لأول مرة... إجراء عملية زراعة قلب متوقف بعد إعادته للحياة

عمليات زراعة القلب كانت تتم في السابق باستخدام قلوب أشخاص ماتوا دماغياً ولكن قلوبهم لا تزال تنبض (رويترز)
عمليات زراعة القلب كانت تتم في السابق باستخدام قلوب أشخاص ماتوا دماغياً ولكن قلوبهم لا تزال تنبض (رويترز)
TT

لأول مرة... إجراء عملية زراعة قلب متوقف بعد إعادته للحياة

عمليات زراعة القلب كانت تتم في السابق باستخدام قلوب أشخاص ماتوا دماغياً ولكن قلوبهم لا تزال تنبض (رويترز)
عمليات زراعة القلب كانت تتم في السابق باستخدام قلوب أشخاص ماتوا دماغياً ولكن قلوبهم لا تزال تنبض (رويترز)

تمكن أطباء بريطانيون من القيام باختراق طبي هو الأول من نوعه في العالم، بعد إجراء 6 عمليات زرع قلب ناجحة باستخدام قلب متوقف أعيد للحياة بفضل تقنية جديدة متطورة.
وبحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد تم إجراء العمليات على 6 شبان بريطانيين، تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، بمساعدة آلة تسمى «نظام رعاية الأعضاء (OCS)» تقوم بإعادة النبض إلى القلوب المتوقفة.
فبعد وفاة المتبرع، يتم سحب قلبه ووضعه على آلة الـOCS، حيث يتم الاحتفاظ به دافئاً ويتم ضخ 1.5 لتر من الدم إلى القلب مع إمداده بالعناصر الغذائية اللازمة.
ويمكن للأطباء أيضاً تسريع معدل ضربات القلب عن طريق التحكم عن بعد إذا لزم الأمر.
وفي السابق، كانت عمليات زراعة القلب تتم باستخدام قلوب أشخاص ماتوا دماغياً ولكن قلوبهم لا تزال تنبض. وفي المتوسط، كان يتعين على الأطفال الانتظار مرتين ونصف أطول من البالغين حتى يتمكنوا من الحصول على القلب الذي سيتم زراعته لهم.
لكن التقنية الجديدة لا تسمح باستخدام المزيد من القلوب فحسب، بل تتيح أيضاً نقلها لمسافات أبعد وتمنح الجراحين والممرضات مزيداً من الوقت لإجراء العمليات بشكل أفضل، وفقاً لما ذكره مطورو التقنية، المنتمون لمستشفى رويال بأبوورث ومستشفى غريت أورموند ستريت.
وقالت فريا هيدنغتون، وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، تم إنقاذ حياتها باستخدام هذه التكنولوجيا الرائدة: «أنا محظوظة للغاية لأنني حصلت على فرصة ثانية للحياة».
وتم تشخيص حالة فريا على أنها «اعتلال عضلة القلب المقيد» قبل إجراء العملية لها في فبراير (شباط) الماضي.
وقالت فريا: «قبل عملية الزرع، كنت أشعر بضيق شديد في التنفس، وأفقد الوعي كثيراً، ولا أستطيع صعود الدرج. وبالكاد كان يمكنني المشي لمسافات بسيطة».
وأضافت: «في البداية، قيل لأبي وأمي أن يتوقعوا الانتظار لمدة تصل إلى عامين لإجراء عملية زرع قلب لي، ولكن بعد ثمانية أسابيع تلقوا مكالمة من الأطباء يخبروهم بأمر التقنية الجديدة التي مكنتني من الحصول على القلب الجديد بشكل سريع».
وتابعت فريا: «الآن يمكنني الخروج بحرية، لم أعد أفقد وعيي، ولم أعد ألهث ويمكنني المشي لمسافات أطول».
وفريا هي ثاني طفلة يتم إنقاذ حياتها باستخدام هذه التقنية الجديدة. أما الطفلة الأولى فهي آنا هادلي، البالغة من العمر الآن 16 عاماً، والتي كانت قد انتظرت ما يقرب من عامين لإجراء عملية زرع قلب لها بعد أن تم تشخيصها أيضاً بـ«اعتلال عضلة القلب المقيد».
وقالت آنا: «بعد أسبوعين من إجراء العملية كنت ألعب الهوكي وأمارس حياتي بشكل طبيعي. لا يوجد شيء لا أستطيع فعله الآن».
وقال ماريوس بيرمان، استشاري جراحة زراعة القلب في مستشفى رويال بابوورث: «لقد كان جهداً جماعياً مذهلاً ساهم فيه عدد كبير من الأشخاص، ابتداءً بالمتبرعين وعائلاتهم، مروراً بالممرضات والأطباء والجراحين».
ومن جهته، قال جاكوب سيموندس، استشاري أمراض القلب في مستشفى غريت أورموند ستريت: «هذه التقنية زادت من فرص التبرع بالقلب، وستساهم في زيادة عدد عمليات الزرع التي ستجرى للمرضى المؤهلين الذين يزيد وزنهم عن 20 كيلوغراماً».
وتابع: «إنها تغير قواعد اللعبة والعمل جار بالفعل لجعل التقنية مناسبة لمرضانا الأصغر والأصغر بكثير».
إلا أن الأطباء أكدوا أن الأمر يعتمد برمته على عدد الأشخاص الذين ينوون التبرع بأعضائهم وأعضاء عائلاتهم من أجل إنقاذ غيرهم.


