تعرّف على مزايا «غالاكسي إس 21 ألترا 5 جي»

تختبر الهاتف عند إطلاقه في المنطقة العربية... بنظام كاميرات متميز

هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 21 ألترا»
هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 21 ألترا»
TT
20

تعرّف على مزايا «غالاكسي إس 21 ألترا 5 جي»

هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 21 ألترا»
هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 21 ألترا»

أصبح بإمكان محبي الهواتف الذكية استخدام أحدثها الذي أطلق في المنطقة العربية يوم الجمعة الماضي، وهو هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 21 ألترا 5 جي» (Samsung Galaxy S21 Ultra 5G) بمواصفاته المتقدمة وتصميمه الأنيق. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف قبل إطلاقه في المنطقة العربية، ونذكر ملخص التجربة.
- تصميم أنيق
لم تعد حواف الشاشة المنحنية على الجانبين أبرز السمات التي تميز هواتف «سامسونغ»، فشاشة هذا الهاتف مستوية الحواف تقريباً مع وجود انحناء طفيف جداً على الأطراف لتلطيفها وإكسابها مزيداً من الأناقة. وتم تقليص حجم ثقب الكاميرا الأمامية على الرغم من حجم المستشعر الكبير نسبياً الذي تبلغ دقته 40 ميغابيكسل. ويستخدم الهاتف الجيل الثاني من قارئ البصمة بالأمواج فوق الصوتية الأكبر بنحو 77 في المائة وأسرع بـ50 في المائة من مستشعر الجيل الأول.
ويستطيع الهاتف مقاومة الغبار والغمر بالمياه لمدة 30 دقيقة على عمق 1.5 متر، وفقاً لمعيار «IP68»، مع استخدام الجيل السابع من زجاج الحماية من شركة «Corning» لإكسابه مزيداً من المتانة والمقاومة للخدوش والكسور.
ويقدم الهاتف مزايا خاصة به غير موجودة في «غالاكسي إس 21» و«غالاكسي إس 21+»، منها الشاشة الكبيرة بقطر 6.8 بوصة التي تعرض الصورة بشدة أكثر سطوعاً بنحو 25 في المائة مقارنة بهاتف «غالاكسي إس 20»، وهي الشاشة الأكثر سطوعاً في سلسلة «غالاكسي إس» إلى الآن، وتعمل بتقنية «Dynamic AMOLED 2X Infinity-O» وتعرض الصورة بمعدل تحديث يبلغ 120 هرتز.
- مزايا متقدمة
يستخدم الهاتف مستشعر كاميرا خلفياً مطوراً يعمل بدقة 108 ميغابكسل يستطيع التقاط الصور بتقنية المجال الديناميكي العالي (High Dynamic Range HDR) بدقة 12 بت، وذلك للحصول على ألوان أغنى بنحو 64 مرة. ويسمح الهاتف للمرة الأولى في السلسلة بتسجيل عروض الفيديو بدقة 4K وبسرعة 60 صورة في الثانية لكل العدسات الأمامية والخلفية، إلى جانب توفير القدرة على حفظ الصورة النهائية بصيغة ملفات «RAW» بدقة 12 بت للمحافظة على كل التفاصيل لدى تحريرها. كما يقدم مستشعرات خلفية أخرى بدقة 10 و10 و12 ميغابكسل (للتصوير البعيد، والقريب والعدسة الواسعة)، إلى جانب مستشعر كاميرا أمامي بدقة 40 ميغابكسل بعدسة واسعة أيضاً، وذلك بمجموع يبلغ 180 ميغابكسل لنظام الكاميرات المدمج.
