تركيا تتعقب نواب حزب مؤيد للأكراد بالتحقيقات ورفع الحصانة

إردوغان يتهم «حزب الشعوب الديمقراطي» بأنه الذراع السياسية لـ«حزب العمال الكردستاني» (إ.ب.أ)
إردوغان يتهم «حزب الشعوب الديمقراطي» بأنه الذراع السياسية لـ«حزب العمال الكردستاني» (إ.ب.أ)
TT

تركيا تتعقب نواب حزب مؤيد للأكراد بالتحقيقات ورفع الحصانة

إردوغان يتهم «حزب الشعوب الديمقراطي» بأنه الذراع السياسية لـ«حزب العمال الكردستاني» (إ.ب.أ)
إردوغان يتهم «حزب الشعوب الديمقراطي» بأنه الذراع السياسية لـ«حزب العمال الكردستاني» (إ.ب.أ)

بدأت السلطات التركية تحقيقات جديدة مع 5 نواب جدد من «حزب الشعوب الديمقراطي» المعارض المؤيد للأكراد، بينما بدأ البرلمان نظر طلبات لرفع الحصانة عن 33 آخرين لمحاكمتهم بتهم تتعلق بدعم الإرهاب. وقالت النيابة العامة بولاية وان (شرق تركيا)، في بيان أمس (الخميس)، إنها بدأت تحقيقاً مع بردان أوزتورك، نائب الحزب عن مدينة آغري، على خلفية تصريحات أدلى بها، كما بدأت تحقيقات في 8 يناير (كانون الثاني) الماضي مع النواب سزائي تمللي، ومعظم أورهان إيشيق، وطيب تمل، ومراد صاري صاتش، بسبب منشورات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ووُجهت إلى النواب الخمسة تهم «إهانة الجمهورية التركية حكومةً وشعباً ومؤسسات الدولة»، و«تحريض الشعب على العداء والكراهية».
وكانت السلطات التركية فتحت، الاثنين الماضي، تحقيقاً ضد النائبة، ديلان طاشدمير، بتهمة الانتماء لـ«تنظيم إرهابي مسلح»، في إشارة إلى «حزب العمال الكردستاني»، واتهام وزير الداخلية التركي سليمان صويلو لها بأنها سبق أن قامت بزيارة لمنطقة غارا في شمال العراق التي كان يحتجز بها الرهائن الأتراك الـ13. وأيدت محكمة الاستئناف العليا في أنقرة، الجمعة الماضي، حكماً صدر قبل سنتين بالحبس سنتين ونصف السنة ضد النائب الناشط الحقوقي البارز عمر فاروق جرجرلي أوغلو، بتهمة «الترويج لمنظمة إرهابية»، وبات حكم محكمة الاستئناف العليا واجب النفاذ، مما يعني أن المحكمة ستبلغ البرلمان به تمهيداً لإسقاط عضويته.
وتوسعت حملة التحقيقات والمحاكمات ضد نواب «حزب الشعوب الديمقراطي» عقب إعلان تركيا في 14 فبراير (شباط) الحالي مقتل 13 من الجنود وعناصر الشرطة والمخابرات كانوا محتجزين لدى «حزب العمال الكردستاني» رهائن في شمال العراق، ووجدت جثثهم في مغارة خلال عملية «مخلب النسر2» التي شنتها القوات التركية على منطقة غارا الجبلية في شمال العراق لإنقاذهم، واتهمت أنقرة «حزب العمال الكردستاني» بإعدامهم بإطلاق الرصاص على رؤوسهم وصدورهم.
في الوقت ذاته، بدأ البرلمان النظر في رفع الحصانة عن 33 نائباً من «حزب الشعوب الديمقراطي» يخضعون لتحقيقات. وقال رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، في تصريح أمس،، إنه «تم تقديم 33 طلباً برفع الحصانة النيابية إلى البرلمان الليلة قبل الماضية». وقالت النيابة العامة في أنقرة، الأسبوع الماضي، إنها ستقدم طلباً لرفع الحصانة البرلمانية عن 9 نواب من «حزب الشعوب الديمقراطي»، في إطار تحقيق حول المظاهرات العنيفة التي جرت في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 احتجاجاً على الحصار الذي فرضه تنظيم «داعش» الإرهابي على بلدة كوباني (عين العرب) السورية ذات الغالبية الكردية، حيث قتل خلال المظاهرات التي خرجت في جنوب شرقي البلاد واستهدفت الاحتجاج على موقف الحكومة والجيش التركيين، 37 شخصاً وأصيب العشرات. واتهمت النيابة العامة النواب التسعة الأعضاء في «اللجنة المركزية» لـ«حزب الشعوب الديمقراطي» بالتحريض على العنف والترويج لمنظمة إرهابية خلال تلك الاحتجاجات.
ويتهم الرئيس رجب طيب إردوغان «حزب الشعوب الديمقراطي»؛ ثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي والممثل بـ65 نائباً، بأنه الذراع السياسية لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف «منظمة إرهابية» في تركيا، لكن الحملة التي يتعرض لها تثير انتقادات من جانب أوروبا والولايات المتحدة ومنظمات حقوقية دولية، ترى أن الحزب يتعرض لقمع شديد من جانب الحكومة التركية لأهداف سياسية.
في سياق متصل، كشفت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، في تقرير لها، عن أن الحكومة التركية، طالبت موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بحجب منشورات الأكراد. وقالت الصحيفة إن تركيا، التي كانت تشن هجوماً عسكرياً دموياً ضد الأقلية الكردية في سوريا، طالبت «فيسبوك»، بحجب منشورات قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وأضافت: «حجب (فيسبوك)، وأسكت، الجماعة الكردية بناءً على طلب من الحكومة التركية في محاولة لحماية أعمالها في عام 2018»، لافتة إلى أنه «إذا لم يكن قد استسلم لمطالب تركيا، فكان سيواجه خسارة عشرات الملايين من المستخدمين فيها، لكن على الجانب الآخر، فإن إسكات الجماعة الكردية من شأنه أن يضيف إلى التصور القائل بأن (فيسبوك) غالباً ما ينحني لرغبات الحكومات الاستبدادية، وأنه يقدم أعماله على كل شيء آخر».
وأضافت: «كان الحل النهائي لـ(فيسبوك) هو الحظر الجغرافي أو منع المستخدمين في منطقة جغرافية بشكل انتقائي من مشاهدة محتوى معين، في حالة تصاعد التهديدات من المسؤولين الأتراك. وبعد 3 سنوات، لا يزال يتعذر على مستخدمي (فيسبوك) داخل تركيا مشاهدة صور وتحديثات (وحدات حماية الشعب) الكردية بشأن الهجمات الوحشية للجيش التركي على الأقلية الكردية في سوريا».
وقال متحدث باسم «فيسبوك»: «نسعى جاهدين للحفاظ على صوت أكبر عدد من الناس، ومع ذلك، هناك أوقات نقوم فيها بتقييد المحتوى بناءً على القانون المحلي حتى لو لم ينتهك معايير المجتمع الخاصة بنا، ولكن نكشف عن المحتوى الذي نحصره في تقارير الشفافية التي نصدرها مرتين سنوياً ويجري تقييمه من قبل خبراء مستقلين بشأن التزاماتنا الدولية في مجال حقوق الإنسان كل عامين».



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.