«الصحة العالمية» تحذر من التراخي أمام تراجع الجائحة

انخفاض الإصابات والوفيات للأسبوع السادس عالمياً

TT

«الصحة العالمية» تحذر من التراخي أمام تراجع الجائحة

منذ بداية جائحة «كوفيد - 19» حتى مطالع العام الحالي لم يتوقَّف عداد الإصابات الجديدة والوفيات في العالم عن الارتفاع. فأرقام الإصابات والوفيات في أبريل (نيسان)، من العام الماضي، زادت بنسبة 23 في المائة عن أرقام مارس (آذار)، بداية انتشار الوباء. وإصابات فصل الصيف كادت تمثل ضعف إصابات الربيع، فيما حطمت أعداد الشتاء كل الأرقام القياسية السابقة.
لكن البيانات الأخيرة المتوفرة لدى «منظمة الصحة العالمية» تفيد بأن عدد الإصابات العالمية الجديدة يتراجع للأسبوع السادس على التوالي، فيما يتراجع عدد الوفيات أيضاً منذ مطلع أواخر الشهر الماضي. وإذ يقول خبراء المنظمة إن هذه البيانات تؤكد فعالية التدابير البسيطة للوقاية والاحتواء، وتؤشر إلى انحسار واضح للعاصفة الوبائية، يحذرون من مغبة الإسراع إلى التراخي وتخفيف القيود، لأن التطورات السابقة بيَّنت أن التراجع في سريان الوباء لم يكن قَطّ نهائياً، وأن كل موجة انحسار للفيروس أعقبتها موجة انتشار أسرع، ويؤكدون أن هذا ما سيحصل عند أي تخفيف لتدابير الوقاية.
ويقول دانييل لوبيز المدير السابق لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة: «إذا تناولنا أرقام تقلبات سريان الفيروس في جميع بلدان العالم، نلاحظ أن الارتفاع في بعض المناطق يتزامن مع انخفاض في مناطق أخرى، بحيث يتعادل الاتجاهان ويستقر الرسم البياني على اتجاه أفقي، وبالتالي يصعب التأكيد الآن أننا أمام موجة انخفاض أو ارتفاع على الصعيد العالمي، لأن هذه التقلبات ما زالت نتيجة التدابير التي يتخذها كل بلد، ولا يمكن إسقاطها على نطاق أوسع».
لكن خبراء «منظمة الصحة» يؤكدون أن المعدل العالمي العام يواصل منحاه التراجعي منذ الرابع من الشهر الماضي، حيث بلغ عدد الإصابات الأسبوعية 5 ملايين، ليتراجع باطراد إلى 2.7 مليون، منتصف الشهر الحالي، ويقولون إن كل المؤشرات تدل على أنه سيواصل الانخفاض في الأسابيع المقبلة. كما أن عدد الوفيات الأسبوعية الذي بلغ ذروته في أبريل (نيسان) من العام الماضي، وبقي مستقراً تقريباً حتى أكتوبر (تشرين الأول)، قبل أن يرتفع بقوة في بلدان الشمال مع حلول فصل الشتاء إلى أن بلغ ذروته عند 98 ألف حالة، نهاية العام الماضي، ليبدأ منحاه التراجعي حيث وصل إلى 82 ألف حالة، منتصف الشهر الحالي.
ويعود هذا التراجع في أعداد الإصابات الحديدة والوفيات، برأي خبراء المنظمة، إلى عدة أسباب. أولاً: المصدر الأساسي الذي تعتمد عليه المنظمة لتجميع هذه البيانات هي البلدان التي تجري أكبر عدد من الفحوصات، ولا يُعرف الكثير عن السريان الحقيقي للفيروس في مناطق عديدة من العالم، خصوصاً في القارة الأفريقية. ثانيا: البيانات تحصي الإصابات المؤكدة وليس الفعلية التي يُجمِع الخبراء على أنها أكثر حتى في البلدان المتطورة. وثالثاً: سريان الفيروس يتراجع منذ نهاية عطلة رأس السنة الماضية في البلدان التي تملك قدرة عالية على إجراء الفحوصات، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويقول ألفيس غارسيا، أستاذ الوبائيات في جامعة هارفارد، إن انخفاض عدد الإصابات الجديدة في بريطانيا والولايات المتحدة هو العامل الرئيسي في انخفاض المعدل العالمي. لكنه يستبعد أن يكون سبب انخفاض عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض البلدان الأوروبية حملات التلقيح، ويقول إن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن تأثير هذه الحملات.
ويقول أنطوني تروجيو أستاذ الصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز والمستشار لدى «منظمة الصحة العالمية»: «كنا نتوقع ارتفاع عدد الإصابات في بلدان الشمال، مع مجيء فصل الشتاء، ليس فقط لأنه خلال هذا الفصل من العام يزداد عدد التجمعات داخل الأماكن المغلقة، بل أيضاً بسبب من طبيعة الفيروس والقرائن التي تجمعت عنه لدينا منذ العام الماضي». وعن الانخفاض الملحوظ الذي طرأ على عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة يقول تروجيو إن ظهور الطفرات والسلالات الجديدة دفع الأميركيين إلى الالتزام أكثر بتدابير الوقاية، مثل الكمامات والتباعد الاجتماعي، خاصة بعد الارتفاع الكبير في عدد الإصابات والوفيات أواخر الخريف ومطالع الشتاء.
يُضاف إلى ذلك تأثير عامل المناعة التي بدأ يكتسبها السكان والتغيير السياسي نحو التركيز أكثر على مكافحة الفيروس.
وتحذر «منظمة الصحة» من الإسراع في تخفيف تدابير الوقاية ينطوي على خطورة كبيرة لأن المنحى الوبائي يمكن أن يغير اتجاهه في أي لحظة، خاصة مع ظهور الطفرات والسلالات الجديدة، ويعود الوباء إلى الانتشار بمزيد من السرعة والقسوة. وشدد مدير عام المنظمة، تادروس ادحانوم غيبريسوس، على ضرورة اغتنام هذا التراجع في انتشار الوباء لتعزيز النظم الصحية والاستعداد بشكل أفضل للموجات التالية، ودعا إلى الإبقاء على تدابير الوقاية الشديدة لأطول فترة ممكنة، لتأخير الارتفاع المحتمل. ويقول مايك رايان مدير قسم الطوارئ في المنظمة: «بقدر ما يتأخر وصول الموجة الرابعة يزداد عدد الذين يكونون قد تلقوا اللقاح بين الفئات الضعيفة، ما يؤدي بدوره إلى انخفاض كبير في عدد الوفيات».
لكن ينبّه رايان إلى أن هذا من الصعب أن يحصل في الوقت المناسب في البلدان النامية الفقيرة ومتوسطة الدخل. وإذ يذكّر بالشعار الذي أطلقته المنظمة العام الماضي بأنه «لن يكون أحد في مأمن من الوباء إلى أن يكون الجميع في مأمن منه»، يقول إنه مهما بلغت نسبة الملقَّحين في بلد أو منطقة ما، واستمر الفيروس بالانتشار في بلدان أو مناطق أخرى، فستزداد احتمالات التحور التي قد تزيد من خطورة الفيروس أو تهدد المناعة المكتسبة بفضل الإصابات أو اللقاحات. ويرجح رايان ألا تكون الموجات الوبائية المقبلة قاسية كالسابقة في البلدان المتطورة، لكنه يحذر من أن فعالية اللقاحات قد تتأثر جراء الطفرات والسلالات الجديدة، ويشدد على أهمية توزيع اللقاحات بأسرع وقت ممكن على جميع بلدان العالم، وتحسين القدرات على إجراء التحاليل الوراثية التي تساعد على معرفة اتجاهات التحور الفيروسي.