ولن يضحي المستخدم بوضوح الصورة لدى استخدام خاصية التكبير، وذلك بفضل توفير ميزة خاصية التكبير الاتساعي (100x Space Zoom) للحصول على صورة أكبر بمائة ضعف بفضل نظام العدسة المزدوجة الجديد واستخدام تقنيات البكسلات الثنائية (Dual Pixel)، وتثبيت الصورة آلياً لالتقاط صور واضحة في جميع الظروف. ويُعد مستشعر «Bright Night» المطور الطفرة الكبرى من نوعها للسلسلة في التصوير الفوتوغرافي في ظروف الإضاءة المنخفضة. وبفضل خاصية الوضع الليلي المحسنة وخفض الضوضاء وتقنية «Nona-binning» بدقة 12 ميغابكسل، يمكن للمستخدم التقاط أصعب اللقطات بسهولة، مثل في الغرف ذات الإضاءة الخافتة أو المنظر الطبيعي ليلاً، وبسرعة وبجودة عالية.
ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «أندرويد 11»، ويدعم شبكات الجيل الخامس للاتصالات لرفع سرعات الاتصال بالإنترنت وتحميل البيانات والتواصل مع الآخرين بدقة عالية جداً دون أي تقطع. الهاتف مؤمن عبر تقنية «Samsung Galaxy Vault» التي تعد منصة أمان خاصة بالشركة عبر تقنية النظام داخل الشريحة الرئيسية فيه، والتي من شانها تقديم طبقة حماية جديدة بفضل إضافة ذاكرة مؤمنة ومقاومة للعبث بها إلى معالج الهاتف الآمن.
وتقدم الشركة أداة جديدة لحماية ومراقبة الخصوصية وإزالة البيانات الوصفية (Meta-data) قبل مشاركة الصور. ويمكن من خلال خاصية «Private Share» التحكم أيضاً بمن يمكنه الوصول إلى المحتوى الذي يرسله المستخدم ومدة إتاحته، ليستطيع المستخدم مشاركة المحتوى دون قلق. كما يمكن تحديد موقع الجهاز بسرعة وسهولة حتى ولو لم يكن متصلاً بالإنترنت، وذلك باستخدام ملحق «Galaxy SmartTag» لدعم المستخدم في تحديد موقع الأجهزة عبر تقنية «بلوتوث».
ويمكن شحن بطارية الهاتف من الصفر إلى 50 في المائة خلال 30 دقيقة فقط، وهو يدعم استخدام قلم «إس» (S-Pen) الخاص بهواتف سلسلة «غالاكسي نوت» وأجهزة «غالاكسي تاب» اللوحية للمرة الأولى في سلسلة «غالاكسي إس».
ويعد الهاتف من أوائل الهواتف الذكية التي تدعم شبكات «واي فاي 6 إي» (WiFi 6E) لنقل البيانات ومشاركة المحتوى بسرعات فاقة، إلى جانب دعمه شبكات الجيل الخامس للاتصالات فائقة السرعة للاستمتاع بعرض وتحميل سريع لمحتوى الفيديو وعقد مؤتمرات الفيديو بدقة عالية.
كما يدعم الهاتف تقنية النطاق العريض جداً (Ultra-Wide Band) للفتح التلقائي لأبواب السيارات المتوافقة دون الحاجة لاستخدام المفاتيح. ونظراً لأهمية الحفاظ على اتصال مستقر وغير منقطع لكل الأجهزة المتصلة، يدعم الهاتف تقنية الاتصال الثنائي لـ«بلوتوث» (Dual Bluetooth) التي تساعد الأجهزة المتصلة به (مثل سماعات Galaxy Buds Pro) في استهلاك البطارية بشكل أقل وتوفير اتصال لاسلكي مستقر بالملحقات.
الهاتف متوافر في المنطقة العربية بدءاً من يوم الجمعة الماضي (12 فبراير/ شباط) باللون الفضي بـ128 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة وذاكرة تبلغ 12 غيغابايت بسعر 5199 ريالاً سعودياً (1386 دولاراً)، إلى جانب توفير إصدار اللون الأسود بسعات التخزين المدمجة 128 و256 غيغابايت و12 غيغابايت من الذاكرة بأسعار 5199 (1386 دولاراً) و5399 ريالاً سعودياً (1440 دولاراً)، وإصدار أسود خاص بـ512 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة و16 غيغابايت من الذاكرة بـ5899 ريالاً سعودياً (1573 دولاراً).
