الصومال: مقتل مسلحين اثنين في معركة ضد الشرطة أمام القصر الرئاسي

مدرعة تسير في أحد شوارع العاصمة الصومالية مقديشو (رويترز)
مدرعة تسير في أحد شوارع العاصمة الصومالية مقديشو (رويترز)
TT

الصومال: مقتل مسلحين اثنين في معركة ضد الشرطة أمام القصر الرئاسي

مدرعة تسير في أحد شوارع العاصمة الصومالية مقديشو (رويترز)
مدرعة تسير في أحد شوارع العاصمة الصومالية مقديشو (رويترز)

لقي شخصان، على الأقل، حتفهما، في تبادل لإطلاق النار بين مسلحين وقوات من الشرطة في العاصمة الصومالية مقديشو، ليلة الخميس/ الجمعة، قبل ساعات من خروج مسيرة مقررة للمعارضة، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية».
وقال ضابط شرطة، صباح اليوم (الجمعة)، إن اثنين من أفراد إحدى الميليشيات قُتِلا خلال معركة بالأسلحة النارية، وأصيب آخرون، وقامت العربات المدرعة بتطويق الموقع أمام القصر الرئاسي بعد القتال.
ومن المقرَّر أن تنظم جماعات المعارضة ورؤساء العشائر المؤيدة لها مسيرة احتجاج اليوم ضد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فارماجو، الذين يرفضون أن يبقى في سدة الحكم بعد انتهاء فترة ولايته في السابع من الشهر الحالي.
والرئيس باقٍ في الحكم لحين تحديد موعد لإجراء انتخابات، وجرى تأجيل الانتخابات التي كانت مقرَّرة في وقت سابق الشهر الحالي، بعد فشل محادثات سياسية.
كانت المحادثات التي ضمت ممثلين عن العشائر الصومالية، تهدف إلى وضع الإجراءات بشأن انتخابات رئاسية غير مباشرة، والاتفاق على أعضاء لجنة الانتخابات.
وبحسب وكالة «رويترز» للأنباء، نشر المعارض البارز عبد الرحمن عبد الشكور وَرْسمي وَدَجِر مقطع فيديو له وهو يقود حشداً صغيراً من المتظاهرين في أحد الشوارع، في تحدّ لحظر الحكومة للتجمهر.
واتهم الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف شيخ أحمد قوات الحكومة بمهاجمة فندق كان يمكث فيه مع رئيس سابق آخر قبل تجمع، الجمعة، فيما اتهم وزير الأمن الصومالي حسن حندبي جمعالي المعارضة ببدء القتال.
وأشار إلى أن إرجاء الانتخابات ليس السبب الوحيد وراء التوتر المتصاعد في الصومال، في إطار الصراع من أجل السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد، حيث تشن حركة «الشباب» المسلحة هجمات متكررة.
وتدعم قوات مشتركة من الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة الحكومة الصومالية في مواجهة حركة «الشباب» التي تسعى للإطاحة بالحكومة، وتطبيق نوع صارم للشريعة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».