تصنيفات «أبل» الجديدة للخصوصية... ماذا نعرف عنها؟

توضح للمستخدمين التطبيقات لبياناتهم لكنها تتسم بالغموض والإرباك

تصنيفات «أبل» الجديدة للخصوصية... ماذا نعرف عنها؟
TT

تصنيفات «أبل» الجديدة للخصوصية... ماذا نعرف عنها؟

تصنيفات «أبل» الجديدة للخصوصية... ماذا نعرف عنها؟

نعلم جميعاً أن التطبيقات الإلكترونية تجمع بياناتنا، ولكن معرفة ما تفعله هذه التطبيقات بالمعلومات يعتمد على طرق محدودة؛ أبرزها قراءة سياسة الخصوصية. في أواخر العام الماضي، ألزمت آبل مطوري البرامج الذين ينشرون تطبيقاتهم عبر متجرها بشرط جديد، هو تضمين التطبيق لما يُعرف بتصنيفات الخصوصية privacy labels التي توضح أنواع البيانات التي يتم جمعها بصيغة مبسطة وقابلة للفهم. وتشابه هذه التصنيفات المؤشر الغذائي الذي نجده على أغلفة المنتجات الغذائية.

- تصنيفات الخصوصية
تشكل هذه التصنيفات التي بدأت بالظهور في متجر تطبيقات آبل في ديسمبر (كانون الأول) المحاولة الأخيرة من قبل المصممين التقنيين لتبسيط فهم أمن البيانات لجميع الناس. قد تكون المحاولات السابقة كرمز القفل في محرك البحث مألوفة لكم، حيث إن القفل المقفل يشير إلى أن الموقع الإلكتروني الذي تتصفحونه موثوق، بينما يشير القفل المفتوح إلى أن الموقع قد يحمل تهديداً أمنياً.
ولكن السؤال الرئيسي هو: هل ستؤثر تصنيفات آبل الجديدة على خيارات الناس؟ وقد طرحت ستيفاني نغوين، عالمة وباحثة متخصصة بتصميم تجربة المستخدم وأمن البيانات، السؤال التالي: «بعد قراءتها أو الاطلاع عليها، هل ستغير هذه التصنيفات كيفية استخدام الناس للتطبيق أو تمنعهم من تنزيله؟».
لاختبار هذه التصنيفات، بحثتُ في عشرات التطبيقات وركزت في قراءة سياسة الخصوصية في تطبيقي المراسلة «واتساب» و«سيغنال» وتطبيقات التدفق الموسيقي «سبوتيفاي» و«آبل ميوزيك» وأخيراً تطبيق «ماي كيو» الذي أستخدمه لفتح بوابة مرأب السيارة عن بعد.
وعرفتُ الكثير حقاً. فقد بينت تصنيفات الخصوصية أن التطبيقات المتطابقة وظيفياً قد تختلف كثيراً لجهة التعامل مع معلومات المستخدم. كما وجدتُ أن جزءاً كبيراً من جمع المعلومات يتم في المكان الذي لا يتوقعه المستخدم ويشمل المنتجات التي تدفعون ثمنها.
صحيح أن هذه التصنيفات أضاءت لي الكثير من الجوانب، ولكنها أيضاً سببت لي بعض الإرباك أحياناً:

- قراءة التصنيفات
كيف تقرأون تصنيفات آبل للخصوصية؟ للعثور على التصنيفات الجديدة المتوفرة على أجهزة آيفون وآيباد التي تعمل بأحدث إصدارات البرامج التشغيلية (iOS وiPadOS 14.3)، افتحوا متجر التطبيقات وابحثوا عن التطبيق.
داخل توصيف التطبيق، ابحثوا عن «خصوصية التطبيق» وهنا سيظهر أمامكم مربع مع التصنيف.
وقد قسمت آبل تصنيف الخصوصية إلى ثلاث فئات، ليحصل المستخدمون على الصورة الكاملة حول أنواع المعلومات التي يجمعها التطبيق. وهذه الفئات هي:
> بيانات مستخدمة للتعقب: تُستخدم هذه المعلومات لمتابعة نشاطاتكم في جميع التطبيقات والمواقع الإلكترونية. مثلاً، يساعد البريد الإلكتروني في إثبات أنك أنت الشخص الذي استخدم تطبيقاً آخر عندما أدخلت عنوان البريد الإلكتروني نفسه.
> بيانات مرتبطة بكم: ترتبط هذه المعلومات بهويتكم كتاريخ عمليات الشراء التي قمتم بها أو معلومات الاتصال. باستخدام هذه البيانات، يستطيع تطبيق التدفق الموسيقي مثلاً معرفة أن حسابكم اشترى أغنية ما.
> بيانات غير مرتبطة بكم: لا ترتبط هذه المعلومات مباشرة بكم أو بحسابكم. فقد يعمد تطبيق الخرائط مثلاً إلى جمع البيانات من أجهزة استشعار الحركة لتأمين إرشادات دقيقة ومفصلة للجميع، فضلاً عن أنه لا يحفظ هذه المعلومات في حسابكم.

