موجة ثانية من الوباء تستنفر الحكومة اليمنية... وتكتم حوثي

TT

موجة ثانية من الوباء تستنفر الحكومة اليمنية... وتكتم حوثي

فيما شهدت ثلاث محافظات ارتفاعاً واضحاً في معدلات الإصابة بفيروس كورونا، أمر وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح برفع جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية لمواجهة هذه الموجة الثانية. واتّهمت مصادر في صنعاء الحوثيين بالتكتم على أعداد الإصابات في مناطق سيطرتهم، ومنع إعلان أي أرقام عن الإصابات والوفيات في تكرار لموقفهم الذي اتخذوه في موجة انتشار الوباء الأولى، التي راح ضحيتها الآلاف وبلغت معدلات الإصابة وفق تقديرات أممية نحو مليون.
ووفق مصادر طبية في صنعاء تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن عشرات الإصابات سُجّلت وسط سكان المدينة في ظل غياب أي إجراءات احترازية، وأن عدداً آخر من المرضى فارقوا الحياة متأثرين بإصابتهم بهذا الفيروس، لكن القمع الذي يتعرضون له وأسرهم من الحوثيين جعلهم يخفون إصابتهم ويمتنعون عن الذهاب إلى المستشفيات، ويفضلون التواصل مع أصدقائهم من الأطباء لاقتراح الأدوية التي تخفف من أعراض الإصابة.
وذكرت المصادر أن وزير الصحة في الحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً، واصل منع المستشفيات ومكاتب الصحة من تقديم أي بيانات عن الإصابات، سواء للمنظمات الإغاثية أو وسائل الإعلام. كما لم يطلب الحوثيون من القطاع الصحي في مناطق سيطرتهم اتّخاذ أي إجراءات احترازية من الإصابة أو انتشار الفيروس، وانهمكوا في تنظيم اللقاءات لحشد مقاتلين لتعويض الخسائر الباهظة التي تعرضوا لها في جبهات محافظة مأرب.
وعلى خلاف ذلك، استنفرت وزارة الصحة في الحكومة الشرعية مكاتبها في مختلف المحافظات على بعد أيام من وصول أول دفعة من لقاح كورونا مطلع الشهر القادم. ووجّه وزير الصحة تعميماً لمديري مكاتب الصحة في المحافظات الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية، قال فيه: «إنه نظراً للتزايد الملحوظ في عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الأيام الماضية في عدد من المحافظات، يتم رفع الجاهزية في جميع المرافق الصحية ومراكز العزل». وشدد على «أهمية التوعية المجتمعية بضرورة الإجراءات الوقائية للعزل وكيفية الوقاية من الإصابة بالمرض، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار العدوى داخل المستشفيات والإدارات الطبية، وعزل الحالات المشتبهة عن باقي الحالات بمراكز العزل».
كما وجّه الوزير مكاتب الصحة «الإبلاغ بالحالات المؤكدة والتقصي الوبائي والاستجابة السريعة لمسح الحالات المخالطة، والتواصل المستمر مع عمليات وزارة الصحة بمستجدات الوضع الوبائي لـ(كوفيد - 19)، وتقييم وضع مراكز العزل والمختبرات المركزية ووحدات الـ(بي سي آر)».


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.