خطة إسرائيلية لمنع سرقات السلاح في 50 قاعدة عسكرية

عقب اتهام الجيش بأنه المصدر الأول لأسلحة الجريمة

قاعدة «تسيئيليم» من القواعد التي تعرضت لسرقة السلاح في إسرائيل
قاعدة «تسيئيليم» من القواعد التي تعرضت لسرقة السلاح في إسرائيل
TT

خطة إسرائيلية لمنع سرقات السلاح في 50 قاعدة عسكرية

قاعدة «تسيئيليم» من القواعد التي تعرضت لسرقة السلاح في إسرائيل
قاعدة «تسيئيليم» من القواعد التي تعرضت لسرقة السلاح في إسرائيل

في أعقاب سلسلة عمليات السطو على مخازن الأسلحة بالقواعد العسكرية، واتهام الجيش بالإهمال الخطير، واكتشاف عدد من الضباط والجنود المتورطين بالشراكة مع عصابات اللصوص، أعلنت مصادر في الجيش الإسرائيلي، عن «خطة جديدة لمحاربة الظاهرة».
وتتحدث الخطة عن وضع نظام حراسة جديد لنحو 50 قاعة عسكرية قائمة قرب قرى أو مدن عربية لـ«فلسطينيي 48»، الذين يعتقد أن عصابات الإجرام التي تعمل في بلداتهم وتنشر العنف في صفوفهم وتحرمهم الأمن والأمان، هي التي تقوم بسرقة الأسلحة من المواقع العسكرية. وقالت المصادر إن تكلفة هذه الخطة تبلغ 150 مليون شيقل (نحو 45 مليون دولار)، وتقوم على الخطوات التالية: إقامة منظومة حراسة خاصة للمواقع تكون خاضعة للشرطة العسكرية في الجيش، وتعيين ضابط أمن خاص داخل كل معسكر مهدد (50 معسكراً) بالسرقة، وتأهيل وتدريب حراس لهذه المعسكرات على يد أجهزة وجهات أمنية من خارج الجيش، وتركيب وسائل مراقبة تكنولوجية متقدمة على جميع مخازن الأسلحة بكل المواقع.
المعروف أن ظاهرة السرقات تضرب الجيش الإسرائيلي منذ سنين طويلة، وتحدث حالة ارتباك شديد بين قادته. وأشهر هذه العمليات وقعت سنة 2005 في قاعدة التدريب «تسيئيليم» بالنقب، حيث سُرقت 48 قطعة سلاح؛ بينها 8 قاذفات صواريخ مضادة للدبابات، و16 بندقية «إم16» قصيرة، و18 بندقية هجومية من طراز «إم16» طويلة. ومنذ ذلك الحين وضع الجيش الإسرائيلي خططاً عدة لمعالجة الظاهرة، لكن نجاحها ظل محدوداً، وبقيت مخازن الجيش مصدراً أساسياً لانتشار الأسلحة بين المواطنين، خصوصاً بعد إقامة جدار أمني حديث على الحدود مع مصر، التي كانت تعدّ المصدر الأول لتهريب السلاح.
وتحولت تجارة السلاح غير المرخص إلى «قصة نجاح كبرى»، حيث ارتفعت الأسعار إلى أرقام قياسية. وحسب الضابط السابق في الشرطة الإسرائيلية، يغئال حداد، بلغ سعر المسدس نحو 3000 دولار، والبندقية 20 ألفاً، والرشاش 30 ألفاً، والقنبلة اليدوية 500 دولار.
ويشكو المجتمع العربي في إسرائيل بوجه خاص من هذه التجارة، حيث تشير المعطيات الرسمية إلى وجود أكثر من 400 ألف قطعة سلاح بين أيدي المواطنين؛ بينها صواريخ «لاو». وتسببت في انتشار الجريمة والعنف بشكل واسع؛ إذ إن نسبة العرب من السكان تبلغ 18.5 في المائة، بينما نسبة جرائم القتل بين العرب 70 في المائة من الجرائم في إسرائيل. ويتهم قادة العرب السلطات الإسرائيلية بوضع مخطط شامل لنشر الجريمة بهدف تدمير المجتمع من الداخل، ومنعه من التبلور بصفته مجتمعاً فلسطينياً ذا طموحات وطنية.
وتشهد سنة 2021 طفرة في سرقات السلاح من الجيش؛ إذ كشف عن سرقة 93 ألف رصاصة من عيار 5.56 ملم من المستودع المركزي في «مركز التدريبات القومي» بقاعدة «تسيئيليم» المذكورة، قبل شهر، وسرقة 20 ألف رصاصة مماثلة من قاعدة أخرى في النقب خلال الأسبوع الماضي.
واستُخدمت سيارة شحن كبيرة واحدة على الأقل، في هاتين السرقتين، دخلت إلى القاعدة، وخرجت من دون أن يشعر بها أحد، رغم منظومة الحراسة الكبيرة ووجود بوابات محصنة، وسياج إلكتروني شائك مرتفع ووسائل حراسة تكنولوجية، بينها كاميرات ورادارات بدائرة مغلقة. وحسب الشبهات؛ فإن «السارقين تلقوا مساعدة من جهات عملت أو خدمت في القاعدة»، وأحضروا معهم أدوات اقتحام، ثم تركوها خلفهم «على ما يبدو بعد أن اتضح أنه لا حاجة لها بسبب المساعدة التي تلقوها من داخل القاعدة».
وخلال مداولات أجرتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، حول سرقة السلاح من قواعد الجيش الإسرائيلي، قال رئيس شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، أهارون حليوة، إن «أي سلاح للجيش الإسرائيلي يجد طريقه إلى الجمهور، لا يشكل شهادة شرف لنا». وقال إنه جرت خلال الشهر الماضي، بإيعاز من رئيس الأركان، أفيف كوخافي، 52 زيارة تفتيش مفاجئة لقواعد عسكرية مختلفة، إضافة إلى زيارات التفتيش العادية التي تجرى من 6 إلى 8 مرات شهرياً.
واتضح خلال الاجتماع أنه إضافة إلى سرقة كمية الرصاص الكبيرة من المستودع في «تسيئيليم»، سُرق من الجيش الإسرائيلي خلال العام الماضي 80 قطعة سلاح؛ بينها 15 قطعة من بيوت جنود.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.