130 دولة لم تحصل على أي جرعة من لقاح «كورونا»

مجلس الأمن يناقش التوزيع غير العادل عالمياً للقاحات

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
TT

130 دولة لم تحصل على أي جرعة من لقاح «كورونا»

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

حمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة على «التوزيع غير المتكافئ وغير العادل» لجرعات اللقاح المضاد لفيروس «كورونا» (كوفيد - 19)، كاشفاً أن عشر دول فقط تلقت 75 في المائة من اللقاحات فيما لم تحصل 130 دولة على أي جرعة منه حتى الآن.
وخلال اجتماع رفيع المستوى عقده مجلس الأمن برئاسته البريطانية للشهر الجاري حول ضمان الوصول العادل للقاحات في السياقات المتأثرة بالصراع وانعدام الأمن، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2532 حول وقف الأعمال العدائية والتفرغ لمواجهة جائحة «كوفيد - 19».
وتوالى وزراء خارجية أكثر من عشر دول من الغنية والناشئة والفقيرة على ترديد التحذيرات من عواقب التفاوت الهائل في الجهود لمواجهة الفيروس الذي فتك حتى الآن بما لا يقل عن 2.4 مليوني وأصاب أكثر من 109 ملايين شخص.
وأكد غوتيريش أنه «في هذه اللحظة الحرجة، تعد المساواة في اللقاحات أكبر اختبار أخلاقي أمام المجتمع العالمي»، داعياً إلى خطة تطعيم عالمية عاجلة يتكاتف فيها أولئك الذين لديهم السلطة لضمان التوزيع العادل للقاح مع العلماء ومنتجي اللقاحات وأولئك الذين يمكنهم تمويل هذا الجهد.
وحض القوى الاقتصادية الكبرى في مجموعة العشرين على تشكيل فريق عمل طارئ لوضع خطة وتنسيق تنفيذها وتمويلها، مشدداً على أن فريق العمل يجب أن يكون لديه القدرة على «تعبئة شركات الأدوية والجهات الفاعلة الرئيسية في الصناعة واللوجيستيات». وكذلك رأى أن اجتماع مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى غداً الجمعة «يمكن أن يوجد الزخم لتعبئة الموارد المالية اللازمة». وحذر من تحوّر الفيروس مراراً وتكراراً إذا سُمح له «بالانتشار كالنار في الهشيم في جنوب الكرة الأرضية أو أجزاء منها»، إذ يمكن أن تصبح المتغيّرات الجديدة أكثر قابلية للانتقال إلى النصف الشمالي من الأرض.
- «يونيسف» تطالب
وطالبت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، هنرييتا فور مجلس الأمن بضمان إدراج الجميع في خطط التطعيم الوطنية، بصرف النظر عن وضعهم القانوني أو إذا كانوا يعيشون في مناطق تسيطر عليها كيانات غير حكومية. وقالت إن «الحصول المتكافئ على اللقاحات لجميع الناس، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في ظل النزاع أمر أساسي، ليس من باب العدالة فقط، ولكن باعتبار ذلك السبيل الوحيد لإنهاء هذه الجائحة للجميع». وأعلنت أن «اليونيسيف» تسعى إلى شراء ملياري جرعة من اللقاحات بحلول نهاية هذا العام. هذا بالإضافة إلى ملياري جرعة من اللقاحات المضادة للأمراض الأخرى التي تشتريها المنظمة عادة كل عام نيابة عن 100 دولة.
وحذر الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر جاغان تشاباغين من أن «انعدام الثقة يقتل». وقال إنه «عندما لا يتم تجاهل العلم فقط بل يتم السخرية منه، وعندما يصبح قرار ارتداء الأقنعة مثيراً للجدل ويمتلئ الويب بشائعات سخيفة، فإن الثقة في الجهود الهائلة التي تُبذل لوقف الوباء تتعرض لخطر شديد». وأضاف: «حذار لأولئك الذين يرفضون التطعيم».
مشروع قرار بريطاني
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: «يجب أن نرى أنفسنا كفريق يعمل ضد تهديد قاتل»، مشدداً على «أننا نكافح جائحة عالمية». وأضاف «يجب ألا يبقى هناك أناس وراء الركب». وحض مجلس الأمن، باعتباره أقوى هيئة في الأمم المتحدة، على تبني قرار يدعو إلى وقف النار في مناطق الصراع للسماح بإيصال لقاحات «كوفيد - 19».
وكانت المندوبة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة باربرا وودوورد كشفت أن المملكة المتحدة صاغت مشروع قرار تأمل في اعتماده خلال الأسابيع المقبلة.
- 200 مليون دولار
وفيما دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى «مزيد من التضامن والتعاون»، أعلن نظيره الأميركي أنطوني بلينكن أن الولايات المتحدة ستدفع قبل نهاية الشهر أكثر من 200 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية. وقال: «هذه خطوة أساسية إلى الأمام في الوفاء بالتزاماتنا المالية» تجاه المنظمة «وتعكس التزامنا المتجدد بضمان حصولها على الدعم الذي تحتاجه لقيادة الاستجابة للوباء العالمي». وطالب كل الدول بالسماح لمنظمة الصحة العالمية لإجراء تحقيقات لمعرفة منشأ الفيروس، في إشارة واضحة إلى الصين من دون أن يسميها.
أعلن وزير الخارجية الهندي س. جايشانكار أن بلاده ستوفر «200 ألف جرعة» من اللقاحات لقوات حفظ السلام.
- هجوم مكسيكي
وهاجم وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد كازاوبون «الظلم»، مشيراً إلى «الانقسام العميق المتزايد» بين عدد قليل من الدول الغنية التي «تحتكر اللقاحات» وغيرها. ودعا منتجي اللقاحات إلى «العمل بحسن نية».
وأعد برنامج «كوفاكس» التابع لمنظمة الصحة العالمية مشروعاً طموحاً لشراء اللقاحات وتقديمها لأفقر الناس في العالم، ويهدف إلى بدء التطعيم ضد الفيروس في البلدان الفقيرة بالتزامن مع البلدان الغنية.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

