تبعات صحية واجتماعية خطيرة قد ترافق «كوفيد الطويل الأمد»

من عمليات التلقيح في مدريد أمس (رويترز)
من عمليات التلقيح في مدريد أمس (رويترز)
TT

تبعات صحية واجتماعية خطيرة قد ترافق «كوفيد الطويل الأمد»

من عمليات التلقيح في مدريد أمس (رويترز)
من عمليات التلقيح في مدريد أمس (رويترز)

قال خبراء صحة أوروبيون أمس الخميس إن آلافا من مرضى (كوفيد - 19) يعانون أعراضا خطيرة ومنهكة تستمر شهورا طويلة بعد أول نوبة من المرض مما يؤدي إلى تبعات اجتماعية وصحية واقتصادية كبيرة، حسب ما أورد تقرير لوكالة «رويترز».
وأضاف الخبراء لدى إصدارهم تقريرا إرشاديا تقوده منظمة الصحة العالمية عن الحالة، التي يُشار إليها غالبا باسم «كوفيد طويل الأمد» أو «متلازمة ما بعد كوفيد»، أن واحدا من كل عشرة مصابين بالمرض تقريبا يشعرون بالإعياء بعد مرور 12 أسبوعاً على إصابتهم بالعدوى ويعاني كثيرون أعراضا تستمر وقتا أطول من هذا بكثير.
وقال مارتن ماكي وهو أستاذ في المرصد الأوروبي للنظم والسياسات الصحية قاد إعداد التقرير: «إنها حالة يمكن أن تكون منهكة للغاية. يتحدث من يعانون منها عن مزيج متداخل متنوع من الأعراض... (مثل) آلام الصدر والعضلات والإرهاق وضيق التنفس... وتشويش بالمخ وأعراض أخرى كثيرة».
وقال هانس كلوغه المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا إن الإصابة بكوفيد طويل الأمد قد يترتب عليها «تبعات اجتماعية واقتصادية وصحية ومهنية خطيرة». وقال: «يجب الإنصات لمن يعانون من أعراض ما بعد كوفيد إذا أردنا فهم التبعات طويلة الأجل لـ(كوفيد - 19) والتعافي منه... هذه أولوية واضحة لمنظمة الصحة العالمية وينبغي أن تكون كذلك بالنسبة لكل هيئة صحية»، حسب ما أضاف تقرير «رويترز».
وفي جنيف، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الأمم المتحدة وشركاءها نبهوا أمس الخميس إلى الحاجة لمبلغ 1.6 مليار دولار لمواجهة حالة طوارئ عالمية مرتبطة بتأثير جائحة (كوفيد - 19) على إمدادات الأكسجين الضعيفة أصلاً. وفرض الوباء ضغوطا هائلة على الأنظمة الصحية في كل أنحاء العالم، خصوصاً في البلدان الفقيرة، حيث واجه الكثير من المستشفيات نقصاً في إمدادات الأكسجين. وقد أدى ذلك إلى وفيات كان من الممكن تفاديها، كما أجبر عائلات المرضى في المستشفيات على دفع مبالغ إضافية لضمان وصول الأكسجين لأحبائهم.
وقال برنامج «أكت - أكسيليريتور» الذي تقوده منظمة الصحة العالمية الخميس، إنه بصدد إطلاق فريق عمل «أكسجين إميرجنسي تاسكفورس» لمعالجة الأزمة المتزايدة.
وتشارك مجموعة كبيرة من المنظمات في هذا الفريق من بينها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والصندوق العالمي والبنك الدولي ومنظمة «سايف ذي تشلدرن».
وكان الإمداد العالمي بالأكسجين محصوراً قبل الوباء بمعالجة أمراض مثل الالتهاب الرئوي الذي يقتل نحو 2.5 مليون شخص سنويا. لكن (كوفيد - 19) أدى إلى تفاقم المشكلة.
ويحتاج ما يقدر بنصف مليون مريض بفيروس «كورونا» في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وحدها إلى 1.1 مليون قارورة من الأكسجين كل يوم، وفق بيان نشر الخميس.
وفي الوقت نفسه، أبلغ 25 بلداً معظمها في أفريقيا، عن ارتفاع الطلب على قوارير الأكسجين. وحدد فريق العمل أن ثمة حاجة إلى 90 مليون دولار على الفور لمواجهة التحديات الرئيسية في الحصول على الأكسجين وتوفيره في 20 بلدا بما فيها ملاوي ونيجيريا وأفغانستان. لكن الحاجات الإجمالية تقدر بحوالى 1.6 مليار دولار لهذا العام وحده من أجل تحقيق الاستقرار في إمدادات الأكسجين العالمية وضمان الوصول إليها.
في غضون ذلك، خفّضت بريطانيا الخميس مستوى التأهب ضد الفيروس درجة واحدة بعدما كان في ذروته، قائلة إن تراجع عدد الإصابات قلل من التهديد الذي تواجهه هيئة الخدمات الصحية الوطنية التابعة للدولة. وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية أن بريطانيا كانت منذ يناير (كانون الثاني) في أعلى مستوى من التأهب (5 درجات) وهو دليل على «وجود خطر يتمثل في انهيار النظم الصحية» والحاجة إلى تباعد اجتماعي «صارم جداً».
وخفض التأهب إلى المستوى 4، ما يشير إلى «مستوى مرتفع من انتقال العدوى» مع تباعد اجتماعي معزز.
وأوضح كبار المسؤولين الطبيين في المملكة المتحدة والمدير الطبي للهيئة أنهم وافقوا على هذه الخطوة لأن الإصابات كانت «تنخفض باستمرار» ما أدى إلى تراجع التهديد الذي تتعرض له الخدمات الصحية الوطنية.
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه يعتقد أن كل القيود المفروضة لمكافحة فيروس «كورونا» سيتم رفعها بحلول 21 يونيو (حزيران) إذ أدى نشر اللقاح إلى انخفاض حاد في عدد الإصابات وحالات دخول المستشفيات والوفيات.
وأعطت المملكة المتحدة جرعة أولى من اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» لأكثر من 18 مليون شخص.
وأبلغت البلاد الأربعاء عن تسجيل 9938 إصابة و442 وفاة. ومنذ بداية انتشار الوباء، سجلت البلاد أكثر من 4 ملايين إصابة وأكثر من 121 ألف وفاة.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
TT

