تصعيد في التطرف عشية الانتخابات المبكرة للكنيست

25 % من الإسرائيليين يؤيدون وزيراً متطرفاً و6 % ضد العرب في الحكومة

إسرائيلي متشدد يعبر لافتات انتخابية مارس الماضي (رويترز)
إسرائيلي متشدد يعبر لافتات انتخابية مارس الماضي (رويترز)
TT

تصعيد في التطرف عشية الانتخابات المبكرة للكنيست

إسرائيلي متشدد يعبر لافتات انتخابية مارس الماضي (رويترز)
إسرائيلي متشدد يعبر لافتات انتخابية مارس الماضي (رويترز)

مع الاقتراب من موعد الانتخابات المبكرة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، التي ستجري في 23 مارس (آذار) القادم، تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية تصعيداً في التطرف ضد العرب لصالح غلاة اليمين المتطرف. فقد أظهر استطلاع رأي، نُشر أمس الاثنين، أن رُبع الإسرائيليين يؤيدون تعيين رئيس حزب «عوتصما يهوديت»، إيتمار بن غفير، المعروف بمطلبه التخلص من الوجود العربي في البلاد، وحلمه ببناء هيكل يهودي مكان قبة الصخرة في المسجد الأقصى، وزيراً في الحكومة القادمة.
وقد اهتم معدو الاستطلاع، في إذاعة «103FM» المحلية في تل أبيب، أمس، بهذا الموضوع لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عمل بكل قوته على تجميع قوى اليمين المتطرف في قائمة واحدة، لكي يضمن ألا تضيع أصوات اليمين هباء، وقد أبرم اتفاق فائض أصوات مع قائمة «الصهيونية الدينية» التي تضم حزب بن جبير، مع حزب عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، وتبين أن هذا الاتفاق، يتضمن بنداً ينص على دخول هذه القائمة إلى الائتلاف واحتمال أن يصبح بن غفير وزيراً في الحكومة. ومع أن نتنياهو نفى أن يكون قد وعد بذلك، إلا أن مقربين من بن غفير أكدوا وجود الوعد.
ووفقاً للاستطلاع، عارض 46 في المائة من الإسرائيليين تعيين بن غفير وزيراً، بينما أيد ذلك 25 في المائة. وفي أوساط مصوتي اليمين ترتفع نسبة مؤيدي تعيين بن غفير وزيراً إلى 37 في المائة، وعارض ذلك فقط 31 في المائة. وطرح الاستطلاع سؤالاً يتحدث عن إمكانية إشراك «القائمة المشتركة» في الحكومة القادمة. فعارض 64 في المائة هذه الإمكانية، لكن 21 في المائة أيدوها.
وتعكس هذه النتائج مدى التحول اليميني في الخريطة الحزبية الإسرائيلية لصالح قوى التعصب. وإذا أخذنا بن غفير مقياساً، فهو من القوى التي كانت منبوذة في الساحة السياسية الإسرائيلية، حتى بين اليهود، إذ إنه معروف بكونه ناشطاً سياسياً يمينياً متطرفاً، في حزب «كهانا» الذي تم حظره في الماضي باعتباره حزباً إرهابياً. وبن غفير كان مستشارا إعلاميا لعضو الكنيست السابق ميخائيل بن آري، والناطق الرسمي لحركة الجبهة الوطنية اليهودية التي تعتبر امتدادا لحزب كهانا. وخلال حياته السياسية، قدمت ضده 50 لائحة اتهام، 8 منها جنائية، إلى جانب أعمال شغب والإخلال بعمل الشرطة، والتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية وغيرها.
وقد تباهى بن غفير في الماضي، بأنه يضع في صدر بيته صورة كبيرة يمجد فيها باروخ غولدشتاين، منفذ مجزرة الخليل، التي وقعت في 25 فبراير (شباط) سنة 1994، وقُتل فيها 45 مصليا مسلما من فلسطينيي مدينة الخليل في الحرم الإبراهيمي. وقد اشتهر عن حزب الليكود بقيادة مناحم بيغن، أنه أمر نواب الليكود بمغادرة قاعة الكنيست، في كل مرة وقف فيها كهانا يلقي خطاباً له في الكنيست، قبل أن يتم حظر حزبه ومنعه من الترشح للانتخابات.
ولكن أموراً كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين، إذ اتجه المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين، وصار الليكود تحت قيادة نتنياهو الذي يمنح الشرعية لحزب كهانا الجديد، في سبيل الحفاظ على حكمه.
يذكر أن الاستطلاع المذكور أشار إلى أنه في حال جرت انتخابات الكنيست، الآن، سيحصل حزب الليكود، على 29 مقعداً (يوجد له اليوم 36 مقعداً)، فيما يستمر حزب «ييش عتيد» (يوجد مستقبل)، برئاسة يائير لبيد، في قيادة معسكر معارضي نتنياهو ويحصل على 18 مقعداً (له اليوم 12 مقعداً). وتراجع حزب «تكفا حدشا» (أمل جديد)، المنشق عن الليكود برئاسة غدعون ساعر، إلى 14 مقعداً، فيما حصل تجمع أحزاب اليمين «يمينا»، برئاسة نفتالي بنيت، على 13 مقعداً. وأما «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، فتهبط بشكل حاد من 15 إلى 9 مقاعد، ويهبط حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين من 9 إلى 8 مقاعد، ويحافظ على قوته، كل من حزب اليهود المتدينين الأشكناز «يهدوت هتوراة» 7 مقاعد، وحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، 7 مقاعد، ويحصل حزب العمل على 6 مقاعد، وحزب سموتريتش وبن غفير على 5 مقاعد، وحزب ميرتس اليساري 4 مقاعد.
ويستطيع نتنياهو، بهذه التركيبة، أن يشكل حكومة يمين صرف إذا وافق نفتالي بنيت على الانضمام إليها. وتسقط عدة أحزاب لا تستطيع تجاوز نسبة الحسم، وبينها: حزب «كاحول لافان»، برئاسة بيني غانتس، والقائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية)، وهي غير القائمة المشتركة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.