أستراليا تبدأ تطبيق حظر استخدام المراهقين للشبكات الاجتماعية

حسابات تُحذف وآلاف المراهقين يودّعون وسائل التواصل (أ.ف.ب)
حسابات تُحذف وآلاف المراهقين يودّعون وسائل التواصل (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تبدأ تطبيق حظر استخدام المراهقين للشبكات الاجتماعية

حسابات تُحذف وآلاف المراهقين يودّعون وسائل التواصل (أ.ف.ب)
حسابات تُحذف وآلاف المراهقين يودّعون وسائل التواصل (أ.ف.ب)

بدأت أستراليا، اليوم، تطبيق حظر استخدام منصّات التواصل الاجتماعي للمراهقين دون 16 عامًا.

وأوضحت وزيرة الاتصالات الأسترالية أنيكا ويلز في بيان، أن التشريع الجديد يهدف إلى حماية المراهقين والأطفال من الآثار السلبية للاستخدام المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي، والمخاطر الرقمية المتزايدة.

نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

ومع دخول القرار الرائد عالمياً حيز التنفيذ، أعلنت شركة «إكس» التي يملكها إيلون ماسك، التزامها بالقرار الأسترالي.

وقالت الشركة في بيان: «إن ذلك ليس خيارنا، بل ما يتطلبه القانون الأسترالي».

وكانت «إكس» آخر منصة من بين 10 مواقع للتواصل الاجتماعي شملها القرار، تحدد كيف ستنفذ الحظر الأسترالي.

ووافقت كل المنصات بما فيها «فيسبوك ويوتيوب وتيك توك»، على اتخاذ خطوات لإزالة حسابات المستخدمين الذين يبلغون أقل من 16 عاماً.

وتواجه المنصات المعنية بالقرار في حال عدم اتخاذها تدابير «معقولة» لضمان تطبيقه، غرامات تصل إلى ما يعادل 33 مليون دولار أميركي.

وعشية بدء تطبيق القرار، شرح رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي اسباب اتخاذه، قائلاً إن روسائل التواصل الاجتماعي تستعمل كسلاح من المتحرشين (...)، وهي أيضاً مصدر للقلق، وأداة للمحتالين، والأسوأ من ذلك أنها أداة للمتحرشين (جنسياً) عبر الإنترنت».


