السعودية تضيف صناعة السيارات إلى البلاستيك والزجاج لجذب المستثمرين الأجانب

وسط توقع بارتفاع حجم الاستثمار في الصناعات التحويلية إلى عشرة في المائة خلال سنتين

السعودية تضيف صناعة السيارات إلى البلاستيك والزجاج لجذب المستثمرين الأجانب
TT

السعودية تضيف صناعة السيارات إلى البلاستيك والزجاج لجذب المستثمرين الأجانب

السعودية تضيف صناعة السيارات إلى البلاستيك والزجاج لجذب المستثمرين الأجانب

توقع خبراء في القطاع الصناعي أن تسهم عمليات تصحيح بيئة الأعمال الجارية حاليا في السعودية في دعم مسار الصناعة التحويلية في البلاد، ورفع حجمها إلى 10 في المائة بنهاية 2016، يأتي ذلك تزامنا مع المنتدى السعودي الثالث للصناعات التحويلية الذي تستضيفه مدينة ينبع السعودية في الخامس من مارس (آذار) المقبل بهدف جذب استثمارات استراتيجية جديدة وتنويع الاقتصاد السعودي.
وقال عبد العزيز السريع رئيس اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة لـ«الشرق الأوسط» إن الصناعات التحويلية في السعودية حققت نموا متسارعا في الآونة الأخيرة بفضل دعم الحكومة السعودية، وتشجيعها للمستثمرين الأجانب وإقامة الشراكات الاستراتيجية التي تعتمد على منتجات الصناعات التحويلية مثل البلاستيك والزجاج، مشيرا إلى تلقي السعودية الكثير من الطلبات للاستثمار الصناعي إلى جانب التوجه القوي نحو بناء صناعات جديدة في البلاد مثل صناعات السيارات والإلكترونيات.
من جانبه أوضح عبد الله الزامل الرئيس التنفيذي لشركة الزامل للصناعة أن هناك إقبالا على الصناعات التحويلية المرتبطة بالنفط والغاز من قبل الشركات الأجنبية التي تهدف إلى الاستفادة من أسعار اللقيم التي تعد منخفضة قياسا بالأسواق العالمية، وهذا الأمر ساعد في تشجيع قيام شراكات سعودية أجنبية مثل مشروع بترورابغ والكثير من المشاريع الأخرى التي وفرت مساحات إضافية تساعد المستثمرين على الاستفادة من المنتجات التي تعد عنصرا أساسيا في تكوينها.
وأشار الزامل إلى أن الصناعات التحويلية تمثل 45 في المائة من حجم الاستثمار الصناعي، معتبرا أن هذه الصناعة تساهم في حل البطالة بسبب توجهها الجاد نحو إيجاد بنية تحتية متكاملة والتوسع بشكل كبير لكي يكون قطاعا حيويا، مطالبا بتقديم دعم أكبر لتشجيع الصناعات التحويلية وتشجيع المستثمرين على الدخول فيها سواء من خلال الدعم الحكومي أو من خلال إقامة شراكات وتحالفات مع مستثمرين أجانب.
ومن المقرر أن تستضيف مدينة ينبع السعودية منتدى يناقش مسألة التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة تشارك فيه كبرى الشركات والشخصيات البارزة في مجال الصناعات التحويلية بما يزيد على 450 خبيرا ومستثمرا.
وبلغ حجم الاستثمار الصناعي في السعودية 800 مليار ريال إلى جانب ضخامة استثمارات شركة أرامكو توتال للتكرير والبتروكيماويات (ساتورب) التي تقدر بنحو 50 مليار ريال، والتي سترفع الطاقة التكريرية وتعزز الاقتصاد المحلي، ومشاريع شركة صدارة للكيميائيات الذي يعد أكبر مجمع للبتروكيماويات الأساسية والتحويلية بتكلفة 75 مليار ريال، وشركة كيان السعودية باستثماراتها الضخمة البالغة نحو 48 مليار ريال والتي تضم 12 مصنعا ومنتجات جديدة مميزة تجعل من المملكة واحدة من أبرز الدول في مجال الاستثمار في الصناعات التحويلية.
ويعد المنتدى السعودي الثالث للصناعات التحويلية الذي تنظمه الهيئة الملكية للجبيل وينبع مكانا لالتقاء المستثمرين الذين يبحثون عن فرص في قطاعات البتروكيماويات والمعادن التحويلية في المملكة. وهو أكثر من مجرد مؤتمر ينظر في الأسس الموضوعية للحلول التقنية. وستكون بوابة لانطلاق الكثير من الفرص الاستثمارية المستقبلية للصناعات التحويلية في المملكة وتعزيز أهمية الصناعات التحويلية في تنويع مصادر الدخل الوطني، فضلا عن تشجيع وتمكين الاستثمار في الصناعات التحويلية والمنتجات الاستهلاكية.
ويناقش المنتدى التوجهات المستقبلية للصناعات التحويلية المحلية والعالمية، واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بالصناعات التحويلية في السعودية.
ومن أبرز محاور المنتدى الخطط الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة الملكية لتطوير قطاع الصناعات التحويلية من مختلف الأصعدة اعتمادا على الجدوى الاستثمارية والمزايا المتاحة، وإبراز الدور العملي للصناعات البتروكيماوية والمنتجات الخام الأساسية في دعم الصناعات التحويلية. بالإضافة لمناقشة نماذج من التكامل والترابط الصناعي بين كل من الصناعات الأساسية والصناعات التحويلية، وتسليط الضوء على أهمية الصناعات التحويلية البتروكيماوية والكيميائية والتعدينية وما تحتويه من فرص استثمارية واعدة وفرص عمل للمواطنين.
وكانت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (جويك) أشارت إلى أن حجم الاستثمارات في الصناعات التحويلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تضاعف بنحو مرتين ونصف ليرتفع من 86.6 مليار دولار إلى 219.5 مليار دولار كما أن عدد المصانع العاملة في هذا القطاع ارتفع خلال هذه الفترة من 7 آلاف و490 مصنعا إلى 13 ألفا و35 مصنعا.



