موجودات البنوك التجارية العمانية تصل لأعلى مستوياتها على الإطلاق

زيادة الودائع لديها ونمو الائتمان الممنوح منها في نوفمبر

موجودات البنوك التجارية العمانية تصل لأعلى مستوياتها على الإطلاق
TT

موجودات البنوك التجارية العمانية تصل لأعلى مستوياتها على الإطلاق

موجودات البنوك التجارية العمانية تصل لأعلى مستوياتها على الإطلاق

أظهرت ميزانية البنوك التجارية العمانية نشاطا ملحوظا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث سجلت إجمالي موجوداتها مستوى قياسيا جديدا، مع نمو الائتمان المقدم منها إلى القطاع الخاص، بالإضافة لزيادة الودائع لديها، مما يشير لدعم النشاط الاقتصادي.
وأظهرت الأرقام التي جمعتها الوحدة الاقتصادية بـ«الشرق الأوسط» ارتفاع موجودات البنوك التجارية العمانية بنسبة 1.2 في المائة لتصل لأعلى مستوى لها على الإطلاق عند 24.75 مليار ريال عماني (نحو 64.28 مليار دولار)، مقابل 24.45 مليار ريال عماني في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويساوي الريال العماني نحو 2.6 دولار.
ويرجع هذا الارتفاع بموجودات المصارف التجارية العمانية إلى نمو الائتمان الذي منحته للقطاع الخاص خلال نوفمبر، حيث يمثل 59 في المائة من إجمالي موجودات المصارف التجارية، وقد ارتفع بنسبة 1.3 في المائة ليصل إلى 14.66 مليار ريال عماني في نوفمبر، مقابل 14.47 مليار ريال عماني في أكتوبر الماضي.
كما ارتفع النقد والودائع لدى البنك المركزي بنسبة 7.8 في المائة ليصل إلى 2.04 مليار ريال في نوفمبر، مقابل 1.89 مليار ريال في أكتوبر، لتصبح حصته 8.3 في المائة من إجمالي موجودات البنوك التجارية.
وفي جانب الخصوم، شهدت القيمة الإجمالية للودائع لدى البنوك التجارية نموا قدره 1 في المائة لتصل إلى 17.32 مليار ريال في نوفمبر، مقابل 17.15 مليار ريال في أكتوبر. وجاء هذا الارتفاع بإجمالي الودائع نتيجة نمو الودائع من القطاع الخاص لدى البنوك التجارية، والتي تمثل 64 في المائة من إجمالي الودائع لدى المصارف، حيث نمت بنسبة 2.3 في المائة لتصل إلى 11.16 مليار ريال في نوفمبر، مقابل 10.90 مليار ريال في أكتوبر.
وكانت أغلب الودائع الخاصة بالعملة المحلية، حيث بلغت الودائع بالعملة المحلية 10.32 مليار ريال بنسبة 92.5 في المائة من إجمالي الودائع من القطاع الخاص، بينما بلغت الودائع بالعملة الأجنبية 836 مليون ريال بما يمثل 7.5 في المائة.
وانخفضت استثمارات البنوك التجارية في الأوراق المالية بشكل عام خلال نوفمبر، حيث تراجعت بنسبة 7 في المائة لتصل إلى 2.78 مليار ريال، مقابل 2.99 مليار ريال في أكتوبر، حيث مثلت 11 في المائة من إجمالي موجودات المصارف العمانية.
وانخفض استثمار البنوك التجارية في الأوراق المالية المحلية بنسبة 5.3 في المائة لتبلغ 1.6 مليار ريال في نوفمبر، مقابل 1.7 مليار ريال في أكتوبر، كما تراجعت الاستثمارات في سندات التنمية بنسبة 2 في المائة لتصل إلى 464.6 مليون ريال، مقابل 567.4 مليون ريال في أكتوبر، وانخفضت أيضا الاستثمارات في الأوراق المالية الأجنبية بنسبة 3 في المائة لتصل إلى 704.8 مليون ريال مقابل 721.8 مليون ريال في أكتوبر. وانخفض مؤشر سوق مسقط الرئيسي خلال شهر نوفمبر بنسبة 6.7 في المائة ليبلغ 6974.62 نقطة بنهاية نوفمبر، مقارنة مع 6505.99 نقطة بنهاية أكتوبر، قد شهد تراجعا خلال عام 2014 قدره 7.2 في المائة حيث أنهى العام عند 6343.22 نقطة.
أما عن الموجودات الأجنبية فقد تراجعت لدى البنك المركزي العماني بنسبة 1.7 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 6.55 مليار ريال عماني (17 مليار دولار) في نوفمبر الماضي، مقارنة مع 6.66 مليار ريال عماني في أكتوبر.
ويعود هذا التراجع بالموجودات الأجنبية إلى انخفاض الأوراق المالية لدى البنك المركزي العماني بنسبة 3 في المائة لتصل إلى 5.27 مليار ريال في نوفمبر، مقارنة مع 5.44 مليار ريال في أكتوبر، حيث تمثل الأوراق المالية 80.6 في المائة من إجمالي مكونات الموجودات الأجنبية العمانية.
ويأتي هذا التراجع رغم زيادة إيداعات العملة الأجنبية لدى البنك، والتي ارتفعت بنسبة 5 في المائة لتصل إلى 1.13 مليار ريال عماني في نوفمبر، حيث تمثل إيداعات العملة الأجنبية 17.2 في المائة فقط من إجمالي الموجودات.

* الوحدة الاقتصادية
بـ«الشرق الأوسط»



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.