- اختلاف «واتساب» و«سيغنال»
الآن، لنرى ماذا تكشف هذه التصنيفات عن تطبيقات معينة:

- «واتساب» مقابل «سيغنال»
في الواجهة، يبدو تطبيق «واتساب» المملوك لشركة فيسبوك شبيهاً جداً بتطبيق «سيغنال»، لأن كلاهما يقدم مراسلات مشفرة لا يستطيع أحد قراءتها إلا المتلقي. كما أن كلاهما يعتمد على رقم هاتفكم لتأسيس الحساب وتلقي الرسائل.
ولكن تصنيفات الخصوصية تكشف فوراً كم يختلف التطبيقان من الداخل.
وقد أوضحت هذه التصنيفات أن «واتساب» يجمع كمية أكبر من بيانات المستخدمين مقارنة بـ«سيغنال». وعندما سألنا الشركتين حول هذا الأمر، قالت «سيغنال» إنها بذلت مجهوداً كبيراً لجمع أقل قدر من البيانات.
في محادثات المجموعات، أظهر تصنيف الخصوصية الخاص بـ«واتساب» أن التطبيق يطلع على محتوى المستخدم الذي يضم الأسماء المشاركة في المجموعة وصور الملف الشخصي. أما «سيغنال»، الذي لا يقترب من المحتوى، فقد صمم نظاماً معقداً لمحادثات المجموعة يشفر محتويات المحادثات، بالإضافة إلى هوية الأشخاص المشاركين والرموز التي اختاروها.
وبالنسبة لجهات الاتصال لدى المستخدم، أظهرت التصنيفات لدى «واتساب» أن التطبيق يستطيع الوصول إلى لائحة جهات الاتصال على عكس «سيغنال». في التطبيق الأول، يُمنح المستخدم خيار تحميل أرقام معارفه الهاتفية التي يملكها على خوادم الشركة لتساعده في العثور على أصدقائه وأفراد عائلته الذين يستخدمون التطبيق، بينما تُخزن لائحة جهات الاتصال لدى مستخدمي «سيغنال» على الهاتف ولا تستطيع الشركة الوصول إليها.
يقول مؤسس «سيغنال» موكسي مارلين سبايك: «في بعض الحالات، يكون من الصعب ألا نجمع البيانات. لقد قطعنا شوطاً كبيراً لتصميم وبناء تقنية لا تخترق خصوصية المستخدم».
في المقابل، طلب منا المتحدث باسم «واتساب» مراجعة موقع التطبيق الذي يشرح تصنيف الخصوصية الذي يعتمده، ووجدنا أن واتساب يستطيع الوصول إلى محتوى المستخدم لمنع استغلاله واعتراض الأشخاص الذين قد يخالفون القانون.

- جمع البيانات خلسة
بعدها، ألقيت نظرة فاحصة على تصنيف الخصوصية في تطبيق ذي مظهر حميد «ماي كيو» (MyQ) من تصميم شركة «تشامبرلين» المتخصصة ببيع أدوات فتح أبواب مرائب السيارات. يتصل تطبيق «ماي كيو» بمنصة (ثمنها 40 دولاراً) تتصل بدورها بموجه إشارة «الواي – فاي»، ليتيح لمستخدمه فتح وإقفال مرأبه أوتوماتيكياً.
ولكن لماذا يعمد منتج إلكتروني اشتريته لفتح باب مرأبي إلى تعقب اسمي وعنوان بريدي الإلكتروني ومعرف جهازي وبياناتي؟ الجواب: لأغراض إعلانية.
قالت إليزابيث لينديمولدر، المشرفة على الأجهزة المتصلة في مجموعة «تشامبرلين»، إن الشركة تجمع البيانات لاستهداف الأشخاص بالإعلانات عبر الشبكة العنكبوتية. وتجدر الإشارة إلى أن المجموعة مرتبطة بشراكات مع شركات أخرى كأمازون وتزودها ببيانات مستخدميها، إذا ابتاع الناس خدماتها أو منتجاتها.
في هذه الحالة، نجح هذا التصنيف في دفعي إلى التوقف والتفكير جدياً، فشعرتُ بالريبة وقلتُ في نفسي إنني قد أعود لاستخدام جهاز تحكمي القديم غير المتصل بالإنترنت لفتح البوابة.