- تفوق تقني على المنافسين
• لدى مقارنة «غالاكسي إس 21 ألترا 5 جي» مع «آيفون 12 برو ماكس»، نجد أن هاتف «سامسونغ» يتفوق في قطر الشاشة (6.7 مقارنة بـ6.8 بوصة)، ودقتها (3200x1440 مقارنة بـ2778x1284 بكسل)، وكثافتها (515 مقارنة بـ458 بكسل في البوصة) ومعدل العرض (120 مقارنة بـ60 هرتز)، ودعم لتقنية المجال العالي الديناميكي HDR (10+ مقارنة بـ10)، والمعالج (ثماني النواة: نواة بسرعة 2.9 غيغاهرتز و3 أنوية بسرعة 2.8 غيغاهرتز و4 أنوية بسرعة 2.2 غيغاهرتز في إصدار المنطقة العربية، مقارنة بـ6 أنوية: نواتان بسرعة 3.1 غيغاهرتز و4 أنوية بسرعة 1.8 غيغاهرتز)، والذاكرة (12 أو 16 وفقاً للإصدار مقارنة بـ6 غيغابايت)، والكاميرا الأمامية (40 مقارنة بـ12 ميغابكسل)، والكاميرات الخلفية (108 و10 و10 و12 مقارنة بـ12 و12 و12 ميغابكسل)، وشبكات «واي فاي» («6 إي» مقارنة بـ6) و«بلوتوث» (5.2 مقارنة بـ5.0)، ودعم لاستقبال بث الراديو «إف إم»، ومستشعر البصمة خلف الشاشة، والقدرة على ربطه بأي شاشة وتحويله إلى كومبيوتر محمول، والبطارية (5000 مقارنة بـ3687 ملي أمبير/ ساعة)، ودعم الشحن السريع (25 مقارنة بـ20 واط)، ودعم الشحن اللاسلكي العكسي، والوزن (227 مقارنة بـ228 غراماً)، ودعم لاستخدام القلم الذكي.
ويتعادل الهاتفان في السعة التخزينية (128 و256 و512 غيغابايت)، ودعمهما لاستخدام شريحتي اتصال أو شريحة اتصال عادية وأخرى إلكترونية (eSIM)، ودعم شبكات الجيل الخامس للاتصالات. ويتفوق «آيفون 12 برو ماكس» في السماكة (7.4 مقارنة بـ8.9 مليمتر) فقط.
• أما لدى مقارنة الهاتف مع «وان بلاس 8 برو»، نجد أن هاتف «سامسونغ» يتفوق في قطر الشاشة (6.8 مقارنة بـ6.78 بوصة)، ودقتها (3200x1440 مقارنة بـ3168x1440 بكسل) وكثافتها (515 مقارنة بـ513 بكسل في البوصة)، والمعالج (ثماني النواة: نواة بسرعة 2.9 غيغاهرتز و3 أنوية بسرعة 2.8 غيغاهرتز و4 أنوية بسرعة 2.2 غيغاهرتز في إصدار المنطقة العربية، مقارنة بنواة بسرعة 2.84 غيغاهرتز و3 أنوية بتردد 2.42 غيغاهرتز و4 أنوية بتردد 1.8 غيغاهرتز)، والذاكرة (12 و16 مقارنة بـ8 و12 غيغابايت)، والسعة التخزينية المدمجة (128 و256 و512 مقارنة بـ128 و256 غيغابايت)، والكاميرا الأمامية (40 مقارنة بـ16 ميغابكسل)، والكاميرات الخلفية (108 و10 و10 و12 مقارنة بـ48 و8 و48 و5 ميغابكسل)، وشبكات «واي فاي» («6 إي» مقارنة بـ6) و«بلوتوث» (5.2 مقارنة بـ5.1)، ودعم لاستقبال بث الراديو «إف إم»، والقدرة على ربطه بأي شاشة وتحويله إلى كومبيوتر محمول، والبطارية (5000 مقارنة بـ4510 ملي أمبير/ ساعة)، والشحن اللاسلكي العكسي (4.5 مقارنة بـ3 واط).
ويتعادل الهاتفان في تردد عرض الشاشة (120 هرتز)، بينما يتفوق «وان بلاس 8 برو» في قدرة الشاحن (30 مقارنة بـ25 واط) والشاحن اللاسلكي (30 مقارنة بـ15 واط)، والسماكة (8.5 مقارنة بـ8.9 مليمتر) والوزن (199 مقارنة بـ227 غراماً)، ودعم لاستخدام القلم الذكي.