ترمب بشأن الغرامة على «إكس»: على أوروبا توخي الحذر الشديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب بشأن الغرامة على «إكس»: على أوروبا توخي الحذر الشديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

علّق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، على غرامة الاتحاد الأروربي ضد منصة «إكس»، قائلاً إنه لا يعتقد أن الغرامة التي تتجاوز الـ100 مليون دولار «قرار صائب».

وأشار ترمب إلى أنه سيتحدث عن الغرامة على منصة «إكس» لاحقاً، مؤكداً أن «على أوروبا توخي الحذر الشديد».

وأضاف للصحافيين في البيت الأبيض: «لا أفهم كيف يمكنهم فعل ذلك». وشدد على أن ماسك لم يتصل به لطلب المساعدة في هذه القضية، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وندد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، بالهجوم الذي شنه إيلون ماسك على التكتل عبر الإنترنت بعدما فرضت بروكسل غرامة قدرها 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على منصته «إكس».

وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي باولا بينهو: «هذا يندرج في إطار حرية التعبير التي نتمسك بها والتي تسمح بتصريحات مجنونة تماماً».

وفي تعليق على الغرامة، قال ماسك في حسابه على «إكس»: «يجب إلغاء الاتحاد الأوروبي وإعادة السيادة إلى الدول، لكي تتمكن الحكومات من تمثيل شعوبها على نحو أفضل».

وتابع في منشور آخر: «أنا أحب أوروبا، لكن ليس الوحش البيروقراطي الذي هو الاتحاد الأوروبي».

وعقب تحقيق رفيع المستوى اعتُبر اختباراً لعزيمة الاتحاد الأوروبي لمتابعة خروق شركات التكنولوجيا الكبرى، فُرضت غرامة على منصة التواصل الاجتماعي المملوكة لأغنى رجل في العالم، الجمعة، لخرقها القواعد الرقمية للاتحاد.

وسارعت إدارة الرئيس ترمب إلى انتقاد الغرامة.

وكان ترمب كلّف ماسك قيادة جهود تقليص حجم القوى العاملة الفيدرالية وخفض الإنفاق، قبل أن تباعد بينهما خلافات.

واعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الغرامة «هجوم على جميع منصات التكنولوجيا الأميركية والشعب الأميركي».


زيلينسكي: سنرسل مسودة خطة السلام إلى أميركا غداً بعد مراجعتها

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: سنرسل مسودة خطة السلام إلى أميركا غداً بعد مراجعتها

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الاثنين)، إن الجانب الأوكراني قد يرسل مسودة خطة السلام إلى أميركا غداً بعد مراجعتها.

وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا ستسعى للحصول على ضمانات أمنية معتمدة من الكونغرس الأميركي، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد إنهاء الحرب وواشنطن تسعى للتوصل إلى حلول وسط.

لكن الرئيس الأوكراني شدد على استحالة التخلي عن مناطق في بلاده، وقال: «لا نريد التخلي عن أراضٍ أوكرانية لأننا لا نملك الحق في ذلك».

وأشار زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تعتمد على أموال من الأصول الروسية المجمدة.

وفي وقت لاحق، قال زيلينسكي إنه بحث مع رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريديش ميرتس المفاوضات التي أجراها الوفد الأوكراني مؤخراً مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه تم التوافق معهم على أهمية الضمانات الأمنية وإعادة الإعمار.

وأضاف زيلينسكي، في منشور على منصة «إكس»، أنه اتفق مع القادة الثلاثة على الخطوات التالية في مفاوضات السلام، كما تم الاتفاق على تعزيز الدعم الدفاعي لأوكرانيا.

وشدد زيلينسكي على ضرورة توحيد المواقف بين بلاده وأوروبا والولايات المتحدة في الوقت الحالي.

خيبة أمل

كان الرئيس الأوكراني قد أعلن، في وقت سابق اليوم، أن المفاوضين الذين يناقشون مبادرة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة ما زالوا منقسمين بشأن مسألة الأراضي، وذلك في وقت عبر فيه ترمب عن خيبة أمله من طريقة تعامل كييف مع المبادرة.

وأوضح زيلينسكي في مقابلة هاتفية مع وكالة «بلومبرغ» أن بعض عناصر الخطة الأميركية تتطلب مزيداً من النقاش حول عدد من «القضايا الحساسة»، بما في ذلك الضمانات الأمنية للبلاد التي أنهكتها الحرب والسيطرة على شرق البلاد.

وأضاف أن المحادثات لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، بما في ذلك مقاطعتا دونيتسك ولوغانسك.

وتابع قائلاً: «هناك رؤى مختلفة للولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، ولا توجد وجهة نظر موحدة بشأن دونباس»، مشيراً إلى أن كييف تضغط من أجل اتفاق منفصل يتعلق بالضمانات الأمنية من الحلفاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد أن انتقده ترمب، قائلاً إنه «يشعر بقليل من خيبة الأمل لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح بعد»، في تناقض مع تعليقاته الأخيرة حول رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المقترح.

وقال زيلينسكي: «هناك سؤال واحد أريد أنا وجميع الأوكرانيين الحصول على إجابة واضحة عنه: إذا بدأت روسيا الحرب مرة أخرى، ماذا سيفعل شركاؤنا؟».