- «سبوتيفاي» و«آبل ميوزيك»
وأخيراً، قارنتُ تصنيفات الخصوصية لتطبيقي التدفق الموسيقي «آبل ميوزيك» و«سبوتيفاي»، ولكن هذه التجربة أغرقتني لسوء الحظ في دوامة من الإرباك الشديد.
عندما نجحتُ في الوصول إلى تصنيفات التطبيقين، وجدتُ فيهما مصطلحات مربكة ومضللة إلى درجة أنني لم أفهم فوراً ما الذي يحصل للبيانات التي يجمعانها.
إلا أنني استطعتُ أخيراً أن أفهم أحد المصطلحات الغامضة في تصنيف «سبوتيفاي» والذي أشار إلى أن التطبيق يجمع بيانات «الموقع التقريبي» (coarse location) لمستخدميه، للإعلانات. ولكن ماذا يعني هذا الأمر؟
قالت منصة «سبوتيفاي» إن هذا الأمر ينطبق على الأشخاص الذين يملكون حسابات مجانية ويشاهدون الإعلانات. يسحب التطبيق المعلومات من الجهاز للحصول على مواقع تقريبية ويتمكن من تشغيل إعلانات مرتبطة بالأماكن التي يوجد فيها هؤلاء. ولكن معظم الناس لن يفهموا غالباً هذا الأمر من قراءة التصنيف.
في المقابل، قال تصنيف الخصوصية في «آبل ميوزيك» إنه يجمع بيانات مستخدميه لأهداف إعلانية، رغم أن التطبيق لا يعرض أو يشغل إعلانات. وعلى موقع آبل الإلكتروني، وجدتُ أن تطبيق التدفق الموسيقي يجمع معلومات حول ما يستمع إليه المستخدم ليزوده لاحقاً بمعلومات حول الإصدارات المرتقبة والفنانين الجدد.

- غموض وإرباك
تتسم تصنيفات الخصوصية بمزيد من الغموض والإرباك عندما يتعلق الأمر بتطبيقات آبل نفسها، حتى إن بعضها ظهر في المتجر دون تصنيفات.
في هذا الشأن، قالت آبل إن بعضاً من تطبيقاتها فقط كـ«فايس تايم» و«ميل» و«آبل مابس» يمكن حذفها وتنزيلها من جديد من متجر التطبيقات، حيث يستطيع المستخدم أن يجدها مع تصنيفات الخصوصية. ولكن تطبيقي الهاتف والرسائل النصية لا يمكن حذفهما من الأجهزة، أي أنهما لا يملكان تصنيفات خصوصية في متجر التطبيقات بل في مستندات دعم يصعب العثور عليها.
في المحصلة، لا بد من القول إن الممارسات البيانية لتطبيقات آبل أقل وضوحاً من غيرها، وإذا أرادت الشركة أن تقود معركة الخصوصية، عليها أن تقدم نموذجاً أفضل من خلال توضيح لغتها في هذا الشأن وتقليل استفادة تطبيقاتها من برنامج التصنيف. وعندما سألنا المعنيين في الشركة عن سبب عدم اعتمادها نفس المعايير في تصنيف جميع التطبيقات، لم نحصل على جواب واضح.
من جهتها، اعتبرت الباحثة نغوين أن نجاح مشروع تصنيفات الخصوصية لا يزال يحتاج إلى الكثير، لافتة إلى أنه على الشركات أن تكون صريحة حول توصيف سلوكها المتعلق بجمع البيانات والأهم أن تقدم معلومات يفهمها جميع الناس.
وأخيراً، ختمت قائلة: «لا يمكنني أن أتخيل أن والدتي ستتوقف عند التصنيف وتقول (لألقِ نظرة على البيانات المرتبطة بي والبيانات غير المرتبطة بي) لأنها لن تفهم ماذا يعني هذا الأمر».

خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا يبرز نجاح «أكوا بوت» الإمكانات التحويلية للجمع بين الأجهزة المتطورة والبرامج الذكية (أكوا بوت)

روبوت يسبح تحت الماء بشكل مستقل مستخدماً الذكاء الاصطناعي

الروبوت «أكوا بوت»، الذي طوّره باحثون في جامعة كولومبيا، قادر على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام تحت الماء بشكل مستقل.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)

خاص رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تهدف رائدة الأعمال السعودية رند الخراشي لإرساء معايير جديدة لعالم التمويل اللامركزي «DeFi».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا فعالية «بلاك هات 2024» تهدف لتمكين خبراء الأمن السيبراني عالمياً عبر ورش وتحديات تقنية مبتكرة (بلاك هات)

فعالية «بلاك هات» تعود في نسختها الثالثة بالرياض بجوائز تفوق مليوني ريال

بمشاركة عدد كبير من الشركات السعودية والعالمية والشخصيات الرائدة في المشهد السيبراني.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.


رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)
تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)
TT

رائدة أعمال سعودية تبتكر أول بروتوكول لعملة رقمية حصينة من الانخفاض

تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)
تسعى المنصة لتحقيق قفزة نوعية كبيرة في سوق العملات الرقمية مع وضع مبادئ مبتكرة لاقتصاد تلك العملات (كونتس)

نجحت رائدة الأعمال السعودية رند الخراشي في تسجيل براءة اختراع من معاهدة التعاون بشأن البراءات (WIPO PCT) في مجال العملات الرقمية والتمويل اللامركزي «DeFi» بعد عامين من الأبحاث المكثفة. وطورت الخراشي بروتوكول «كونتس» (Quintes Protocol) الذي يقدم مفهوماً ثورياً لعملة رقمية لا تتعرض للانخفاض في قيمتها. وقد تم تصميم البروتوكول لمعالجة القيود التي تواجه الأصول التقليدية والرقمية على حد سواء، ويستند إلى عملته الرقمية «QNT» المصممة للنمو الدائم.

رؤية متجذرة في الخبرة

استطاعت رند الخراشي تحويل فهمها العميق لتقنيات «البلوكشين» والأسواق المالية إلى مشروع تغييري. استلهمت رؤيتها من تجربتها كمسؤولة استثمار تتعامل مع الأسواق المتقلبة. تقول الخراشي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن تحليلها لبروتوكول «أنكور» (Anchor) الذي انهار بعد أن وعد بعوائد مرتفعة كشف فجوة كبيرة لها في السوق. وتضيف: «إن ما دفعها للاستمرار هو إدراكها أن الملايين يبحثون عن حلول مالية مستدامة أي حلول لم تكن موجودة بعد».

استندت عمليات تطوير «بروتوكول كونتس» وهندسته على بحوث سباقة أجراها مختبر الأبحاث «Kitabq Research Lab» (كونتس)

لماذا يبرز «كونتس»؟

على عكس العديد من العملات الرقمية التي تتعرض لتقلبات السوق وفقدان قيمتها، تعد الخراشي أنه تم تصميم عملة «QNT» للاستقرار والنمو المستدام. وتشرح أن نموذجها الاقتصادي يعتمد على ضمان مفرط، حيث يتم دعم كل 1 دولار من «QNT» بضمانات تبلغ قيمتها دولارين تشمل أصولاً مثل «البيتكوين» و«الإيثيريوم» والعملات المستقرة. هذا الضمان بنسبة 200 في المائة يوفر أساساً قوياً لقيمة العملة، والتي تم تصميمها للنمو سنوياً بمعدل يتراوح بين 18 - 30 في المائة.

وتذكر الخراشي أن البروتوكول يستخدم تقنيات اقتصادية مشفرة متقدمة وتداولاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي لضمان هذا النمو. تعمل روبوتات العقود الذكية على تحقيق استقرار سعر «QNT» بينما تعزز استراتيجيات التداول الاستفادة من الضمانات. وتضيف أن هذا المزيج الفريد من الاستقرار والنمو والابتكار يميز «كونتس» عن العملات المستقرة التقليدية مثل «USDT» و«USDC». وتؤكد رند الخراشي على أن إحدى المزايا الرئيسة لـ«كونتس» هي قدرته على الأداء الإيجابي حتى في ظروف السوق الهابطة. وتقول إن اختبارات التحمل التي حاكت أكثر من 1000 سيناريو للسوق، أثبتت مرونة البروتوكول، مما يجعله خياراً واعداً للمستثمرين على المدى الطويل.