إقرار «المصافحة الذهبية» في السعودية على غرار نماذج عالمية

موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)
موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)
TT

إقرار «المصافحة الذهبية» في السعودية على غرار نماذج عالمية

موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)
موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)

أقرت السعودية برنامج «المصافحة الذهبية» لتقديم حوافز مالية تشجيعاً لموظفي القطاع الحكومي على الاستقالة طوعاً بهدف خفض النفقات المرتبطة بالرواتب والمزايا لموظفي الخدمة الطويلة، وذلك لكي يفسحوا المجال أمام آخرين برواتب أقل، وبمهارات تتماشى مع التحول الرقمي. وخصصت الحكومة لهذا الغرض مبلغ 12.7 مليار ريال (3.38 مليار دولار) لدعم البرنامج في السنوات الثلاث الأولى، مستوحاة من تجارب عالمية مشابهة.

ويبلغ عدد موظفي القطاع العام في السعودية 1.2 مليون موظف، باستثناء القطاع العسكري، وفق أرقام الربع الأخير من 2024 الصادرة عن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. في حين تنفق السعودية نحو 40 في المائة من إجمالي موازنتها على الرواتب وتعويضات العاملين. وكانت خصصت لهذا البند 544 مليار ريال (145 مليار دولار) في العام الماضي.

واختلف مختصان في الموارد البشرية تحدثت معهم «الشرق الأوسط» بشأن التعويضات المالية التي ستمنح كحزمة تقاعدية للموظفين. ففيما يتوقع أحدهما أن تتراوح بين ما يعادل رواتب 12 شهراً إلى 24 شهراً، يرى آخر أنها قد تتراوح بين رواتب 24 شهراً كحد أدنى و60 شهراً كحد أقصى.

