حل «وشيك» للبرلمان الجزائري تمهيداً لانتخابات مبكرة

TT

حل «وشيك» للبرلمان الجزائري تمهيداً لانتخابات مبكرة

أعلن رئيس حزب قريب من السلطة في الجزائر عن قرب حل «المجلس الشعبي الوطني» (البرلمان)، كمؤشر على تنفيذ تعهد سابق للرئيس عبد المجيد تبون بتنظيم انتخابات برلمانية، قبل موعدها المحدد في بداية العام المقبل.
ويتهم البرلمان الحالي بأنه «وليد تزوير معمم» في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي يقبع معظم أركان حكمه في السجن بتهم فساد.
وقال رئيس «جبهة المستقبل» بلعيد عبد العزيز، أمس، في تصريحات لوسائل إعلام، إن حل الغرفة البرلمانية سيتم على الأرجح في 18 من الشهر الحالي، مشيراً إلى أنه نقل هذا الخبر عن الرئيس تبون الذي استقبله في مقر الرئاسة، أول من أمس، في إطار لقاءات مع أحزاب تمهيداً للانتخابات.
وأكد عبد العزيز أنه يتوقع حل البرلمان هذا الأسبوع. وأضاف: «سيعلن الرئيس عن إجراءات هامة. هذا ما فهمته من لقائي به». ويعتقد أن «الإجراءات» التي تحدث عنها بلعيد، تتضمن عزم تبون إقالة حكومته التي يقودها رئيس الوزراء عبد العزيز جراد، بعد عام من تنصيبها، على خلفية تعثرها في حل مشاكل اقتصادية كثيرة وتعاملها مع الأزمة الصحية، خصوصاً مسألة توفير اللقاحات لفيروس «كورونا».
وعاد تبون الجمعة من رحلة العلاج الثانية إلى ألمانيا، حيث قضى شهراً كاملاً وأجريت جراحة في قدمه من مضاعفات إصابته بـ«كورونا». وأثناء استعداده للسفر كان قد صرح في المطار، بحضور جراد، بأن أداء الطاقم الحكومي «ضعيف».
وقال رئيس حزب «جيل جديد» جيلالي سفيان، بعد لقاء جمعه بتبون، الجمعة، أن الرئيس حدثه عن «برلمان يمثل الشعب حقيقة، يكون باكورة لانتخابات نزيهة لا تشوبها مشكلة. وقد تطرقنا إلى عدد كبير من الملفات، منها قانون الانتخابات الجديد ومشاكل الاستثمار والعراقيل البيروقراطية، وحاجة الجزائريين إلى الشغل والسكن. قلنا إنه لا بد من بناء اقتصاد قوي، وأن نرفع من القدرة الشرائية للمواطن». ويعتقد أن «جيل جديد» الليبرالي سيكون من الأغلبية الموالية لتبون، في تشكيلة البرلمان المرتقب.
كما استقبل تبون رئيس «حركة البناء الوطني» الإسلامية عبد القادر بن قرينة، وتناول معه موضوع انتخابات البرلمان قبل موعدها. وقال بن قرينة في بيان إنه طلب من تبون اتخاذ تدابير لـ«رفع الغبن عن المواطنين، وضرورة البحث عن حلول لتوفير مبالغ مالية لمساعدة المواطنين الذين فقدوا مناصب عملهم بسبب الأزمة الصحية». كما تناول اجتماعهما، حسب البيان، «تكريس الشفافية في الانتخابات، بعد اعتماد قانون الانتخابات الجديد» الذي لم يصادق عليه البرلمان.
يشار إلى أن «المجلس الوطني» يرأسه القيادي في «حركة البناء» سليمان شنين. وشدد بن قرينة على حل البرلمان في أقرب وقت، وعلى «إعادة النظر في عمل الحكومة، بما يسمح لها بالتكفل بالحالة الضاغطة اقتصادياً واجتماعياً والتصدي للمشاكل المتفاقمة»، بحسب البيان الذي أكد أيضاً «حرص حركة البناء على أن يبقى الحراك وأفكاره السياسية وأسلوبه الحضاري السلمي، محل استلهام في رص الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية ومواصلة محاربة كل أنواع الفساد بلا هوادة». وأبرز رفضه مقترحات أحزاب معارضة، بخصوص «إطلاق مرحلة انتقالية»، واصفاً داعمي الاقتراح بأنهم «أصحاب الحلول الغامضة الذين يدفعون إلى حالة فراغ دستوري».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.