مقالات ذات صلة

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
عالم الاعمال «فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

«فقيه» تختتم أعمال مؤتمرها الثالث باتفاقيات نوعية لمشروعات واعدة

اختتمت مجموعة «فقيه» للرعاية الصحية، الأربعاء، أعمال مؤتمرها السنوي الثالث، الذي عقد بمشاركة نخبة من الخبراء السعوديين والدوليين المتخصصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك النوم خلال اليوم قد يشير إلى أنك معرّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف (أرشيفية - رويترز)

النوم خلال اليوم قد يشير إلى ارتفاع خطر إصابتك بالخرف

إذا وجدت نفسك تشعر بالنعاس خلال اليوم، أثناء أداء أنشطتك اليومية، فقد يشير ذلك إلى أنك معرَّض لخطر أكبر للإصابة بالخرف، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جانب من «مؤتمر الطبّ التجميلي» الذي استضافته الرياض (الشرق الأوسط)

جراحات التجميل للرجال في السعودية... إقبالٌ لافت لغايات صحّية

احتلّت السعودية عام 2023 المركز الثاني عربياً في عدد اختصاصيي التجميل، والـ29 عالمياً، في حين بلغ حجم قطاع الطبّ التجميلي فيها أكثر من 5 مليارات دولار.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)

للمرة الأولى منذ حريق 2019... أجراس كاتدرائية «نوتردام» في باريس تُقرع مجدداً (صور)

أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)
أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)
TT

للمرة الأولى منذ حريق 2019... أجراس كاتدرائية «نوتردام» في باريس تُقرع مجدداً (صور)

أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)
أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)

دقت الأجراس الثمانية لبرج الجرس الشمالي لكاتدرائية نوتردام في باريس، التي تستعد لإعادة فتحها في 7 ديسمبر (كانون الأول)، اليوم (الجمعة)، بعد أكثر من خمس سنوات على الحريق الذي أتى على أجزاء واسعة من الكاتدرائية.

أعمال الترميم تستمر في كاتدرائية نوتردام التي دمرها حريق عام 2019 قبل شهر واحد من إعادة افتتاحها (رويترز)

وقبيل الساعة 10:30 صباحاً (09:30 ت.غ)، دقت الأجراس واحداً تلو الآخر، إثر تشغيلها بواسطة محركات، لتقرع معاً بصورة متناغمة، وفق ما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال فيليب جوست، رئيس المؤسسة العامة المسؤولة عن ترميم الكاتدرائية، الذي كان حاضراً للمناسبة: «إنها خطوة جميلة ومهمة ورمزية».

وشدد على أن «هذه أول مرة (تقرع) كل الأجراس معاً» منذ حريق أبريل (نيسان) 2019، وذلك قبل أقل من شهر من إعادة فتح الكاتدرائية.

أجراس تظهر أمام كاتدرائية نوتردام في باريس قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)

وقال ألكسندر غوجون، من شركة «غوجون»، وهو مدير مشروع إعادة تجهيز الأجراس، إن «كل شيء ليس مثالياً بعدُ. سنحل هذه المشكلة بشكل مثالي ولكن هذه المحاولة الأولى كانت ناجحة»، متحدثاً عن «نتيجة عظيمة» للتجربة. وكانت تجارب أجريت لكل جرس على حدة، الخميس.

تمثل هذه المحطة خطوة إضافية على طريق إحياء كاتدرائية نوتردام، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي من أكبر الكاتدرائيات في الغرب، ومن أكثر المعالم استقطاباً للزوار في أوروبا.

طوني استانجيه رئيس دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 يقرع الجرس الذي قرعه الفائزون بالميداليات الأولمبية قبل تركيبه بكاتدرائية نوتردام (أ.ب)

وخلال حريق 15 أبريل 2019، وصلت النيران إلى جزء من برج الجرس الشمالي للمبنى، الذي كان لا بد من ترميمه.

وفي يوليو (حزيران) 2023، تولت «مجموعة شكّلتها 5 شركات» متخصصة «نزع أجراس البرج الشمالي الثمانية، وهي: غابريال (4162 كيلوغراماً)، وآن جنفييف (3477 كيلوغراماً)، ودوني (2502 كيلوغرام)، ومارسيل (1925 كيلوغراماً)، وإتيان (1494 كيلوغراماً)، وبنوا جوزيف (1309 كيلوغرامات)، وموريس (1101 كيلوغرام)، وجان ماري (782 كيلوغراماً)»، وفقاً «لوكالة الصحافة الفرنسية».

الأجراس التي سيتم تعليقها على كاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

وأوضحت أن الهدف من نزعها كان «إتاحة ترميم برج الجرس الشمالي» المخصص «لدعم وزنها وحركتها» و«لامتصاص اهتزازاتها كي لا تتسبب بتداعيات على البناء».

أجراس جديدة من المقرر وضعها بكاتدرائية نوتردام في باريس (أ.ف.ب)

إلى ذلك، كشف فيليب جوست، الجمعة، عن أنّ «فنانين كباراً يتمتعون بشهرة عالمية» سيشاركون في مراسم إعادة فتح كاتدرائية نوتردام في السابع من الشهر المقبل.

لكن رئيس المؤسسة العامة المسؤولة عن ترميم الكاتدرائية لم يسمّ أيّاً من الفنانين المتوقع حضورهم، ولم يؤكد الأنباء عن توجه عضو فريق البيتلز السابق بول مكارتني للمشاركة في الحدث، وهو احتمال أوردته مقالات صحافية عدة في الأسابيع الأخيرة.

عناصر من الشرطة يرافقون وصول الجرس الذي تبرعت به اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس إلى كاتدرائية نوتردام (إ.ب.أ)

وقال جوست عبر إذاعة «أر تي إل» الفرنسية: «سيحضر فنانون جيدون جداً، وفنانون كبار يتمتعون بشهرة عالمية، وهذا ما تستحقه الكاتدرائية»، لكنه أكد أن التفاصيل في هذا الشأن ستُكشف «عندما يحين الوقت».