نفت وزارة الدفاع الجزائرية أمس بحدة، مضمون منشورات بشبكة التواصل الاجتماعي، مفادها أن قوات من الجيش الجزائري «تعتزم المشاركة في حرب ضد الإرهاب تحت إشراف القوات الفرنسية».
وقالت وزارة الدفاع في بيان شديد اللهجة، إن «بعض الأطراف وأبواق الفتنة، تداولت عبر صفحاتها الإلكترونية التحريضية، أخباراً عارية من الصحة مفادها أن المؤسسة العسكرية تستند في نشاطاتها وعملياتها الداخلية والخارجية، إلى أجندات وأوامر تصدر عن جهات أجنبية».
وكذَب البيان، كون جيش البلاد «بصدد إرسال قوات للمشاركة في عمليات عسكرية خارج الحدود الوطنية، تحت مظلة قوات أجنبية في إطار مجموعة دول الساحل الخمس»، وهي الجزائر وموريتانيا ومالي وتشاد وبوركينا فاسو. ويتعلق الأمر بتكتل أمني عسكري إقليمي، لتنسيق الجهود ضد الجماعات المتطرفة.
وأبرز البيان أن «هذا الأمر غير وارد وغير مقبول. كما أنها دعاية لا يمكن أن تصدر إلا من جهلة، يعملون بأوامر من مصالح نظام المخزن المغربي والصهيونية». ولأول مرة تذكر وزارة الدفاع بوضوح، من تقصد، عندما تهاجم جهة أجنبية ولكن من دون أن تعطي تفاصيل.
وأضاف البيان، بأن «وزارة الدفاع الوطني تُكذب، وبصفة قطعية، كل هذه التأويلات المغلوطة ذات النوايا الخبيثة، التي يتوهم مروجوها إثارة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد، وتُطمئن الرأي العام الوطني بأن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني لم ولن يخضع في نشاطاته وتحركاته إلا لسلطة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني ووفق مهامه الدستورية الواضحة وقوانين الجمهورية، دفاعاً عن السيادة الوطنية ووحدة وأمن البلاد».
وتابع البيان بأن وزارة الدفاع «تؤكد على أن مشاركة الجيش الوطني الشعبي، خارج حدود البلاد تقررها إرادة الشعب وفق ما ينص عليه دستور الجمهورية». في إشارة إلى نص في الدستور يفيد بأن البرلمان وحده من يسمح بمشاركة جيش البلاد في مهام عسكرية خارج الحدود.
وأفاد البيان أيضاً، بأن الجيش «ينوه بوعي وإدراك الرأي العام الوطني، بما يحاك ضد الجزائر من مؤامرات ودسائس أضحت معروفة لدى الجميع، ومراعاة للمصلحة العليا للوطن، فإننا ندعوه إلى مضاعفة الحيطة واليقظة بخصوص المعلومات والأخبار المغلوطة المتداولة، التي تسعى يائسة إلى ضرب استقرار البلاد».
ويعتقد مراقبون أن اتهامات وزارة الدفاع، مرتبطة بمنشورات ناشطين بـ«فيسبوك»، تفاعلوا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عندما صرح الثلاثاء الماضي، بأن الجزائر والمغرب «منخرطان في جهود الحرب ضد الإرهاب». فقد علقوا على ذلك، بأن الجيش الجزائري «سيخوض عمليات في الخارج تحت العلم الفرنسي». ومن أبرز المروجين لهذا الطرح، محمد تاجديت وهو أحد الفاعلين بالحراك، يطلق عليه «شاعر الحراك».
وكان ماكرون يتحدث بمناسبة، مشاركته في قمة مجموعة دول الساحل الخمس، التي عقدت في نجامينا، حيث أكد على «ضرورة تعزيز الجهود لمكافحة المجموعات (الجهادية) هناك، وإعادة فرض سلطة الدولة في تلك المنطقة». كما أعلن عدم نيته خفض تعداد القوات الفرنسية المشاركة في عملية «برخان»، لمكافحة «الجهاديين» في منطقة الساحل والتي تضم حالياً نحو 5100 عنصر. واعتبر ماكرون «التعبئة الدولية من أجل منطقة الساحل، لم تكن أبداً قوية كما هي عليه الآن». وشكر الدول الأوروبية المشاركة في التجمع الجديد للقوات الخاصة، في هذه المنطقة المتوترة في أفريقيا.
الجزائر تهاجم بشدة المغرب و«الصهيونية»
جدل حاد حول «مشاركة جيشها في حرب الإرهاب بالساحل تحت الراية الفرنسية»
الجزائر تهاجم بشدة المغرب و«الصهيونية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة