عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت ترفض «تسييس» قضيتهم

حزب «القوات» يطالب بـ«لجنة دولية لتقصي الحقائق»

TT

عائلات ضحايا انفجار مرفأ بيروت ترفض «تسييس» قضيتهم

تقدم حزب «القوات اللبنانية» بمذكرة إلى الأمم المتحدة طالب فيها بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي، في خطوة تساهم، كما يقول، في الوصول إلى المسؤولين الحقيقيين عن الانفجار، وسط انقسام بين أهالي الضحايا الذين يرفض كثير منهم تدخل الأحزاب.
ويؤكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب عماد واكيم لـ«الشرق الأوسط» أن ما قام به حزب «القوات اللبنانية» قانوني، موضحاً أن «المذكرة التي تقدم بها إلى الأمم المتحدة لا تتعلق بقضاء دولي أو محكمة دولية تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن الدولي بل طالب بلجنة تقصي حقائق تجمع المعلومات وتضعها في عهدة القضاء اللبناني»، مضيفاً أنه حسب الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات يعود القرار إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ويمكن أن يتشاور مع الدول الأعضاء الخمس الدائمين.
ويلفت واكيم إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد 5 أشهر من البحث عن الطريقة الفضلى لضمان الوصول إلى نتائج فعلية للتحقيقات في انفجار المرفأ، وأن حزب «القوات» تواصل في هذا الصدد مع عدد من الأحزاب، ومنها «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل»، معتبراً أن «مشاركة أحزاب أخرى كان ليشكل دعماً أكبر للخطوة»، متمنياً لو كانت الحكومة اللبنانية هي من تقدمت بمذكرة للأمم المتحدة.
وكان نواب في حزب «القوات اللبنانية» سلموا نائبة منسق الأمين العام للأمم المتحدة الخاص في لبنان، نجاة رشدي، عريضة تطالب الأمين العام أنطونيو غوتيريش بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية، وأوضح عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص أن النواب لمسوا من الأمم المتحدة تجاوباً، وأن رشدي كررت لهم تأكيد الأمم المتحدة على تحقيق حيادي مستقل شفاف يوصل للحقيقة بأسرع وقت.
الخطوة التي أقدم عليها حزب «القوات» لم تشارك فيها لجنة أهالي الضحايا التي تضم 90 عائلة، إذ ترفض اللجنة «تدخل أي حزب سياسي أو زعيم سياسي في قضية الضحايا»، حسب ما أكد المتحدث باسم اللجنة إبراهيم حطيط.
وأوضح حطيط لـ«الشرق الأوسط» أن بعض الأهالي ذهبوا منفردين إلى موضوع التحقيق الدولي، وكانوا مع مبادرة «القوات»، معتبراً أنه من حق هؤلاء أن يسلكوا الطريق التي يرونها مناسبة للوصول إلى الحقيقة في موضوع يتعلق بأبنائهم، إلا أن لجنة أهالي الضحايا «لا تزال تؤمن ببعض القضاة اللبنانيين النزيهين وتعول عليهم للوصول إلى الحقيقة في قضية تفجير المرفأ».
وشدد حطيط على أنه في حال لم يحسم القضاء اللبناني في هذه القضية ستكون خيارات الأهالي مفتوحة، وربما من ضمنها الذهاب إلى تحقيق دولي، مع التأكيد على رفض دخول أي حزب سياسي على الخط.
ويعلق النائب واكيم على الانقسام الحاصل في صفوف أهالي الضحايا، قائلاً إنه «لا أحد يحتكر الحديث باسم أهالي الضحايا» و«إن هناك عدداً كبيراً من هؤلاء يدعمون خطوة (القوات) ويؤيدونها، لأنهم يرون فيها أملاً بالوصول إلى الحقيقة، فضلاً عن وجود حزبيين من (القوات) بين ضحايا انفجار المرفأ»، لافتاً إلى أن ما يهم «القوات» ألا يضيع حق الضحايا وألا يتم التعامل مع الجريمة بطريقة غير جدية.
وكانت «لجنة أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت» اعتبرت أمس في بيان لها أنها تتعرض لهجمة «شنتها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عبر اتهام الناطق الرسمي باسمها بالتبعية لجهة سياسية معينة»، ولفتت اللجنة في بيان لها إلى أنها تضم عوائل من كل الطوائف اللبنانية، وكلهم على المبدأ نفسه يرفضون تسييس قضيتهم الوطنية والإنسانية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.