاري، لـ«الشرق الأوسط»، أن صناعة بدائل تسوية المنازعات في المملكة حظيت بدعم تشريعي وحكومي وقضائي جعلها تحقق تقدماً ملموساً في السنوات الأخيرة، مضيفاً: «تأتي هذه الحملة في تناغم وتكامل بين الجهات السيادية والحكومية ذات العلاقة، في صورة تعكس تجليات رؤية المملكة 2030 التي خلقت أهدافاً واضحة مشتركة لعموم الوطن وجميع القطاعات».
من جهة أخرى، بيّن عبد العزيز الدحيم، وكيل وزارة التجارة المساعد للسياسات والأنظمة، أن بدائل تسوية المنازعات تمثل قيمة مُضافة كبرى، مشيراً إلى أن بدائل تسوية المنازعات أقل كلفة من التقاضي، كونها تحافظ على مكتسبات مهمة لقطاعات الأعمال وتعزز استقرار العلاقات التجارية، وسرعة معالجة التحديات.
من ناحية أخرى، قال الدكتور جورج عفاكي، أستاذ مُحاضر في جامعة باريس، محكم دولي ومحامٍ أمام محكمة الاستئناف في باريس: «بسبب جائحة كورونا تضرر الكثير من تأخر تسوية المنازعات، ويمكن للتحكيم والوساطة اليوم تحقيق تطلعات الأطراف تجاه حل نزاعاتهم. وسيستمر استخدام الوسائل التقنية الحديثة في تسوية المنازعات حتى بعد زوال الجائحة، لأنها أقل كلفة وتمكن من المضي بشكل أنجح وأسرع».
وأضاف عفاكي أن التحكيم يشكل عملاً تكاملياً مع القضاء في تحقيق العدالة الناجزة، قائلاً: «أملي أن تتحقق أهداف رؤية المملكة ليس فقط على المستوى التشريعي، بل في نشر ثقافة بدائل تسوية المنازعات، وترسيخ حقيقة التحكيم الآمن في السعودية لدى العالم».


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.