شمال افريقيا لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، لتلبية طلبات 21 مليون سوداني.

أحمد يونس (كمبالا)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد قصف إسرائيلي على مستشفى الوفاء وسط الحرب بقطاع غزة (رويترز)

الأمم المتحدة: الهجمات الإسرائيلية على مستشفيات غزة قد تشكل جرائم حرب

كشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم (الثلاثاء) أن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات في قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مسعفون بالقرب من مستشفى «كمال عدوان» في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أرشيفية- أ.ف.ب)

تقرير أممي: مستشفيات غزة صارت «مصيدة للموت»

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، إن نمط الاعتداءات الإسرائيلية المميتة على مستشفيات غزة، دفع بنظام الرعاية الصحية إلى شفير الانهيار التام.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مستشفى «الوفاء» حسب الدفاع المدني الفلسطيني وسط الصراع المستمر بين إسرائيل و«حماس» في مدينة غزة 29 ديسمبر 2024 (رويترز)

الأمم المتحدة: النظام الصحي في غزة «على شفير الانهيار التام»

خلص تقرير للأمم المتحدة نُشر الثلاثاء، إلى أن الضربات الإسرائيلية على المستشفيات أو قربها في قطاع غزة تركا النظام الصحي في القطاع الفلسطيني على حافة الانهيار.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يتعهد تعزيز الشراكة مع روسيا ويصف بوتين بـ«الصديق الأعز»

من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)
من مراسم حفل ترحيب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى بيونغ يانغ في يونيو 2024 (أ.ف.ب)

ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تعهد بتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا، وذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين.

وبعث كيم في الرسالة تحياته بمناسبة العام الجديد إلى بوتين وجميع الروس، بما في ذلك أفراد الجيش، وعبّر عن استعداده لتعزيز العلاقات الثنائية، التي قال إن الزعيمين رفعاها إلى مستوى جديد هذا العام، من خلال مشروعات جديدة.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن كيم «تمنى أن يُسجل العام الجديد 2025 باعتباره أول عام للنصر في القرن الحادي والعشرين عندما يهزم الجيش والشعب الروسي النازية الجديدة ويُحقق نصراً عظيماً».

وفي رسالة بمناسبة العام الجديد، وصف الزعيم الكوري الشمالي، بوتين، بأنه «الصديق الأعز»، وفق وسائل إعلام رسمية، مشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بلديهما.

وتعمقت العلاقات السياسية والعسكرية والثقافية بين موسكو وبيونغ يانغ منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، إذ حرص بوتين وكيم على إظهار متانة علاقتهما الشخصية. ووقع الزعيمان اتفاقية دفاع مشترك خلال زيارة بوتين إلى الشمال المعزول في يونيو (حزيران). وتلزم الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر الطرفين بتقديم الدعم العسكري الفوري للطرف الآخر في حال تعرضه للغزو.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي أرسل «أطيب التمنيات للشعب الروسي الشقيق وجميع أفراد الخدمة في الجيش الروسي الشجاع بالنيابة عن نفسه، والشعب الكوري، وجميع أفراد القوات المسلحة في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية». كما أعرب كيم عن «استعداده لتصميم مشاريع جديدة والدفع بها قدماً» بعد «رحلتهما المجدية عام 2024». وفي إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، أعرب كيم أيضاً عن أمله بأن يكون عام 2025 هو العام «الذي يهزم فيه الجيش والشعب الروسيان النازية الجديدة ويحققان نصراً عظيماً».

وتتهم الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بيونغ يانغ المسلحة نووياً بإرسال أكثر من 10 آلاف جندي لدعم روسيا في قتالها ضد أوكرانيا. ويقول خبراء إن كيم يسعى في المقابل للحصول من موسكو على تقنيات متطورة وخبرة قتالية لقواته. وأوردت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية، الجمعة، أن بوتين بعث برسالة مماثلة إلى كيم أشاد فيها بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووقع كيم وبوتين معاهدة دفاع مشترك في قمة انعقدت في يونيو (حزيران)، التي تدعو كل جانب إلى مساعدة الآخر في حالة وقوع هجوم مسلح، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأرسلت كوريا الشمالية منذ ذلك الحين عشرات الآلاف من الجنود إلى روسيا لدعم حربها ضد أوكرانيا، وقالت سيول وواشنطن إن أكثر من ألف منهم قُتلوا أو أصيبوا.