مقالات ذات صلة

«أدوبي» تُعيد رسم مستقبل الإبداع عبر الذكاء الاصطناعي الوكيلي

تكنولوجيا أعلنت «أدوبي» عن تقنية «الذكاء الاصطناعي الوكيلي» لتعزيز الإبداع عبر مساعدين أذكياء في «أدوبي أكروبات» و«فوتوشوب» و«بريمير برو» يفهمون السياق وينفذون المهام (أدوبي)

«أدوبي» تُعيد رسم مستقبل الإبداع عبر الذكاء الاصطناعي الوكيلي

كشفت شركة «أدوبي» (Adobe) عن رؤيتها المستقبلية لتسريع عجلة الإبداع والإنتاجية من خلال الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي الوكيلي (Agentic AI)، وهي تقنية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص التبريد وحده يستهلك ما يصل إلى 50 % من الطاقة في مراكز البيانات بالمنطقة ما يعزز الحاجة إلى تقنيات أكثر كفاءة (شاترستوك)

خاص الطاقة المستدامة... هل ستكون ركيزة مستقبل مراكز البيانات في الشرق الأوسط؟

يشهد الشرق الأوسط تحولاً في تشغيل مراكز البيانات باستخدام الطاقة المستدامة، مثل الغاز المشتعل، لتحقيق كفاءة أكبر وسيادة رقمية وتقليل الانبعاثات البيئية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا النظام الجديد يستخدم كاميرا وخوارزمية ذكاء اصطناعي لتحليل البيئة وتحديد المسارات الخالية من العقبات (Nature Machine Intelligence)

اسمع واشعر وتقدَّم... جهاز ذكي للمكفوفين عبر الذكاء الاصطناعي

جهاز قابل للارتداء مدعوم بالذكاء الاصطناعي قد يُحدث ثورة في تنقّل ضعاف وفاقدي البصر.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمكن للروبوت القفز فوق العقبات المرتفعة والتنقل عبر الأسطح المائلة أو غير المستوية مع استهلاك طاقة أقل مقارنةً بالروبوتات الطائرة (MIT)

روبوت يقفز بلا توقف... هل يكون بطل المهام المستحيلة؟

الروبوت القافز الصغير من «MIT» يجمع بين خفة الحركة وكفاءة الطاقة وقادر على تجاوز العقبات والتضاريس المعقدة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمثل «Veo 2» نقلة نوعية في أدوات الإبداع الرقمي ويمنح المستخدمين منصة قوية لرواية القصص بصرياً وبمسؤولية (غوغل)

«غوغل» تطلق «Veo 2» لصناعة الفيديو بالذكاء الاصطناعي عبر «جيمناي»

يحول نموذج «Veo 2» النصوص إلى فيديوهات واقعية عبر «جيمناي» وبدقة عالية، مع أدوات أمان مدمجة، ودعم للمشاركة، والإبداع العالمي.

نسيم رمضان (لندن)

الطاقة المستدامة... هل ستكون ركيزة مستقبل مراكز البيانات في الشرق الأوسط؟

التبريد وحده يستهلك ما يصل إلى 50 % من الطاقة في مراكز البيانات بالمنطقة ما يعزز الحاجة إلى تقنيات أكثر كفاءة (شاترستوك)
التبريد وحده يستهلك ما يصل إلى 50 % من الطاقة في مراكز البيانات بالمنطقة ما يعزز الحاجة إلى تقنيات أكثر كفاءة (شاترستوك)
TT
20

