مؤسسات دينية مصرية تحذر من «دعوات التشكيك» في دورها

«الإفتاء» وصفتها بـ«سياسة الهدم»

TT

مؤسسات دينية مصرية تحذر من «دعوات التشكيك» في دورها

حذرت مؤسسات دينية في مصر من دعوات «تشكك في دورها الدعوي». وقال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن «المؤسسات الوطنية تسير وفق خططها التي وضعتها، ولا تلتفت لمن يشكك أو يُحبط»، لافتاً إلى أن «من ينتهج الكذب الواضح تجاه وطنه، عبر دعوات التشكيك ينتهج سياسة الهدم». ومن جانبه، دعا الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الدكتور نظير عياد، إلى التصدي لـ«الخطاب الإعلامي للحركات الإرهابية، قصد مواجهة دعوات التحريض ضد الأوطان، وضد مؤسسات الدولة المصرية، وضد علماء الدين».
وقال مفتي مصر في بيان له مساء أول من أمس، إن «الشعب المصري وعى الدرس، وعرف أن العمل الجاد، وتحقيق التنمية هما الهدف المنشود؛ وأن تصرفات المرء تجاه وطنه وأمته إنما تقاس بمقدار ما عنده من قيم راسخة وأخلاق متجذرة، أثمر عنها الإيمان والعمل الصالح». مضيفا أنه «إذا وجدنا خللاً في الربط بين هذين الأمرين، خاصة في وقت الأزمات، بأن ادعى أحد أنه ينشد طريق القيم والأخلاق انطلاقاً من إيمانه، ثم رأيناه يكيد لأمته ووطنه، أدركنا بداهة مدى التناقض بين تصرفه وما يقوله ويدعيه».
واستنكر مفتي البلاد دعوات من وصفهم بـ«المغرضين أعداء الدولة والهاربين في الخارج» ضد المؤسسات الدينية بمصر، ومن بينها «الإفتاء». وقال متسائلاً: «هل في مفرداتنا أن العداء للدولة هو من صفات العلماء؟»، موضحاً أنه «ليس من معايير العالم الشرعي أن يخالف ولي الأمر ولا القوانين، ما دامت لا تتعارض مع صحيح الدين؛ بل إن الشرع يلزمه بالتعاون مع ولي الأمر واحترام القوانين، طالما لا يوجد تعارض مع الضوابط الشرعية»، مضيفاً أن «الوقوف مع الدولة الوطنية والقيادة السياسية والجيش، والشرطة والقضاء، وجميع المؤسسات واجب شرعي». كما أوضح أن «دار الإفتاء تسير في قضايا تنظيم النسل والطلاق بمنهجية سارية وواحدة».
في سياق ذلك، لفت مفتي مصر إلى أن تنمية الوازع الديني لدى الفرد «لا تتعارض مطلقاً مع الدور الكبير، الذي تقوم به الأجهزة الرقابية بمصر في هذا الوقت العصيب؛ حيث تقوم بمهمة قومية كبيرة جداً، من أجل حماية البلاد من الفساد، ومن أجل الرقي بمصر؛ ودور كل منهما مكمل للآخر».
إلى ذلك، قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: إننا «لم نر التعصب المقيت والخلاف المذموم؛ إلا بعد ظهور جماعات التشدد والعنف»، لافتاً في تصريحات له مساء أول من أمس إلى أن «هذه الجماعات أوقدت نار الفتن بين المسلمين بمفاهيمها الغريبة وآرائها الشاذة»، ومؤكداً أن «التصدي للإرهاب يبدأ بتحقيق الوسطية في التعامل مع الآخرين، وتضييق الخناق على أصحاب الأفكار المتطرفة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.