الأمطار الغزيرة تقطع الكهرباء عن آلاف الأستراليين

شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)
شجرة سقطت جراء الأحوال الجوية السيئة في فايف دوك بسيدني (إ.ب.أ)

انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية اليوم (السبت) بعد أن جلب نظام ضغط منخفض رياحاً مدمرة وأمطاراً غزيرة، مما أثار تحذيرات من حدوث فيضانات، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت شركة الكهرباء «أوسجريد» على موقعها الإلكتروني صباح اليوم إن الكهرباء انقطعت عن نحو 28 ألف شخص في سيدني، عاصمة الولاية وأكبر مدينة في أستراليا، كما انقطعت الكهرباء عن 15 ألف شخص في مدينة نيوكاسل القريبة ومنطقة هانتر.

وكشف جهاز خدمات الطوارئ بالولاية على موقعه الإلكتروني أنه تلقى ألفين و825 اتصالاً طلباً للمساعدة منذ أمس (الجمعة)، معظمها يتعلق بأشجار متساقطة وممتلكات تضررت بسبب الرياح.

وذكرت هيئة الأرصاد الجوية في البلاد أن تحذيرات من الفيضانات والرياح المدمرة والأمطار الغزيرة صدرت في العديد من أجزاء الولاية، مضيفة أن من المحتمل أن تهب رياح تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة فوق المناطق الجبلية.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن هذه التحذيرات تأتي بعد أن تسببت العواصف في الأسبوع الماضي في سقوط الأشجار وخطوط الكهرباء وتركت 200 ألف شخص من دون كهرباء في نيو ساوث ويلز.