قوة الملكية الفكرية

يؤكد تأمين براءة اختراع من معاهدة التعاون بشأن البراءات (WIPO PCT) على أصالة وتعقيد بروتوكول «كونتس». تشدد الخراشي في حديثها لـ«الشرق الأوسط» على أن هذه الخطوة أساسية في ترسيخ «كونتس» على أنه حل عالمي. وتضيف أن هذه البراءة تُثبت أصالة وآليات «كونتس» المتقدمة، مما يضمن حماية ابتكاراتها.

وتعد أن البراءة تمهد الطريق للتوسع الدولي وتعزز ثقة المستثمرين، مما يتماشى مع رؤية البروتوكول ليصبح معياراً عالمياً للأصول الرقمية المستدامة. وأن الفريق يخطط أيضاً للتحول إلى نموذج مفتوح المصدر، مما يفتح المجال للابتكار مع الحفاظ على الأسس المتينة.

تؤكد الخراشي أن تحقيق القيمة الاستثنائية المستمرة هو أمر ممكن في عالم العملات الرقمية (كونتس)

تطوير مدفوع بالبحث

العمود الفقري لبروتوكول «كونتس» يتمثل في الأبحاث الرائدة التي أجراها مختبر« Kitabq Research Lab» الذي أسسته الخراشي. على مدار عامين، ركز المختبر على معالجة التحديات الأساسية في التمويل اللامركزي مثل التقلبات والسيولة وكفاءة الحوكمة. واستلهمت آليات تصميم البروتوكول من مشاريع رائدة مثل «Aave» و«Lido»، مما ساعد على إنشاء أنظمة اقتصادية مستدامة. وتذكر الخراشي أن عمليات البحث التي قامت بها أظهرت كيفية تصميم أنظمة اقتصادية تتجاوز تحديات السيولة والتقلب. هذا النهج العلمي، إلى جانب خبرة فريق «كونتس» الفني الذي يضم خبراء من شركات مثل «ConsenSys» و«Binance» و«Morgan Stanley» قد أسس منصة قوية معدة للنجاح طويل الأمد، على حد قولها.

معيار جديد لأداء الأصول

يرى الخبراء أن الأصول التقليدية مثل الذهب والأسهم و«البيتكوين» لها قيودها. فالذهب يُعتبر مخزناً للقيمة، والأسهم تتأثر بدورات السوق، وتقلبات «البيتكوين» غير متوقعة. في المقابل، ترى الخراشي أن «بروتوكول كونتس» يوفر للمستثمرين مزيجاً فريداً من الاستقرار والنمو، مع معدلات تقدير سنوية تتجاوز معظم الأصول التقليدية والرقمية. ومن خلال التركيز على الاستدامة طويلة الأمد، يبرز «كونتس» على أنه بديل متفوق لأولئك الذين يبحثون عن عوائد مستقرة.

نظرة مستقبلية

من المقرر أن يتم الإطلاق الرسمي لبروتوكول «كونتس» في يناير (كانون الثاني) 2025، مما يمثل بداية حقبة جديدة في عالم التمويل اللامركزي. وتقول رند الخراشي إن المشروع جذب بالفعل اهتماماً كبيراً من المستثمرين الاستراتيجيين الذين يشاركون رؤيته. وعلى عكس النهج التقليدي لجمع التمويل، يركز «كونتس» على الشراكات مع المستثمرين الذين يجلبون خبرة وشبكات تدعم أهدافها. وتضيف الخراشي أن طموحات الفريق تمتد إلى ما بعد الإطلاق الأولي. خلال خمس سنوات، تتصور الخراشي أن يصبح «كونتس» معياراً عالمياً للأصول الرقمية المستدامة، مما يعيد تشكيل مشهد التمويل اللامركزي ويفتح آفاقاً غير محدودة للابتكار.

من المهم الإشارة إلى أن العملات الرقمية هي استثمارات شديدة التقلب، حيث يمكن أن تشهد ارتفاعات وانخفاضات كبيرة في قيمتها خلال فترات قصيرة. وبالتالي، يجب على المستثمرين أن يكونوا واعين بالمخاطر المحتملة وأن يخصصوا أموالهم وفقاً لمستوى تحملهم لهذه المخاطر.