وفد تقني إماراتي في إسرائيل لترتيب افتتاح السفارة

TT

وفد تقني إماراتي في إسرائيل لترتيب افتتاح السفارة

رغم إغلاق مطار بن غوريون بسبب إجراءات مكافحة فيروس كورونا، وصل إلى إسرائيل، أمس الاثنين، وفد تقني من الإمارات، لترتيب آخر الإجراءات الضرورية لفتح مقر السفارة في مدينة تل أبيب.
وقال مصدر حكومي رسمي، إن الوزارات المختصة منحت للوفد الإماراتي تصريحاً خاصاً يمكنه من دخول إسرائيل، رغم قرار الإغلاق. واعتبر ذلك «تعبيراً عن الشعور بأن إطلاق العلاقات بين البلدين هو حاجة ملحة للبلدين».
كانت إسرائيل قد رحبت بتعيين محمد محمود آل خاجة، سفيراً للإمارات في تل أبيب، وأدائه، الأحد، اليمين الدستورية، أمام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، ورئيس مجلس الوزراء، الذي تمنى للسفير العمل بجد وصدق لتوطيد علاقات التعاون مع إسرائيل. ونشرت وزارة الخارجية الخبر، مشيرة إلى أن السفير الجديد هو «ابن عائلة عريقة في الإمارات وابن النخبة السياسية، ويحتل منصباً رفيعاً كمسؤول عن ديوان وزير الخارجية، وهذا دليل على الأهمية الكبرى التي توليها الإمارات للعلاقات مع إسرائيل». وذكرت بأن إسرائيل أيضاً عينت لها دبلوماسياً رفيعاً في أبوظبي، هو إيتان نائيه، الذي سبق وأن شغل منصب سفير في كل من الصين وتركيا واليابان وسويسرا. وقد كتب في حسابه على «تويتر»، عندما وصل إلى أبوظبي: «تغمرني مشاعر جياشة مع وصولي للإمارات لافتتاح السفارة الإسرائيلية في أبوظبي».
كانت إسرائيل أغلقت المطار الرئيسي في البلاد حتى نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي، أمام كافة الرحلات التجارية ضمن إجراءات إضافية تسعى لها الدولة للحد من تفشي الفيروس التاجي. ثم مددت الإغلاق أسبوعاً تلو الآخر، مما أعاق اتساع حلقات الرحلات الجوية بين البلدين. وحسب السفير نائيه، سيدخل مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الإمارات سنوياً، عندما تزال قيود «كورونا».



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.