الطاقة المستدامة... هل ستكون ركيزة مستقبل مراكز البيانات في الشرق الأوسط؟

التبريد وحده يستهلك ما يصل إلى 50 % من الطاقة في مراكز البيانات بالمنطقة ما يعزز الحاجة إلى تقنيات أكثر كفاءة (شاترستوك)
التبريد وحده يستهلك ما يصل إلى 50 % من الطاقة في مراكز البيانات بالمنطقة ما يعزز الحاجة إلى تقنيات أكثر كفاءة (شاترستوك)

مع تسارع التحوّل الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتزايد الضغوط على مراكز البيانات التي تُعدّ البنية التحتية الأساسية لهذا التحول. ويزيد تنامي تقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء و«البلوك تشين» والأصول الرقمية، الطلب على الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المراكز في ارتفاع مستمر. لكن في منطقة غنية بمصادر الطاقة غير المستغلة، تظهر فرصة فريدة تتمثل في تشغيل الاقتصاد الرقمي بطريقة مستدامة.

يؤكد محمد المصري، العضو المنتدب لشركة «هودلر إنفستمنتسي» (Hodler Investments) في مقابلة مع «الشرق الأوسط» أن الطاقة المستدامة لم تعد خياراً بل ضرورة، ومن دونها قد يصبح هذا القطاع مصدراً رئيسياً للانبعاثات رغم كونه العمود الفقري للاقتصاد الرقمي.

محمد المصري العضو المنتدب لشركة «هودلر إنفستمنتسي» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»
محمد المصري العضو المنتدب لشركة «هودلر إنفستمنتسي» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»

معضلة الطاقة في مراكز البيانات

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً رقمياً غير مسبوق، تقوده تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية (فينتك) والمدن الذكية والأصول الرقمية. ونتيجة ذلك، يزداد الطلب على مراكز البيانات، سواء الضخمة أو الطرفية (Edge Data Centers)؛ حيث يستهلك كل مركز ما بين عشرات إلى مئات الميغاواط.

وفي مناطق الخليج ذات الحرارة العالية يُمكن أن يشكل التبريد وحده 40-50 في المائة من استهلاك الطاقة حسب الدراسات. ومع هذا الطلب المتسارع، تبرز ضرورة مزدوجة، وهي توسيع البنية الرقمية بسرعة لكن بطريقة تراعي كفاءة الطاقة.

حلول مبتكرة لملامح جديدة للطاقة

وفقاً لمحمد المصري، لا تُواجه المنطقة تحديات الاستدامة فحسب، بل تقود أيضاً اتجاهات جديدة في هذا المجال. ويشير إلى 3 ابتكارات رئيسية وهي نماذج «خلف السياج» للطاقة؛ حيث يتم استخدام مصادر طاقة مهملة أو غير مستغلة، مثل الغاز المهدور والطاقة الشمسية لتغذية مراكز البيانات مباشرة دون الاعتماد على الشبكات التقليدية. ثانياً أنظمة تبريد متقدمة، مثل التبريد الهجين باستخدام الماء أو الغمر، وهي تقنيات تُقلل بشكل كبير من الطاقة المستخدمة في التبريد، خصوصاً في البيئات الحارة. والابتكار الثالث هو «البلوك تشين» (Blockchain) لمراقبة الطاقة؛ حيث يُستخدم لتتبع استهلاك الطاقة وتداول الاعتمادات الكربونية، ما يُضيف طبقة من الشفافية والمرونة في إدارة الطاقة.

من الهدر إلى الاستثمار

من بين أكثر الابتكارات تميزاً هو استخدام الغاز المشتعل الناتج الثانوي، الذي غالباً ما يُهدر أو يُحرق في مواقع النفط والغاز بوصفه مصدر طاقة لتشغيل مراكز البيانات المتنقلة.

ويوضح المصري أن هذا النموذج يحوّل ما كان يُعد عبئاً بيئياً إلى أصل اقتصادي. ويضيف أنه يُقلل الانبعاثات ويُعزز الكفاءة ويُفكك مركزية الحوسبة عبر تقريبها من مصادر الطاقة.

