كاميرا لكل 5 أشخاص... أميركا ثاني أكثر دولة مراقبة للسكان بعد الصين

سكان يرتدون أقنعة واقية ويمشون أمام كاميرات المراقبة في شارع تجاري بووهان (إ.ب.أ)
سكان يرتدون أقنعة واقية ويمشون أمام كاميرات المراقبة في شارع تجاري بووهان (إ.ب.أ)
TT

كاميرا لكل 5 أشخاص... أميركا ثاني أكثر دولة مراقبة للسكان بعد الصين

سكان يرتدون أقنعة واقية ويمشون أمام كاميرات المراقبة في شارع تجاري بووهان (إ.ب.أ)
سكان يرتدون أقنعة واقية ويمشون أمام كاميرات المراقبة في شارع تجاري بووهان (إ.ب.أ)

تعتبر الولايات المتحدة الأميركية ثاني أكثر الدول التي تُخضع شعبها للمراقبة في العالم بعد الصين، مع كاميرا واحدة لكل خمسة أشخاص في المدن الكبرى، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل».
ووجد تقرير جديد أن المدن الأميركية الكبرى لديها في المتوسط أكثر من 112 ألفا من كاميرات الدائرة التلفزيونية المغلقة (سي سي تي في)، أو حوالي 2.200 لكل 10 آلاف شخص.
ويعتبر هذا الرقم صغيراً جداً بالنسبة للصين، التي لديها 15 مليونا و880 ألفا و491 كاميرا مراقبة في أماكن مثل شنغهاي، أي ما يعادل كاميرا لكل رجل وامرأة وطفل.
ومن الدول الأخرى التي تحتوي على كاميرات مراقبة كثيرة المملكة المتحدة وسنغافورة وأستراليا وألمانيا وبولندا والبرازيل وهونغ كونغ والهند.
ونظر الباحثون أيضاً في عدد المرات التي طلبت فيها البلدان بيانات شخصية من مواطنيها من شركات مثل «غوغل» و«آبل» و«فيسبوك» و«مايكروسوفت» و«تويتر».
واحتلت الصين المرتبة الأولى هنا - ويرجع ذلك أساساً إلى أنها تحجب معظم المواقع - لكن مالطا احتلت المرتبة الثانية بشكل مفاجئ، مع 33 طلب بيانات لكل 10 آلاف شخص، تليها سنغافورة والولايات المتحدة ولوكسمبورغ وألمانيا.
وأجري التقرير بواسطة «وابسايت تول تستر»، الذي يصنف منصات إنشاء مواقع الويب مثل «وينكس» و«سكوارسبيس».
ولإنشاء تصنيفات المراقبة، تمت مقارنة البيانات الموجودة على كاميرات المراقبة من 150 مدينة من أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان - بناءً على التقارير الحكومية ومواقع الشرطة والمقالات الإخبارية - بأرقام السكان في تلك المدن.
وبالنسبة إلى التصنيفات عبر الإنترنت، نظر مؤسس موقع «وابسايت تول تستر»، روبرت براندل، في تقارير الشفافية من «آبل» و«فيسبوك» و«غوغل» و«مايكروسوفت» و«تويتر» المرتبطة بمختلف الحكومات، ثم قارن الأرقام حسب سكان ذلك البلد.
وتعتبر الصين أكبر دولة مراقبة لسكانها في العالم مع 10 آلاف و342 كاميرا مراقبة لكل 10 آلاف مواطن، حيث إن هناك كاميرات أكثر من السكان في بعض المناطق.
ومن بين 150 مدينة تم تحليلها في التقرير، كانت 18 من أكثر 20 مدينة تخضع للمراقبة حول العالم موجودة في الصين.
ويقول براندل إن طلبات الحكومة الصينية للحصول على بيانات عبر الإنترنت منخفضة، فقط لأن معظم المنصات محظورة. ويتم إجبار المواطنين على استخدام موقع تواصل اجتماعي يتم الإشراف عليه بإحكام حيث تراقب الحكومة كل شيء.
وتحظر الحكومة الصينية «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر» و«مايكروسوفت»، لكنها ما زالت قادرة على طلب بيانات من «آبل» خاصة بـ94 ألفا و866 من مواطنيها.
ولدى الولايات المتحدة ثاني أقل نسبة من السكان المراقبين بالكاميرات – 2.232 كاميرا لكل 10 آلاف شخص في المدن الكبرى مثل نيويورك وبوسطن.
وتنشغل الحكومة الأميركية أيضاً بمراقبة مواطنيها عبر الإنترنت. ففي عام 2019 وحده، طلبت بيانات شخصية من «فيسبوك» و«تويتر» و«آيفون» و«مايكروسوفت» و«غوغل» لأكثر من 800 ألف أميركي.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر مراقبة للسكان، بمعدل كاميرا مراقبة واحدة لكل 16 مواطناً في مدنها الكبرى، حيث إن لندن وحدها هي موطن لأكثر من 620 ألفا و707 كاميرات أمنية.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
إعلام تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً ...

إيمان مبروك (القاهرة)
يوميات الشرق لوسائل التواصل دور محوري في تشكيل تجارب الشباب (جمعية علم النفس الأميركية)

«لايك» التواصل الاجتماعي يؤثر في مزاج الشباب

كشفت دراسة أن الشباب أكثر حساسية تجاه ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات (لايك)، مقارنةً بالبالغين... ماذا في التفاصيل؟

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)
مبنى لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن - 4 مارس 2012 (رويترز)

لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تتهم وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة ﺑ«مراقبة المستخدمين»

أفادت لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بأن وسائل التواصل الاجتماعي العملاقة انخرطت في «عملية مراقبة واسعة النطاق» لكسب المال من المعلومات الشخصية للأشخاص.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».