«ورق ترشيح» للكشف عن الكائنات تحت سطح البحر

الدكتورة سيندي بيسي تحمل ورقة الترشيح
الدكتورة سيندي بيسي تحمل ورقة الترشيح
TT

«ورق ترشيح» للكشف عن الكائنات تحت سطح البحر

الدكتورة سيندي بيسي تحمل ورقة الترشيح
الدكتورة سيندي بيسي تحمل ورقة الترشيح

أظهرت دراسة جديدة أجرتها وكالة العلوم الوطنية الأسترالية في المياه الواقعة قبالة الساحل الأسترالي الغربي، أن تعويم نوع خاص من ورق الترشيح في مياه البحر يمكن أن يكشف عن أنواع الكائنات الموجودة في المنطقة.
ونجح الباحثون باستخدام هذا الورق المبتكر، في الكشف عن (الحمض النووي البيئي)، الذي تفرزه النباتات والحيوانات في البيئات المائية، بما يعطي تصوراً عن الأنواع الموجودة في البيئة.
وبدلاً من أخذ العينات من كائن بعينه، كما يحدث في الحمض النووي التقليدي، فإن مصطلح الحمض النووي البيئي أو ما يُعرف علمياً باسم (eDNA)، يشير إلى جمع عينات من البيئة (مثل مياه البحر) لاكتشاف أنواع الكائنات التي تعيش في المياه، وهو بديل إنساني للصيد بشِباك الجر، وأكثر أماناً من استخدام الغواصين، لاكتشاف الأنواع وتقييم التنوع البيولوجي.
وحتى الآن، فإن جمع الحمض النووي البيئي يستغرق وقتاً طويلاً، حيث يتم جمع المياه وترشيحها بفاعلية من خلال أغشية كبيرة، وهو أمر يتطلب مضخات ومعدات أخرى لتصفية العينات، ويستغرق ذلك وقتاً طويلاً ويتطلب معدات متخصصة، وغالباً ما تتطلب الدراسات البيئية التي تبحث في وفرة الأنواع أو توزيعها، عينات أكثر مما يمكن جمعه عملياً باستخدام طرق الترشيح الحالية.
ولكنّ أوراق الترشيح الجديدة التي ابتكرها الفريق الأسترالي، وتم الإعلان عن تفاصيلها أول من أمس في دورية «كومينيكيشن بيولوجي» تتجاوز هذه المشكلات، حيث يتم غمر هذه الأوراق المصنوعة من (النايلون المشحون إيجابياً وإستر السليلوز غير المشحون) في الماء.
وباستخدام آثار التمثيل الغذائي للأسماك التي تختلف من نوع لآخر، ويمكن أن تظهر علامات لها على ورق الترشيح، أظهر الباحثون أن طريقتهم الجديدة فعّالة في الكشف عن أنواع الأسماك، ويمكن أن تكون مفيدة في تقديم تقديرات للتنوع البيولوجي الكلي للأسماك.
وتقول الدكتورة سيندي بيسي، وهي عالمة بحرية تعمل بمنصة علوم مستقبل البيئة التابعة لوكالة العلوم الوطنية الأسترالية، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للوكالة بالتزامن مع نشر الدراسة: «طريقتنا الجديدة تعني أنه لم يعد من الضروري تصفية مياه البحر لجمع الحمض النووي البيئي، وتوفير الوقت والاستغناء عن التكنولوجيا التي يمكن أن يكون الوصول إليها في بعض الأماكن محدوداً، فضلاً عن حاجتها إلى الطاقة».


مقالات ذات صلة

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

يوميات الشرق وثائقي جديد عن المحيطات من إنتاج باراك أوباما وبصوته (نتفليكس)

من الخطابات الرئاسية إلى قراءة الوثائقيات... «محيطاتنا» بصوت باراك أوباما

يعرفه الجميع بوصفه الرئيس الأميركي الأسبق، لكنّ قلةً تعلم أن باراك أوباما دخل مجال الإنتاج التلفزيوني وبات يسجّل الوثائقيات بصوته، أحدث أعماله على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق الدلافين دائماً ما تفتح فمها بصورة تظهرها مبتسمة أثناء لعبها مع بعضها بعضاً (رويترز)

دراسة: الدلافين تبتسم لبعضها بعضاً «لتجنب سوء الفهم»

كشفت دراسة جديدة، عن أن الدلافين تبتسم لبعضها بعضاً أثناء اللعب لتجنب سوء الفهم.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد مجموعة من الأسماك بعد الصيد في إحدى الأسواق الوطنية (واس)

ارتفاع إنتاج الاستزراع السمكي بالسعودية إلى 140 ألف طن خلال 2023

ارتفع إنتاج مشروعات الاستزراع السمكي في المياه المالحة والمياه الداخلية بالسعودية إلى 56.4 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.