تقرير حقوقي يوثق انتهاكات الحوثيين ضد النساء

اتهم الجماعة باعتقال 1181 امرأة وتعريضهن للتعذيب والاغتصاب

TT

تقرير حقوقي يوثق انتهاكات الحوثيين ضد النساء

سلط تقرير حقوقي حديث الضوء على انتهاكات الميليشيات الحوثية ضد النساء خلال السنوات الثلاث الماضية متهما الجماعة باعتقال وإخفاء 1181 امرأة خلال المدة المذكورة وتعريضهن للقتل والتعذيب والاغتصاب.
وأوضح التقرير الذي تم إطلاقه الجمعة الماضي عبر ندوة نظمها كل من تحالف نساء من أجل السلام في اليمن، وتكتل 8 مارس (آذار) من أجل نساء اليمن والمنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، أنه وثق 274 حالة إخفاء قسري، و292 حالة اعتقال من الناشطات والحقوقيات ومن قطاع التربية والتعليم.
كما وثق 246 حالة اعتقال من العاملات في المجال الإغاثي والإنساني، و71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار، وعشرات الحالات لأطفال من الذكور والإناث تم احتجازهم مع أمهاتهم المعتقلات، مشيراً إلى أن من بين المعتقلات 8 حالات ينتمين للطائفة البهائية وأنه تم الإفراج عن 321 معتقلة، فيما بلغ عدد المعتقلات تحت سن أكثر من 293 حالة.
وبحسب التقرير، تفاوتت الانتهاكات بين القتل، والتشويه، والاحتجاز، والاعتقال والاختطاف والتعذيب، والعنف الجنسي، حيث تعرضت المعتقلات للاغتصاب من قبل المشرفين في سجون الميليشيات الحوثية.
كما أشار إلى تسجيل حالات انتحار للفتيات المعتقلات في السجن المركزي بصنعاء، مؤكدا أن الحوثيين لم يسمحوا ‏بالكشف الطبي عن المعتقلات والتحقيق في أسباب الوفيات داخل مراكز الاحتجاز.
وقالـ إن النساء المعتقلات تعرضن لجميع أنواع التعذيب الجسدي من ضرب بالعصي والأسلاك الكهربائية، وصفع، وإيقاف النفس بخنقهن، وإغراقهن بالماء، إضافة إلى التعذيب اللفظي من إهانة وتحقير وتعذيب نفسي، بهدف الاعتراف بأشياء لم يفعلنها إضافة إلى تلفيق التهم الكيدية واللاأخلاقية للمعتقلات (تهم شبكات الدعارة).
وذكر التقرير، أنه خلال المدة التي يغطيها تم رصد المئات من حالات الاعتقالات والاحتجازات بحق النسـاء اليمنيات وحتى الأجنبيـات العامـلات فـي المجـال الإنساني والإعلامي والحقوقي والناشطات السياسيات، لا سيما في منطقة العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي.
واستعرض التقرير الحقوقي شهادات وقصص عدد من الحالات داعيا ميليشيات الحوثي إلى الإفراج عن جميع النساء المعتقلات في السجون الرسمية والسرية والمحتجزات في أقسام الشرطة والبحث الجنائي والأمن السياسي بصنعاء وذمار والتوقف عن اعتقال المزيد من النساء.
كما دعا الجماعة إلى الإفصاح عن أماكن النساء المعتقلات والمخفيات قسريا والإفراج عنهن فوراً وتمكين المنظمات الحقوقية والنسوية وناشطي حقوق الإنسان من زيارة المعتقلات وتقديم العون القانوني لهن ووقف جميع ممارسات العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المرأة بما يتضمنه من استهداف النساء وكل ممارسات الاستغلال والانتهاكات بحقهن.
وتحدث في الندوة كل من وسام باسندوة وهي رئيس تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن، ونورا الجروي رئيس تحالف نساء من أجل السلام في اليمن وفرج فنيش، رئيس قسم الشرق الأوسط السابق بالمفوضية السامية لحقوق الإنسان بجنيف ونادية التركي رئيسة الأكاديمية الدولية للإعلام والدبلوماسية IAMD ورئيسة منظمة نساء من أجل المحبة والتسامح والسلام WLPT ونبيل فاضل رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، وآخرون. وأكدت وسام باسندوة «أن ملف انتهاكات حقوق النساء باليمن لا سيما ملف السجينات في سجون الحوثي، يحوي جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وحقائق صادمة ومؤلمة لما عانته ولا تزال تعانيه النساء المعتقلات».
‎وأوضحت أن التقرير المشترك بين المنظمات الثلاث يهدف إلى تسليط الضوء على أنواع الانتهاكات التي مارستها ميليشيات الحوثي على النساء في اليمن، وبشكل خاص الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2017 إلى ديسمبر 2020.
ودعت باسندوة المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين لإطلاق سراح النساء المعتقلات والمخفيات قســراً فــوراً دون قيد أو شرط، ووقف جميع الانتهاكات التي يمارسونها بحق النساء، وإلى إدراج الجماعة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية لتورطها بارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة ضد النساء والأطفال.
من جهتها قالت رئيس تحالف نساء من أجل السلام في اليمن نورا الجروي إن التقرير «يطرح وقائع وقضايا ومعلومات مهمة تطرح لأول مرة حول ما تعرضت له النساء في سجون الحوثيين خلال 3 سنوات من اعتقالات وتعذيب واغتصاب وقتل وتشويه وتلفيق التهم وإصدار الأحكام الجائرة بحق النساء والتي وصلت لحكم الإعدام بحق أسماء العميسي».
في السياق نفسه أوضح رئيس المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر نبيل فاضل أن «الحرب الناعمة» «هي خطة الحوثيين لاعتقال النساء وذلك بأمر من زعيمهم عبد الملك الحوثي للقيام بحملة اعتقالات تطال جميع النساء في أي مكان لأبسط الأسباب لإسكات صوت أي امرأة مناهضة للجماعة». وأضاف فاضل «المجتمع اليمني يختلف عن بقية المجتمعات حتى قوانينه لا تحمي المرأة كما يجب ففي حالة اغتصاب امرأة يقع اللوم عليها وترى كأنها تقوم بالدعارة رغم أنها هي الضحية وقد تم استغلال ذلك من قبل الحوثي إذ يغتصب النساء ويتهمهن بالدعارة».
يشار إلى أن التقرير تضمن شهادة مسؤولة قسم النساء في السجن المركزي بصنعاء وهي إحدى الناجيات التي تعرضت للاعتقال التعسفي من قبل الحوثيين أثناء مباشرتها لعملها مع ابنتيها (13 سنة وأخرى 14 سنة) وتم تلفيق تهم لها «كالخيانة والدعارة» لأنها قدمت الأكل للأطفال المحتجزين مع أمهاتهم.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.