نماذج عالمية مشابهة

على الرغم من أن فكرة «المصافحة الذهبية» ليست جديدة في السعودية، إذ تقدم بعض الشركات الكبرى ما يعرف بـ«شيك ذهبي» لمن يرغب بالتنازل عن السنوات المتبقية له حتى يبلغ سن التقاعد المحدد عند 60 عاماً، فإنه حديث بالنسبة إلى نظام العمل في القطاع العام، الذي عادة ما يرغب المواطنون بالعمل فيه لاعتقاد سائد بأنه يوفر الأمان الوظيفي.

مع العلم أن برنامج «المصافحة الذهبية» يوازي مبادرات عالمية تحفز الموظفين على الاستقالة طوعاً عند تراجع الحاجة إلى مهاراتهم أو حين يشغلون مناصب فائضة عن الحاجة. فعلى سبيل المثال، يوفر برنامج «في آي إس بي» في الولايات المتحدة حوافز مالية تصل إلى 25 ألف دولار للموظفين الراغبين في الاستقالة الطوعية، وذلك للذين لم تعد مهاراتهم مطلوبة في سوق العمل. وبالمثل، تقدم المملكة المتحدة برنامجاً لضباط الشرطة الراغبين في الاستقالة، مع تعويضات مالية تصل إلى 149.8 ألف جنيه إسترليني. وفي اليابان، يعكس نظام «كاتاتاكي» الذي يعني «التربيت على الكتف» الفكرة ذاتها، إذ يُشجع الموظفين كبار السن على التقاعد لفتح المجال أمام الجيل الشاب.

التعويضات المالية

توقّع الدكتور في جامعة الملك فيصل محمد دليم القحطاني، أن تتراوح التعويضات المالية بين ما يعادل رواتب 12 إلى 24 شهراً كحزمة تقاعدية. فعلى سبيل المثال، إذا كان الراتب الشهري للموظف 15 ألف ريال، فإن الحزمة قد تتراوح بين 180 ألف ريال إلى 360 ألفاً، بحسب احتساب القحطاني.

في حين يرى عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للموارد البشرية، المستشار بدر العنزي، أن التعويضات قد تتراوح بين رواتب 24 شهراً كحد أدنى و60 شهراً كحد أقصى. فمثلاً، إذا كان راتب الفرد الشهري 15 ألف ريال، فإن التعويض الأدنى سيساوي 360 ألفاً، في حين أن التعويض الأقصى قد يصل إلى 900 ألف ريال، و«ذلك لأن البرنامج لا يستهدف الأشخاص الذين تبقّى على تقاعدهم سنة أو سنتين».

وبحسب ما أعلنته السعودية حتى الآن، ستكون الأولوية في الاستفادة من البرنامج لأصحاب المؤهلات الأدنى، ثم التدرج للمؤهلات الأعلى. كما لن يُتاح البرنامج للموظفين إلا بعد استنفاد خيارات أخرى كالنقل والإعارة وإعادة بناء المهارات. ويستثنى من البرنامج مَنْ تنطبق عليهم أحكام التقاعد المبكر.

بالتوازي مع ذلك، سمحت الحكومة للجهات التابعة لها بالإعلان داخلياً عن الوظائف الشاغرة لمدة خمسة أيام قبل الإعلان عنها وفق الإجراءات المعتادة، وذلك بهدف شغل هذه الوظائف من خلال نقل الموظفين بين الجهات الحكومية.

ويُتوقع أن يكون للبرنامج تأثيرات محتملة على القطاع الخاص ونظام الخدمة المدنية، من بينها توفير سيولة مالية للمؤسسات وتحفيز الابتكار في القطاع الخاص، وتحسين الكفاءة الحكومية وتقليل الأعباء المالية على موازنة الدولة في نظام الخدمة المدنية. وتقوم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتنسيق مع الجهات المعنية لوضع الضوابط والشروط والإجراءات والآليات اللازمة للبرنامج.

أخيراً، يمكن وصف برنامج «المصافحة الذهبية» السعودي بأنه مبادرة مهمة تتبع اتجاهاً عالمياً نحو تحسين كفاءة القطاعات الحكومية، مع توقعات بتعويضات مالية مُجزية.