غوتيريش يمدد سنتين لعمل «محكمة الحريري»

خصص لها 25 مليون دولار تعويضاً عن نقص مساهمة لبنان

TT

غوتيريش يمدد سنتين لعمل «محكمة الحريري»

مدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التفويض الممنوح للمحكمة الخاصة بلبنان لمدة سنتين إضافيتين اعتباراً من الأول من مارس (آذار) 2021، أو إلى حين انتهاء القضيتين القائمتين أمامها إذا حصل ذلك قبل انتهاء هذه المدة.
واتخذ غوتيريش هذا القرار بعدما أبلغ أعضاء مجلس الأمن به وخصص 25 مليون دولار لتمويلها تعويضاً عن النقص في مساهمة لبنان. ولم يبدِ أعضاء مجلس الأمن أي اعتراض على هذه الخطوة الاستثنائية من غوتيريش.
وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام «مدّد ولاية المحكمة الخاصة بلبنان من 1 مارس (آذار) 2021 لفترة أخرى، مدتها سنتان، أو حتى الانتهاء من القضايا المعروضة على المحكمة الخاصة، أو إلى أن يحصل ذلك، أو حتى استنفاد الأموال المتاحة، إذا كان ذلك أقرب»، موضحاً أنه «في غضون فترة الولاية المشار إليها، البالغة عامين، يتوقع أن تقوم المحكمة الخاصة بلبنان بخفض نشاطاتها تدريجياً مع اكتمال العمل القضائي قبل انتهاء الدوائر المختلفة» من عملها.
ويتصل تفويض المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها بمحاكمة للمتهمين بتنفيذ هجوم 14 فبراير (شباط) 2005 في بيروت، الذي قتل فيه 22 شخصاً، بينهم الرئيس رفيق الحريري، وإصابة 226 آخرين. وبدأت المحاكمة الغيابية لـ4 أشخاص متهمين بارتكاب جريمة القتل في يناير (كانون الثاني) 2014. وفي 18 أغسطس (آب) 2020، أدانت المحكمة سليم جميل عياش بـ5 تهم تتعلق بالهجوم. وفي 11 ديسمبر (كانون الأول) 2020، تلقى عياش 5 أحكام متزامنة بالسجن مدى الحياة. وفي 13 يناير 2021، قدّم المدعي العام والدفاع والممثل القانوني للضحايا المشاركين إخطارات استئناف لا تزال جارية.
وتنظر المحكمة كذلك في الهجمات التي نُفذت في لبنان بين 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2004 و12 ديسمبر 2005 إذا كانت مرتبطة بهجوم 14 فبراير 2005 وكانت ذات طبيعة وخطورة مماثلة. وبدأت الإجراءات التمهيدية للمحاكمة في عام 2019 ضد عياش فيما يتعلق باغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي ومحاولة اغتيال الوزيرين السابقين مروان حمادة وإلياس المر.
وجدد غوتيريش التأكيد على «التزام الأمم المتحدة دعم المحكمة في جهودها الهادفة إلى وضع حد للإفلات من العقاب من أجل مقاضاة المسؤولين عن الجرائم المندرجة ضمن اختصاصها».
وعلقت رئيسة المحكمة، القاضية إيفانا هردليشكوفا: «أنا ممتنة للمجتمع الدولي على دعمه المتواصل لعمل المحكمة، فهذه رسالة عالمية قوية بأن الجرائم الإرهابية لن تمر بدون عقاب». وأضافت: «أنا ملتزمة بشدة مع زملائي في المحكمة بإنجاز ولاية المحكمة في الوقت المحدد وبتحقيق العدالة للمتضررين من خلال إجراءات عادلة وشفافة».
وطلبت هردليشكوفا تمديد الولاية لمدة سنتين كي يُتاح للمحكمة تخفيض نشاطاتها تدريجاً وإنهاء العمل القضائي القائم أمام الغرف المختلفة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.