الكفاءة والانبعاثات والتكاليف

لقد أصبحت الفوائد العملية للطاقة المستدامة واضحة بالأرقام؛ حيث إن فاعلية استخدام الطاقة (PUE) تحسنت بشكل ملحوظ، وغالباً ما تنخفض إلى أقل من 1.2 في المواقع المستدامة.

ويشرح محمد المصري أيضاً أن الانبعاثات الكربونية انخفضت بنسبة 40-70 في المائة مقارنة بالمراكز المعتمدة على الشبكة. كما أضحت التكاليف التشغيلية أقل بفضل انخفاض تكاليف التبريد وتوفير الطاقة محلياً، لكن أين يكمن الأثر الأعمق في السيادة الرقمية والطاقة؟

يجيب محمد المصري خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن ذلك قائلاً: «عندما تُستهلك الطاقة في مكان إنتاجها نفسه، لا نعود بحاجة لنقلها إلى مسافات بعيدة، وهذا يعيد العلاقة بين الموارد والمجتمعات المحلية، ويمنح الفرص للمناطق الطرفية، ويخلق ثروة في كل واط».

الطلب المتسارع على مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلب حلولاً طاقية مستدامة وفعالة (شاترستوك)
الطلب المتسارع على مراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتطلب حلولاً طاقية مستدامة وفعالة (شاترستوك)

التقنيات الحديثة تُغيّر قواعد اللعبة

لم تعد التقنيات الحديثة تستهلك الطاقة فحسب، بل أصبحت تسهم أيضاً في إدارتها بكفاءة. فأنظمة الذكاء الاصطناعي باتت قادرة على تحسين عمليات التبريد وتوزيع الكهرباء في الوقت الفعلي، في حين تُسهِم المستشعرات الذكية في دعم الصيانة التنبؤية والحد من الأعطال قبل وقوعها. وتُستخدم «البلوك تشين» في تداول الطاقة واعتمادات الكربون.

يقول محمد المصري إن «التقنيات الحديثة جعلت استراتيجيات الطاقة أكثر استباقية وذكاءً». ويتوقع المصري أن تشمل الموجة القادمة من الابتكار دمج الشبكة الصغيرة (Microgrid)، أي الجمع بين الطاقة الشمسية والبطاريات والغاز، وكذلك تعميم التبريد بالغمر في بيئات الحوسبة الكثيفة.

وفيما لا تزال الأطر التنظيمية في تطور، فإن دولاً مثل السعودية والإمارات ومصر تُظهر دعماً متزايداً للبنية التحتية المستدامة.

ويحذر المصري من أن «التنظيم يمكن أن يفتح الباب أو يعوق التقدم»، وأن «سياسات شفافة وطموحة ضرورية لبناء اقتصاد طاقة رقمي ذي سيادة».

نصائح للمشغلين

وينصح محمد المصري أصحاب مراكز البيانات في المنطقة بالبدء بفهم استهلاكك للطاقة، ثم تصميم الاستراتيجية محلياً. ويتابع: «استقرّ بالقرب من مصادر الطاقة، وادمج بين مصادر متعددة، واستثمر مبكراً في تقنيات التبريد الفعّالة». ويُشدد على «أهمية اختيار شركاء يفهمون منظومة الطاقة والمنظومة الرقمية». ويقول: «الاستدامة ليست حلاً منفرداً، بل تحدٍّ شامل».

تعمل «هودلر» حالياً على مشروع نموذجي لمركز بيانات معياري يعمل بمزيج من الغاز المشتعل والطاقة الشمسية، ويستخدم التبريد بالغمر إضافة إلى منصة تداول كربوني في الموقع. وقد صُمم ليكون مرجعاً للمناطق الغنية بالطاقة في العالم.

ويرى المصري أن شركته «لا تبني مراكز بيانات فقط، بل تُعيد تعريف طريقة إنتاج واستهلاك وتسويق الطاقة لبناء اقتصاد رقمي أكثر مرونة وسيادة وشمولية». مع تصاعد طموحات المنطقة الرقمية، قد تكون استراتيجيات الطاقة المستدامة هي التي ستُحدد موقع الشرق الأوسط في خريطة التكنولوجيا العالمية.