رأى تيار «المستقبل» أن ردود الفعل على خطاب الرئيس المكلف سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده يوم الأحد الماضي، «ضجت بنعرات طائفية» في إشارة إلى ردود مقربين من «التيار الوطني الحر» على الخطاب، وسط التأزم المتواصل على خط تشكيل الحكومة اللبنانية.
ونوّه المكتب السياسي لـ«تيار المستقبل» بعد اجتماع عقده لمناقشة الشؤون التنظيمية والتطورات السياسية بعد خطاب الحريري «بما تضمنه الخطاب من مكاشفة ومصارحة مع الرأي العام حول الجهة التي تعرقل تأليف حكومة الاختصاصيين من غير الحزبيين المنوي تأليفها وفق معايير المبادرة الفرنسية وما نص عليه الدستور، لوقف الانهيار وتطبيق الإصلاحات وإعمار ما دمره انفجار المرفأ، وتشديده على ضرورة استعادة ثقة العرب والعالم من خلالها».
واستنكر المكتب السياسي «ما صدر من ردود فعل على الخطاب خلت من أي مضامين سياسية، وضجت بنعرات طائفية لا قيمة لها، ولا تستحق التوقف عندها أو الرد، أمام ما تضمنه الخطاب من حقائق ووقائع سياسية كشفت المعرقلين ووضعت حداً للتضليل الإعلامي».
ويتواصل التأزم الذي يحيط بعملية تشكيل الحكومة، وارتفع منسوبه خلال اليومين الماضيين إثر السجال الذي اندلع بين «تيار المستقبل» ومقربين من الرئاسة اللبنانية. واعتبر الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري في تصريح تلفزيوني أمس أن «رئاسة الجمهورية في بعبدا مخطوفة من قبل التيار الوطني الحر، ويجب تحريرها واستردادها»، مشيرا إلى أن «الرئيس ميشال عون لا يتعاطي كرئيس جمهورية حكم بين اللبنانيين، بل كطرف»، مضيفاً أنه «يحزن على هذا الموقع الذي وضعه فيه التيار».
ولم تحل السجالات دون تأكيد «المستقبل» أن الحريري ملتزم بتشكيل الحكومة وهو مصمم عليها، في وقت لا يزال التأزم قائماً، وظهرت آخر فصوله أمس في «لقاء خلدة» الذي عُقِد في دارة النائب طلال أرسلان، واعتبر المجتمعون «انّ هناك تعدياً وبصورة علنية، على حقّ طائفة مؤسسة للكيان اللبناني، من خلال الإجحاف في تمثيلها داخل الحكومة، حيث يتم خفض هذه النسبة إلى النصف في حكومة من 18 وزيراً». ورأى المجتمعون أنها «حكومة كيدية بامتياز تهدف إلى تحجيم الدروز عبر إلغاء التنوع السياسي الدرزي الذي يفوق عمره عمر لبنان بمئات السنين». ورأوا أن ذلك يشكل «تعدياً مرفوضاً شكلاً ومضموناً، وموقفنا منه لن يتغيّر مهما تغيّرت الظروف أو تبدّلت».
في المقابل، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس، أن «مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري مخرج صالح لخروج لبنان من أزمة تشكيل الحكومة، وأن المبادرات الدولية والمحلية فرصة ذهبية يجب أن يستثمرها أهل السياسة في لبنان، من أجل رفع البلد من عمق الهاوية التي بات في حضنها، خصوصا لجهة الأزمة الاقتصادية التي تزداد يوما بعد آخر».
وقال خريس في تصريح: «عليهم خصوصا في رئاسة الجمهورية أن يستفيدوا من الحوادث التي عصفت بلبنان، ودفع ثمنها الشعب اللبناني كافة، لأن الحلول في هذا الوطن كانت دائما مجتزأة، ولم توجد حلول جذرية تضع الوطن على السكة الصحيحة، لينطلق قطار إلغاء الطائفية السياسية لإنهاء أزمة لبنان».
«المستقبل»: الردود على خطاب الحريري ضجّت بنعرات طائفية
أمينه العام اعتبر رئاسة الجمهورية «مخطوفة من الوطني الحر»
«المستقبل»: الردود على خطاب الحريري ضجّت بنعرات طائفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة