هل تنجح السلطة الجديدة في توحيد المؤسسات الليبية؟

الميليشيات والمركزية والتمسك بالمناصب من أبرز العراقيل التي ستواجهها

رئيس الوزراء المكلف عبد الحميد دبيبة (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المكلف عبد الحميد دبيبة (إ.ب.أ)
TT
20

هل تنجح السلطة الجديدة في توحيد المؤسسات الليبية؟

رئيس الوزراء المكلف عبد الحميد دبيبة (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء المكلف عبد الحميد دبيبة (إ.ب.أ)

رغم تعهد السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا بالعمل على توحيد المؤسسات المتنازعة، وإنهاء الانقسام الذي يضرب البلاد منذ عشرة أعوام، فإن بعض السياسيين والمحللين يشككون في مدى قدرتها على تحقيق ذلك، بسبب وجود عدة عراقيل، من بينها «المركزية» و«رغبة بعضهم في الاستحواذ على المناصب والبقاء فيها».
ورأى عبد السلام البدري، نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات بالحكومة الليبية المؤقتة بشرق ليبيا، أن «المركزية قد تكون في مقدمة هذه العراقيل، خاصة إذا تم الإصرار على تطبيقها في المجالات التي تقدم الخدمات». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «قطاعات حيوية، مثل البنوك والإسكان والنقل والتجارة، يُفضل فيها نظام اللامركزية، لأن اتساع جغرافية البلاد تؤدي إلى ضعف الخدمة المقدمة للمواطنين تدريجياً من المركز للفروع»، معتبراً أن «مركزية القرار الإداري والاقتصادي المتبعة في عهد النظام السابق كانت من أبرز العوامل التي أدت إلى تنامي الفساد الإداري والمالي بالبلاد، حتى في السنوات التي أعقبت سقوطه في 2011».
وأشار البدري كذلك إلى وجود عقبة أخرى ستواجه رئيس الوزراء المكلف عبد الحميد دبيبة، تتمثل في «وجود جيش من العمالة الحكومية بشرق البلاد وغربها، بشكل يفوق احتياج الجهاز الإداري والخدمي للدولة، فضلاً عن وجود ما يقرب من 4 ملايين ليبي في سن العمل، دون توافر أماكن شغل لاستيعابهم».
ورأى أن هذه الإشكاليات «لا يمكن لدبيبة، أو أي رئيس وزراء آخر، النجاح في مواجهتها إلا بالعمل على تنظيم الاقتصاد الليبي، بداية من السياسات النقدية ومحاربة الانحرافات ومعالجة الدين الداخلي».
وفيما يتعلق بالقطاع الصحي والتعليمي، دعا البدري إلى توحيد المناهج في عموم البلاد، مع العمل على تطويرها، وتطوير الخدمات العلاجية التي تقدمها الدولة للمواطنين، والتوسع المقنن في إشراك القطاع الخاص في مجال الصحة.
ومن جانبه، حذر المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان من مغبة أن تتم عملية توحيد المؤسسات الليبية بطريقة «تؤدي إلى إضعاف الشرق الليبي، وهو المفهوم الذي تروج له قيادات تيار الإسلام السياسي المتمركزة بغرب البلاد»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مفهوم توحيد المؤسسات لدى بعضهم يركز بشكل رئيسي على فكرة إنهاء عمل الوزارات والإدارات والمصالح التي كانت قائمة في شرق ليبيا طيلة السنوات الماضية، بصفتها كيانات منشقة عن طرابلس».
وأضاف أن «هناك تخوفاً كبيراً من عدم معاملة شرق البلاد بشكل منصف، أو توقف مخصصات المؤسسات هناك. وأغلب قيادات تيار الإسلام السياسي، والغرب عموماً، يتعاملون مع الصلاحيات والميزانيات بشكل استحواذي بالغ، لأنهم يعدون أنفسهم أصحاب الحق الشرعي في السلطة والثروة، وبالتالي فهم غير مجبرين على تقاسمها مع أي طرف آخر».
وفي السياق ذاته، عد عضو مجلس البرلمان الليبي عمر تنتوش أن «تمسك المسؤولين بمناصبهم قد يكون أحد العقبات الرئيسية في طريق توحيد المؤسسات»، مشيراً إلى أن «بعضهم قد يعترض أو يعرقل العملية، كونه مستفيداً من وضعية الانقسام الراهن».
وقلل تنتوش، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، من مخاوف حدوث تمييز وظيفي على أي أساس جهوي أو سياسي إذا ما تم التوحيد، وقال بهذا الخصوص: «القائمون على الحكومة الجديدة لديهم إدراك ووعي كبير، وبالتالي فإن أي قرارات ستتخذ بعد حصولها على نيل الثقة من مجلس النواب ستكون داعمة لإطار المصالحة ونبذ الكراهية».
وأضاف تنتوش موضحاً أن «هواجس الاستحواذ والإقصاء ليست سوى حديث لدعاة التقسيم والمشككين بقدرة الليبيين، ورغبتهم في المصالحة. وفي النهاية، سيكون لكل مؤسسة مجلس إدارة أو جمعية عمومية تراقب أداءها». وأيد تنتوش كذلك «عدم تطبيق المركزية في قطاع الخدمات، كالحكم المحلي والبلديات، مع العمل على تشجيع استقلالها فيما تحصل عليه من ميزانيات ومخصصات للتنمية. أما المؤسسات السيادية، كالمصرف المركزي، فلديها مجلس إدارة مشكل من أعضاء عدة يمثلون أقاليم ومدن ليبيا كافة».
وبدوره، سلط المحلل السياسي الليبي رئيس «مجموعة العمل الوطني» خالد الترجمان الضوء على دور الميليشيات المسلحة المنتشرة في غرب البلاد، ورأى أنها «قد تعوق فعلياً إتمام عملية توحيد المؤسسات، بحكم سيطرتها على بعضها، وسعيها للاستمرار في مواقع نفوذها، دون مزاحمة أطراف جديدة».
وفي حين رأى أنه «لا توجد مشكلات بشرق ليبيا تتعلق بتوحيد المؤسسات، في ظل استعدادات تجرى لتسليم السلطة»، فإنه قال: «لا أحد يعلم ماذا يدور بالغرب الليبي»، دون أن يستبعد عند إتمام عملية توحيد المؤسسات تعرض صغار الموظفين لـ«عمليات تمييز أو إقصاء جراء استغلال بعضهم لموقعه، وميله لفرض تصنيفات سياسية وجهوية على هذه الفئة الضعيفة»، وتابع: «كبار الموظفين من مستشارين ووزراء سيعملون على توفيق أوضاعهم بأي سلطة تضمن استمرار رواتبهم، أو سيلحقون بأسرهم التي تقيم منذ فترة طويلة خارج ليبيا، نظراً لما يحظون به من مستوى مادي جيد».



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.