بعثة أمنية إسرائيلية في الخرطوم

TT

بعثة أمنية إسرائيلية في الخرطوم

قالت مصادر إعلامية إسرائيلية، أمس الثلاثاء، إن «بعثة أمنية إسرائيلية زارت العاصمة السودانية، الخرطوم، مساء الاثنين، وإنها وصلت مطارها عبر طائرة خاصة»، فيما لم يصدر تأكيد إسرائيلي أو سوداني رسمي، عن هذه الزيارة.
وتأتي هذه الزيارة بعد نحو 3 أسابيع من زيارة قام بها وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين للعاصمة السودانية، وذلك بعد أشهر من اتفاق السودان​ وإسرائيل على تطبيع العلاقات.
ونسب عدد من وسائل الإعلام المحلية في السودان، إلى مصادر إسرائيلية، أن الطائرة الإسرائيلية الخاصة مملوكة لشركة «عايت»، حطت في مطار الخرطوم، أول من أمس، وهي تقل بعثة دبلوماسية إسرائيلية، ينتظر أن تجري مباحثات مع المسؤولين السودانيين. وذكرت أن الطائرة نفسها كان قد استخدمها وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، في زيارته للسودان في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي.
ومنذ لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في «عنتيبي» الأوغندية، فبراير (شباط) الماضي، زار أكثر من وفد إسرائيلي السودان، «سراً»، ولم تعلق الخرطوم الرسمية على تلك الزيارات التي يكشف عنها المسؤولون الإسرائيليون بعيد عودتهم إلى تل أبيب.
وتعد زيارة وزير الاستخبارات الإسرائيلي (إيلي كوهين) للسودان، يناير الماضي، أرفع زيارة لمسؤول إسرائيلي للسودان، التقى فيها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، كما سربت إسرائيل صورة جمعت بينه ووزير الدفاع السوداني. وقال كوهين عقب عودته، إن السودانيين معنيون بالتقدم في مسار التطبيع مع إسرائيل «بسرعة وفي كل المجالات»، مضيفاً: «وصلنا الخرطوم والمخاوف تسيطر علينا، وعدنا راضين تماماً، فقد تحول الأعداء إلى أصدقاء».
ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن كوهين غداة عودته من الخرطوم، وصفه لزيارته للسودان، بأنها «ليست مجرد زيارة، إنها لحظة تاريخية، أنا المسؤول الأول الذي يصل الدولة التي أعلنت فيها اللاءات الثلاث، وشاركت في الحروب ضدنا». وأعلن المسؤول الإسرائيلي، أنه اتفق مع السودان على إعادة «لاجئي العمل السودانيين» في إسرائيل. وأشار إلى أنها المرة الأولى التي يستقبل فيها وفد إسرائيلي علناً في الخرطوم، رغم وجود قانون سوداني يلزم الحكومة بمقاطعة إسرائيل.
ووقّع السودان رسمياً في 6 يناير الماضي، على «اتفاقيات إبراهام» مع الولايات المتحدة، وتنص على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك أثناء زيارة تاريخية للخرطوم قام بها وزير الخزانة الأميركي ستيفن مينوشين الذي وقع الاتفاق عن الجانب الأميركي، فيما وقعه عن الجانب السوداني وزير العدل نصر الدين عبد الباري.
وأفادت قناة «الغد» بالخرطوم، بأن الإعلام الإسرائيلي، هو الذي أفصح عن الزيارة يوم الاثنين، وسط تجاهل حكومي وإعلامي سوداني للإعلان عن الزيارة، فيما تحدث موقع تلفزيون i24 الإسرائيلي، إلى أن المكونات السياسية السودانية، تشهد خلافات حول التطبيع مع إسرائيل، «مثل حزب الأمة، الذي دعا إلى أحقية مجلس النواب السوداني بعد تشكيله في الموافقة على التطبيع أو رفض».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.